0%

الاحتلال وكيل الجبن



منذ 8 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 3 دقيقة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اختفى الكثير من الصفات والمنتجات وظهر الكثير أيضًا.

 

أما بالنسبة للجبن كمنتج وصفة فقد اختفى من غزة بعد أيام قليلة من معركة السابع من أكتوبر وأصبح الحصول عليه إنجازًا كبيرًا في ظل الحمم الحارقة التي أسقطها الاحتلال على القطاع والتي عطلت كل العمليات الإنتاجية والحيوية في غزة المحاصرة، حتى تمكنّا في الأول من ديسمبر من الحصول على كيلو جرام واحد من الجبن، جهّزته أم كامل ووضعته في فرن الغاز كي يصبح كما ينصح به الأطباء للأكل!، ولم نكن نعلم أنها ساعات وسيأتي أمر الاحتلال بإخلاء السطر الشرقي لشن عدوانه المميت على مدينة خان يونس.

 

خرجنا من السطر مُجبرين تاركين كل شيء حتى الجبن في مكانه!، على أمل العودة قريبًا..

 

بعد نحو 55 يومًا في حياة النزوح؛ تذكرت الجبن، وتخيّلت شكله ومذاقه بعد أيام العتيق الطويلة التي حصل عليها رغمًا عنّا، فقررت العودة للبيت بعد أنباء عن انسحاب الاحتلال من السطر؛ إلا أنني لم أجده في فرن الغاز في بيتنا الذي حوّله الاحتلال كومة رماد!.

 

لم أكن أتوقع أن إسرائيل لن تسمح لي بتناوله، ونسيت أنها وكيلة الجبن ودولة الوهم الذي سقط مع بدء عملية طوفان الأقصى، وفهمت غيابه في قطاع غزة مع أول مقاتل اقتحم السياج الحدودي وداس على رأس فرقة غزة في جيش الاحتلال.


الوسوم

شارك


x