0%

قلوبٌ تتحدى الحرب



منذ 9 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

بينما يمر المغتربون الفلسطينيون بتحديات الحياة في بلاد اللجوء، تكمن معاناتهم في الحروب المستمرة التي جعلتهم يغادرون أرضهم باحثين عن فرص حياة أفضل، ومع ذلك قد يظل القلق والخوف المستمر على عائلاتهم ملازماً لهم في كل وقت وحين.

ففي وسط أزقة المدن، وفي قلب أرض غير مألوفة، ينتقلون من مكان إلى آخر في متاهة الغربة، يحملون عبء الوحدة وخيوط الحنين المتشابكة بين تلك الأزقة، رفيقتهم غير المرغوب فيها.

ومشهد غزة التي كانت تنبض بالحياة في يوم من الأيام يقف كخلفية صارخة لعزلتهم وكأنها لوحة قماشية مرسومة بألوان الحرب!
في كل لحظة يشعرون بأن الزمان والمكان يفصلانهم عن عائلاتهم، ينتابهم الخوف الشديد حيال سلامتهم ومعاناتهم، يستمعون إلى أخبار الحرب بقلب محطم وعقل مشوش، عاجزين عن تقديم أي مساعدة لهم من أهوال الحرب المهلكة.

تتجلى أوجاعهم في الاشتياق الدائم الذي يتغلل في قلوبهم، عاجزين عن تخيل الأمان الذي كانوا يعيشونه في أوطانهم، مطوقين بحنينهم، تائهين في ذكرياتهم، يتساءلون عن مصير أحبائهم الباقين وسط الحروب.
وبعد انقطاع الاتصال الذي أصبح مأزوماً، يجد المغتربون أنفسهم محاصرين بين محطات الحياة وأخبار الأهل، ليكبر القلق مع كل لحظة يفتقدون فيها صوتاً أو حديثاً.

لكن حتى في ظل هذا الانقطاع، إلا أن أمنياتهم تبقي متجددة يوماً بعد الآخر بالرجوع إلى الوطن ولقاء أهلهم، أمنياتهم التي تنساب في أفق العودة، حيث يحلمون بيوم يعيدون فيه الابتسامة إلى وجوه أحبائهم، ويجتمعون في أجواء يُحكى فيها حكايات الصمود والأمل.

في ظل هذه التحديات، يتجلى بطولة المغتربين الفلسطينيين في تحملهم لأعباء الغربة وتحدياتها، فقلوبهم تنبض بوفاء الوطن وحنين العائلة.


الوسوم

شارك


x