عن أبي الأستاذ أبو عاصم
محاضر جامعي ومشرف مادة الكيمياء في وزارة التربية والتعليم، شارك في كتابة منهاج مادة الكيمياء والعلوم ضمن مشروع المنهاج الفلسطيني الجديد، أسير فلسطيني محرر ومعلم تتلمذ على يديه آلاف الطلاب والطالبات.
لن يقرأ أبي هذه الكلمات فهو مشغول الآن غالبا في جمع الحطب أو إيجاد لقمة العيش لعائلته وأحفاده، على مشارف الستين من عمره لكنه يتصرف كأنه شاب نشيط، يحمل الأشياء الثقيلة وينام على الأرض ويترك الفراش للأطفال، لا يأكل إلا ما تبقى من الطعام، ولا يكل عن العمل في إصلاح الأعطال للقريب والغريب.
دمر الاحتلال بيته بعدة قذائف ونزح عشرات المرات مع أهلي فما يأس ولا كل ولا ومل، فقد 20 كيلو من وزنه منذ بداية الحرب، ليت لدي نصف يقينه أو ربعه، لا يشكو وهو الرجل الكبير الذي بدأ حياة الشقاء والتعب مذ كان طفلا في الصف الثاني يعمل عاملا مساعدا في مهنة النجارة. ستطول هذه الحرب ويطول معها كشف الحساب وقائمة الثأر، فلا خير فينا إن نسينا ولا عشنا إن غفرنا