0%

اختزلت كل الأماني بالرجوع إلى البيت



منذ 10 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

نجحت هذه الحرب بجعلنا نُدرك جميع المعاني والمفاهيم، معنى البيت، الصباح الهادئ، الماء والطعام النظيف، المُقتنيات والهدايا المتروكة، الاستحمام، جلسة مع الأصدقاء في الشرفة، نجحت في جعلي أدور بخيالي في زوايا المنزل، في تخيل كُل شبر فيه، الممر بجوار الباب والطاولة التي تُزينها الأنتيكات التركية والفلسطينية، غُرفتي بضوئها الأصفر وخزانتي الممتلئة بالملابس الدافئة، ساق البامبو في المطبخ التي تذكرتها وأنا أحاول جمع ما يكفي إنسان من المياه لمدة يوم، أنا التي كُنت أُقاتل أمي كل أسبوع لمحاولتي غمرها بالمياه قائلة البامبو بحب المي الكثير،

كيف هي الآن بعد قُرابة ثلاثة شهور؟

أخاطب نفسي قائلة: هل وصل الماء للمنتصف أم جفّ كُلياً عنها، أصل لنتيجة مفادها هي الآن عطشى وأنا كذلك.

هناك حرب خارجية قاسية وحروب داخلية أشد ضراوة، الكراهية، العُنصرية، شخص يرى أن فلاناً يستحق حُصة من الطعام وآخر لا يستحقها، الخروج من المنزل والاضطرار للعيش والتعامل مع أشخاص لديهم شعور بالتفوق على الآخرين، لا أرى أن قرار الخروج من المنزل كان صحيحاً، ولو يرجع الزمان فيّ ثمانين يوماً قررت البقاء وحدي في الشمال بين جدران بيتي الدافئة.

أتمنى ذلك، ولو انهار عليّ سقفه الحنون

أتمنى، ولو طرت بانفجار محيط فلسطين

أتمنى لو أنني لم أعِش دقيقة واحدة بعد الوادي

الآن كُلنا وحدنا وصور البيت وحياتنا الكريمة.

الأهم من ذلك كُله أنه وكما قال مُريد

لا غائب سيعود كاملاً ولا شي سيُستعاد كما هو.


الوسوم

شارك


x