0%

أحياءٌ بطعمِ الموت في غزة



منذ 8 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 4 دقيقة

حتى قُدرتي على الكتابة بدأت تتلاشى
الحواس في طريقها للتوقف عن الإدراك أيضًا
جميع ما يؤول حولي يؤدي بي إلى الصمت
والصمت فقط..
بُت أعجز عن تحليل الأمور، ولا أريد معرفتها
لا أريد أن أفكر ولا أريد أن أتوجع أكثر
من الممكن أنني قد وصلت لمرحلة "البلادة"
التي تُفقدني نفسي رويدًا رويدًا

 

الحرب، وتبعاتها من انتكاسات نفسية جسدية
تقودنا للرجفةِ من الداخل
والصدمة من الخارج
عدا عن ذلك الأحداث التي تجري بحزنٍ غامر بجانبها
صدماتٍ متتالية أتجرعها بالتحديق إلى السقف
وأسأل نفسي:
"يا رب متى سينتهي هذا كله!"
هل علِّي أجد النجدة، وأخرج من الحفرة العميقة؟
التي لا أرى لها نهاية من ضبابيتها وسوداويتها

 

في كل أوقاتِ الحرب الصدمات تتغلغلُ بكَ تباعًا
فُوهة الموت صوبك في كل وقت، وكل مكان..
وفي كل مرة أعمل على زيادة جُرعة استمرارية الحياة
مُجبرةً نفسي على تنشيطها بكثافة
يصفعني خبر رحيل أحدٍ من أحبتي
فتَخور قواي
وترجع نفسي للحضيض من هول ما رأيت..

 

تُحاصرني التعاسة
وتلفُ حول عُنقي أسراب الموت..
وفي كل مرة أعيش حدثًا لموت أحدهم
ارتمي طريحة الفراش بصمتٍ مُخيف
من هولَ ما رأيت من أشلائهم بعدما كانو في نظري الأجمل
أيُّ عذابٍ نفسيّ يُمارسه علينا هؤلاء القتلة..

 

أتساءل هل بقي بنا عقلًا لاستيعاب ما يحصل بنا وحولنا.
هذا إن بقي عقلًا بالأصل، هل يعدُوننا أُناسًا طبيعيين بكامل قواهم العقلية؟

 

لا!

 

نحنُ أرواحٌ ماتت حقًا في جسدٍ خُيَِّل للناظرين عيشه
لا عقلَ لنا لا روحَ لنا لا قلبَ لنا لا فِكر لا حياةَ
وَصل بي الأمر أن أطلب النجدة من الأصدقاء خارج البلاد
بإخراجي من لُجةَ الأسى التي غرقتُ بها
كوني فتاةٌ تحب الحياة، ولا تريد لهذه الحرب اللعينة جعلها بائسة مُتشائمة.

 

اعترف، في غزة لا حياةَ قد بقيت لنا
ما قد بقيَ لنا فقط إيمانُنا بالله، وحسبنا الله، وكفى بالله
وكيلًا ونصيرًا وآخذًا بثأرنا..


الوسوم

شارك


x