أوّل يوم من رمضان في شمال غزّة
بحثتُ عن حبّة شوكولاتة، بسكوتة، سكريّات، أو أي صنف يمكن أن يقدم لطفلنا الصّغير فلم أجد! طرقت أبواب كلّ الصيدليّات بحثًا عن علاجات أمّي وأبي، ولم أجد أيًّا منها.
جولةٌ في السّوق استمرت ثلاث ساعات بحثًا عن طعام يُقدّم كوجبة لسحورنا الأوّل في رمضان!
زرت البائع الواحد أكثر من ثلاث مرات علّي أجدُ ما يمكن شراؤه، امتلأت الأسواق بملح الطعام وسعره 13 شيكل للكيلو، بينما كان يُباع قبل الحرب بسعر 1 شيكل للكيلو، وجدتُ بيضًا بسعر 8 شيكل للبيضة الواحدة، بينما كان يباع طبق البيض كاملًا، أي 30 بيضة، ب 8 شيكل فقط، وجدتُ المايونيز بسعر 18 شيكل بدلا من 3..هل يمكن للمرء تخيّل ذلك!
لم أجد الأصناف التي عهدناها في شهر رمضان، لم أجد الحلاوة ولا الدِّبس ولا المربى ولا قمر الدين ولا الخرّوب، لم أجد أيّ نوع من البقوليات، ولم أجد أيّ صنفٍ من الخضروات سوى البصل، وحتّى البصل سعره 100 شيكل للكيلو.
بحثتُ عن حبّة شوكولاتة، بسكوتة، سكريّات، أو أي صنف يمكن أن يقدم لطفلنا الصّغير فلم أجد! طرقت أبواب كلّ الصيدليّات بحثًا عن علاجات أمّي وأبي، ولم أجد أيًّا منها.
حتّى أنّني لم أجد المياه المفلترة للشرب!
سيستيقظ أهل شمال غزّة صائمين بلا سحورٍ، وسيبدأ يومهم الشّاق بنقل المياه ثمّ جمع الحطب -والذي شارف على النفاد- للنار بدلًا من الغاز، ثم سيذهبون إلى البحر لانتظار الإذلال الجويّ من المساعدات لساعاتٍ طويلة، وبعدها سيعودون خائبين دون الحصول على وجبة واحدة، ليرجعوا إلى جولةٍ جديدة في السّوق الذي لا نجد فيه سوى الملح.
سيؤذّن المغرب، وسنتفطّر على اللاشيء الذي اشتريناه في نهار اليوم الأول من رمضان.