0%

النوم ليلة العام الجديد في مدينة غزة



منذ 9 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

سأنام الليلة، وأنا أُقنع نفسي بأن ما أسمعه في الخارج هو أصوات الألعاب النارية التي يطلقها الناس عادًة للاحتفال ولا شيء غير ذلك.

وأن صراخ الأطفال وخوفهم، هو خوفٌ مُبرر يصيبهم أثناء انتظارهم لشيء لطالما انتظروه (ليلة العيد على سبيل المثال). 

سأنام الليلة، وأنا أقلّب وأراجع مَعرِض الصور في هاتفي، مُقنعًا نفسي أن سهرتي مع الأصدقاء لم تكن كما يجب، وأنني شعرت بالملل لذلك أضيّع وقتي بالمرور سريعًا على الذكريات.

سأنام؛ وأنا أشعر بالبرد متكوّرًا على نفسي، وأقول لا تقلق.. هذه هي ضريبة أنواع الأجسام الحارة/ الباردة، وأنا لا أعرف تحديدًا ما هو نوع جسمي، وأن هناك ما يكفيني من الأغطية، ولا سبب أمامي سوى أنني أتذمر من لا شيء.

نمت هذه الليلة، وأنا أفكّر بالحب، متجاهلًا حرف (الراء) الذي يأتي في منتصف الحاء والباء. وأقول في نفسي: إن هذا العالم وكما قال ميلان كونديرا، لا يمكن أخذه على محمل الجد، حتى في الحرب. ولكن يمكن ذلك في الحب.

هذه الليلة لم أضع أيًّا من الخطط والأهداف كما يجب للعام الجديد، إن قرأت عن ذلك، فهو يأتي في باب الكسل الصفحة الـ 87 من صفحات الحرب، وقلة الحيلة.. في المقابل نمتُ هذه الليلة، وأنا أفعل شيئاً واحداً ككل ليلة: أحاول القراءة عن سبل النجاة لي وعقلي من الحرب.

 

    • كُتبت في مدينة غزة خلال الحرب من هاتف أحمد المحمول ووصلت مدونة حكايا غزة للنشر نهاية يوم 1 يناير 2024


الوسوم

شارك


x