0%

غزة قلب فلسطين الحاضن



منذ 8 أشهر
الوقت المقدر للقراءة: 5 دقيقة

كاد أن يمر شهر تشرين الأول "بهدوء" و"اعتيادية" بالنسبة للعالم، ولكنه كان الشهر الذي قررت فيه غزة تذكير العالم بما هو ليس "عادياً"، كان السابع من أكتوبر نقطة التحول المفصلية في تذكير العالم بمعاناة طالت لعقود متتالية طبق فيها العدو الإسرائيلي أبشع وأصعب حصار في إطار استعمار استيطاني قائم على مبدأ الإقصاء، الذي يهدف إلى تجريد الإنسان من إنسانيته وحقوقه لتبرير ممارسة الاضطهاد عليه.

تنوعت أساليب الوحشية تجاه الفلسطينيين في غزة من نظام قمعي يحرم الشعب من أبسط مقومات الحياة وصولاً إلى ممارسة عملية إبادة جماعية يومية وتطهير عرقي أمام مرأى العالم أجمع ودون أي رادع.

انطلاقا من تاريخ طويل يسرد حكايا الظلم والاستبداد في غزة، كانت الانتفاضة وكان الجيل الذي قام بهندسة الطوفان، حيث أثبت طوفان الأقصى حقيقة جوهرية مفادها أن المقاومة هي مسار تاريخي، وليست مجرد لحظة عابرة، بل أسلوب حياة الشعب في غزة الذي لا نظير له، وباتت هذه المعركة تأكيداً يومياً على أنها مستمرة بكافة أشكالها حتى بعد انتهاء الحرب وصولاً إلى التحرير الكامل. فوجود الفلسطيني في غزة وحده يُعد مقاومة في وجه عدو الحجر والبشر، وكل قطرة دم من كل شهيد في هذه الحرب هي خطوة أخرى على درب التحرير الطويل.

ولا تحتاج المقاومة اليوم أكثر من أي وقت مضى سوى وجود بيئة حاضنة لتوفير عنصر الدعم والمؤازرة الشعبية في وجه العدو الإسرائيلي وهو الدور الذي لعبته غزة وشعبها ببراعة طيلة الأشهر الماضية وحتى هذه اللحظة.
غزة كعادتها قاهرة العدو الإسرائيلي وكابوسه الذي لا ينتهي وسط المجازر وتدمير المنازل والمجاعة والبرد القارس، يتمسك أبناء غزة كباراً وصغاراً بمقاومتهم وبأملهم وبإيمانهم، فكانوا كلهم دروس في الصبر والشجاعة والصمود والصلابة.

لن نجد مكان قادراً على اتساع المقاومة بكل حجمها وقوتها أكبر من قلوب الأطفال في غزة الذين لا يملكون لا منزل ولا طعام ولا شراب ولا وسيلة تدفئة
مشهد التضحيات والأثمان والتحديات والنضال وعدم الانكسار عنوانه واضح وسهل في غزة، قلب فلسطين النابض بالحياة والعصي على الموت.


الوسوم

شارك


x