نحن لا ندفن موتانا، بل وقد لا نراهم
متى سأزور القبرين، وألقي عليهما سلام الحب، ووفائه الخالد؟
منذ 2 أيام
الوقت المقدر للقراءة: 3 دقيقة
زوجتي تمت مواراتها في مصر بعيدا عن ناظريّ، ولم أمنح فرصة رفقتها حين غادرت للعلاج إلى هناك.
من ظنّ يوما ذلك. رغم استفحال المرض بها لعقدٍ ونصفٍ؛ لم أخذلها يوما، ورغم كل ما أوصت به؛ لم أستطع أن أنفذ لها في ذلك طلبا، لقد واراها مصريون هناك، بعيدا عن بلادها كلها، وعن المكان الذي أوصت به، وكم خذلتها، حين لم أقو أن أحضر لها مراسم دفنٍ، ولم أنقش لها على قبرها اسمها.
هناك بعيدا، في مدينةٍ صغيرةٍ تدعى دماص في محافظة المنصورة بالشرقية.
أمّا ولدي سامر، الذي لم يغادر الشمال؛ ليبقى مع زوجته وأولاده جوار حماته، لرعايتها وهي التي كانت أصابها الشلل الكامل؛ سامر هو الآخر لم أشيعه، ولم أحظ من جبينه بقبلة وداعٍ أخيرة، والآخر ووري، وكأن جثمانه كان في سباقٍ مع الزمن؛ من قبل مجيء قاتليه، وكان مشيعوه ولداه، وعددٌ أقل من عدد أصابع كفه.
قيل لي: كانوا يجرون به، وعلى عجلٍ حفروا قبرا في شارعٍ مزوٍ؛ وأتموا فيه مواراته.
متى سأزور القبرين، وألقي عليهما سلام الحب، ووفائه الخالد؟
- نشرت أولا في حساب عمر حمش (اضغط هنا)