0%

أُمّي في أوّل شهرين من الحرب



منذ 10 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 3 دقيقة

أُمّي فِي أوّل شهرين من الحرب                                                                                       كتبت صديقتي ميسون أبو حجّاج عن والدتها في جباليا شمال قطاع غزّة:

"أُمّي..

مدللة أهلها، وقد عاشت مع والدي 30 سنة حياةً مُريحة في الخليج، وعادت لتستقرّ في غزّة قبل ١٣ عامًا.

كنتُ أتكلّم معها يومًا وقلتُ لها: "بعد الحرب بدنا نطلّعكم من غزّة، بكفّي خوف"!

أجابتني قائلةً: "في الحرب ما طلعنا من بيوتنا، بدنا نطلع بالسّلم! نطلع ونتركها لمين؟" 

أُمّي في أوّل شهرين من الحرب لم تخرج من بيتها أبدًا، وعندما اضطرت للخروج ذهبت مُباشرة إلى مستشفى كمال عُدوان القريب جدًّا من البيت، ولكن بعد حِصار المستشفى من قبل الاحتلال خرجت تحت تهديد السّلاح لترى ما حصل حقيقةً!

كانت أوّل مرة ترى فيها الدمار والجثث في الشوارع، ولأوّل مرة تشتم رائحة الدم والموت بدلا من رائحة البحر، ورأت مكانا غير الذي عرفته كل يوم.

بعد شهرين من العُدوان؛ بكت أُمّي لأول مرة 💔"


الوسوم

شارك


x