0%

شهداء عائلة الحواجري.. قتلتهم "إسرائيل"



منذ 9 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة

"إسرائيل" قصفت "إسرائيل" منزلنا بتاريخ 21 أكتوبر 2023، واستشهد أربعةٌ من إخواني واثنتين من أخواتي وزوج أختي، وهذه حكاياتهم

 

الشهيد حمزة الحواجري

 

أخي الشّهيد حمزة الحواجري البالغ من العمر اثنان وعشرون عامًا، يدرس التربيّة الرياضيّة، وكان هذا الفصل الأخير له، أخي حمزة كان يتمنى أن يذهب ويؤدي مناسك العمرة؛ ولكن بسبب صعوبة السفر من غزة لم يستطع فعل ذلك، كان يُفكّر بالزّواج بعد التخرّج، وقبل أن يستشهد بيومين كان يطلب من عائلته بالدعاء له بالشهادة. أخي حمزة كان متميزًا بالسّباحة، دخل في اختبارٍ ونجح فيه، وتعيّن مُنقذًا بحريًّا في شواطىء دير البلح في قطاع غزّة، وأنقذ الكثيرين من الموت غرقًا.

 

الشهيد حارث الحواجري

 

أخي الشهيد حارث البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، ولد في حرب ٢٠٠٨، كان يحبّ البحر وماهرٌ في السّباحة، وأكثر شيء كان يُحبّ فعله في الصّيف هو التزلج على أمواج بحر غزّة، حارث إنسان مؤدّب ومطيع، نشأ في المساجد ولا يُذكر اسمه إلا "حارث الله يرضى عليه".

 

الشهيد محمد الحواجري

 

أخي محمد البالغ من العمر أحد عشرة عامًا، كان يُحبّ رياضة الكراتيه، قبل القصف بيومين أخبر عائلته: "لو استشهدت سأشفع لكم لا تخافوا من شيء وأول شخصان سأشفع لهم هما أمي وأبي".

 

الشهيد عمر الحواجري

 

أخي عمر البالغ من العمر خمسة أعوام، سعدنا جميعًا بأنّه حفظ الأنشودة التي تعلّمها في الرّوضة "أبطالك يا فلسطين رفعوا راسك بالعالي، شهيد يودّع شهيد لعيون الأقصى الغالي".

 

الشهيدة أمل الحواجري

 

أختي أمل البالغة من العمر سبعة وعشرون عامًا، وطفلاها الشهيدان أيمن عُمره ثلاثة أعوام، وأحمد عُمره عشرة أعوام، أمل خرّيجة شريعة وقانون، كانت هي القلب الكبير في المنزل، بمثابة الأم لنا جميعًا، عاشت جُلّ حياتها في غزة، وكانت تتمنى أن تُسافر وترى العالم، وكانت جدًا ماهرة في صُنع الحلويات.

 

الشهيدة سجى الحواجري

 

أختي الشهيدة سجى البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، كانت تحبّ كرة القدم وفريق ريال مدريد، كانت تُحبّ رونالدو كثيرًا، وكانت سعيدة بقدومه إلى النصر، كانت دومًا تُرسل لي أهدافه التي يُسجلها، وعند قصف بيت جيراننا صارت تبكي وتقول: "بدي استشهد أريحلي من هادي العيشة"، سجى كانت جدًّا ماهرة في الرّسم، وكانت موهوبة دون أنّ تتعلم الرّسم من أحد.

 

إخوتي سجى وحمود واللذان كانا دائمًا في خلافات وصراخ وحقد، حتّى أنّهما من المستحيل أن يجلسا بجانب بعضهما البعض على مائدة الطعام، أختي ووالدتي النّاجيتين من تحت الأنقاض قالتا لي أنّهم دفنوهما في نفس القبر، حتّى أنّهم وضعوا محمد في حضن سجى لقلّة القبور، قالوا لي هكذا وضحكوا.."حمّود لحقها حتّى على القبر".


الوسوم

شارك


x