0%

طار "عصفور" ليلتقي زوجته نور وطفليه مريم وعُمر


من يعرف أحمد يعرف أنه مصاب بفوبيا مشاهدة الدماء، لكن أحد منّا لم يتخيل أن يشاهده يحمل جثة طفلته مريم وزوجته نور وهما ملطخين بدمهم، بينما فقد صوابه على ابنه عمر الذي لم يعثر المسعفون على جثته التي دابت تحت الركام.


منذ 4 أيام
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة
قتلت إسرائيل اليوم أحمد الإبن الأصغر لعمي زياد، أو كما يُحب أن نسميه "عصفور" بعد أن قتلت زوجته نور وأطفاله في نوفمبر الماضي، بينما كان ذاهبا لشراء ملابس لهم بعد نزوحهم من مخيم جباليا إلى النصيرات.
من يعرف أحمد يعرف أنه مصاب بفوبيا مشاهدة الدماء، لكن أحد منّا لم يتخيل أن يشاهده يحمل جثة طفلته مريم وزوجته نور وهما ملطخين بدمهم، بينما فقد صوابه على ابنه عمر الذي لم يعثر المسعفون على جثته التي دابت تحت الركام.
ومن تواصل معه منذ ذلك اليوم إلى الآن، يسمع منه جوابا واحدا عندما يسأله عن حاله، فيجيب أنه فقط يشتاق لهم ويتمنى اللقاء بهم قريبا فلم يعد لديه قدرة على تحمل الحياة وحيدا.
يلحق اليوم أحمد بعائلته التي أبيدت من السجل المدني بعدما هرس صــ ـاروخ الزنانة رأسه وسيدفن ما تبقى من جسده الطاهر في الصباح دون رأسه ودون أن يعثر على جثة عمر.
كل الكلام لا يكفي لوصف هول ما حدث لهذه العائلة الصغيرة التي بددت إسرائيل أحلامها بأن تكون أسرة نافعة تكبر في مجتمع آمن بعيدا عن هوس الإسرائيليين بدمائنا.
هذا ليس رثاء لك يا حبيبي يا عصفور، فمثلك لا تسعفنا على وصف خُلقك الطيب وابتسامته المميزة، وإقبالك على مساعدة من حولك حتى في أشد الأيام صعوبة خلال الحرب.
يبكيك عمك محمد الذي كان بمثابة أب لك بعد وفاة عمي، وتنهار خالتك فلسطين التي فقدت اليوم واحدا من أبنائها ورفيق أيامها الجميلة، ونحن لا نعرف الموقف السليم في هكذا لحظة، نحزن على ما حل بك أم نفرح لك بلقائك بأحبابك؟
يخطر في بالي مباشرة كيف ستكون إجابتنا إلى أخيك سامي عندما يخرج من سجن سيديه تيمان ولا يجدك بين مُستقبليه.. من سيتجرأ على إخباره بأنك صرت شهيدا بعد أحد عشر شهرا من الحرب!
إلى رحمة الله ورضوانه يا عصفور.. إلى حياة أبدية أحسن من حياتنا وإلى لقاء قريب إن شاء الله. 

الوسوم

الشهيد أحمد عاشور الشهيدة نور شحادة

شارك


x