0%

شهيد الغرام



منذ 9 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

لم يمت هذا الفتى لوحده، بل ماتت معه حبيبته (H) ، ربما يكون إسمها ( هالة، أو هلا)، أو قد تكون ( حليمة، حياة، حسناء)، بحثتُ جيداً عن اسم حبيبته، علني أرى بقية حروفها على ملابسه أوة علا الدماء النازفة فوق رقبته أو ربما يكون قد تعمد حجبها عن أبصارنا؛ ليحتفظ بحرفها الأول في قدمه اليمنى، وبقية حروفها في قبضة يده اليسرى.

إسرائيل لم تقتل هذا الفتى لوحده، بل قتلت معه أحلامه فلربما كان يخطط أن يصبح أدبياً أو شاعراً بقصائد رنانة أو طبيباً رؤوفاً بمطرقته عند تحسس آلام الأطفال، ولربما خرج من رحم حبيبته طفلة ترفع هامة البلاد والعباد في المحافل الدولية، لتكون ناشطة حقوقية أو مسعفة إنسانية لدى لجان الصليب الأحمر الدولية، ولربما خرج من ابناء أبنائه وأبناء أبناء أبنائه أطفالاً يعيدوا رسم حروف الأبجدية، فيستبدلوا الحرب بالحب، ليعكسوا من جمال أبصارهم واتزان عقولهم أنغاماً تجابه في قوتها ترسانات عسكرية.

هذا الفتى لم يمت لوحده، مات معه الجيل القادم جيل يحمل اسمه الأول، كان ليكون جدهم في يوم من الأيام، وأباً صالحاً لكنهم قتلوه، قتلوا جيلاً يحلم ويحمل في خلجات صدره أمنية السلام.

عزاؤنا ليس لهذا الفتى، عزاؤنا لفلسطين، للقضية، للكلمات المنسية، للحروف الثكلاء، وللأمنيات الحبقاء، وللمشاعر الصماء، وللفصائل الرعنا.

عزاؤنا قبل ذلك كله لحبيبته الشماء، حبيبته التي تعرفت على اسمها بكل معاني بيداء، لحبيبته العنقاء للجميلة (H) ، للقديسة (حوراء).


الوسوم

شارك


x