0%

غزَّة شارع الثورة (يوسف العظمة)، جامع فلسطين



منذ 9 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 3 دقيقة

اشتقت لشارع بيتي، الشارع الهادئ نسبياً، الممزوج دائما بأصوات الأطفال يلعبون الكرة في الزقاق، والباعة المتجولين يصدحون بالصوت لبيع الخضراوات أو الفستق والذرّة في أيام الشتاء الباردة. كنتُ ألمحُ أخي محمد وأصدقاءه كل يوم في أُفق طريقي يركبون دراجاتهم السريعة التّي لا أعرف أنا ركوبها حتى اليوم.

في ليالي رمضان يتلألأ الشارع وأسطح البيوت بالمصابيح المضيئة والزينة الملوّنة التي لا أحب تنسيقها في بعض الأحيان. فأنا أُفضّل الزينة ذات اللون الواحد في الإضاءة عوضا عن خليط الألوان. كنت أُحب صوت صياح ديوك جيراننا المُزعج في أيام القصف الشديد، ولكن في اليوم الهادئ الخالي من القصف يختلط صياحهم مع مزيج أصوات زقزقة العصافير وصدى صوت طلاب المدرسة المُجاورة بالنشيد الوطني الفلسطيني "بلادي يا أرضي يا أرض الجدود" تتكون موسيقى غريبة ولكن دافئة. ما يجعل المشهد أكثر رومانسية هو رائحة مناقيش أمّي بالزعتر وزيت الزيتون وكأس الشاي بالمريمية التّي تُعدُّها بشكل رائع وفريد من نوعه، لها طعم خاص لا أجده في أي مكان آخر على سطح الأرض. لم أزر أماكن كثيرة، ولكن أنا متأكدة.

كل عنصر من عناصر هذا المشهد الملتصق في رأسي تم قصفه. الشارع تجرّف والمدرسة هُدمت ومأذنة المسجد سقطت من الحزن، فلم تحتمل ما حدث للمُصلّين ولسكان الحيّ.

 

يا ولاد حارتنا، قصفوا حارتنا.


الوسوم

شارك


x