عن الشهيد عمر أبو آمنة
هذا حبيبي ورفيق دربي لسنوات طويلة، صديق أول الشباب ومشاوير المعسكر، عمر عبد العزيز أبو آمنة أو كما يحب أن نناديه "أبو البراء"، لم تعد اللغة قادرة يا عمر على الكتابة حول هذا الفقد الكبير فكيف لثمانية وعشرين حرفا أن تُجمِّع نفسها لترثيك.. هل حقا رحلت يا صديق؟
منذ 4 أيام
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة
قتلوا عمر!
هذا حبيبي ورفيق دربي لسنوات طويلة، صديق أول الشباب ومشاوير المعسكر، عمر عبد العزيز أبو آمنة أو كما يحب أن نناديه "أبو البراء"، لم تعد اللغة قادرة يا عمر على الكتابة حول هذا الفقد الكبير فكيف لثمانية وعشرين حرفا أن تُجمِّع نفسها لترثيك.. هل حقا رحلت يا صديق؟
كان الحبيب عُمر صاحب الفضل عليّ وعلى جيلنا من أبناء حارتنا في إخبارنا عن حياة "بلاد برّا" وهو العائد من السعودية إلى حارة مهمشة تسمى بئر النعجة، ينقل لنا كيف يعيش الناس في الخارج ويفتّح آفاقنا على ما لم نحط به خبرا، من أحاديثه كسرنا طوق الحارة الضيقة وانطلقنا نحو عالم أوسع لكننا لم نتخيل أن يكون موحشا هكذا بدون أهلنا البسطاء وجيراننا الأعزاء وأصحابنا الذين لا تحمل الغربة البعيدة أصدقاء من نفس طينتهم.
فرقتنا الغربة، لكن ظلت ذكرياتنا أملًا في أن نعود من جديد بعد أن كبر كلا منا في مساراه المختلف، حتى بعد أن اشتدت رحى الحرب، لم يخطر على بال أحد أن يرحل عمر شهيــدا فالرصاص لا تصيب الملائكة كما تقول الأسطورة، وعمر ملاكا يمشي على الأرض ابتسامته لا تفارق وجهه الوضّاء، ويعلو الحياء محيّاه، كل من عرفه لمرة جاءه شعور أنه صديقه منذ زمن.
نبكي اليوم بكاء مستحقا على زينة الأصدقاء والجيران عمر وأخيه الأكبر محمد "أبو العبد" اللذان رحلا باستهداف صهيونــي جبان من طائرات جيش الإبـــادة الجماعية التي ما تزال تأخذ منا أكرم الناس وأخيرهم منذ عام ويزيد.. إلى رحمة الله ورضوانه وجنة كبيرة تليق بكم يا أحباب.