إلى روح الشهيد محمد بهار.. احتفالية في مدينة غزة
«انتبهنا بأننا جمعنا ألعاب الأطفال والحلوى المخصصة للاحتفالية في غرفة محمد وعلى البلاط الذي كان جثمانه ممدداً عليه» ‐قالت سارة - ثم صمتت طويلاً وكأن تناقضاً كهذا لا يعبر عنه سوى الصمت ! ستعيش العائلة طوال أيامٍ أعلى مستويات الصراع، معركة مكابدة الحزن ودحره بالفرح والابتسامة، هكذا قررت عائلة بهار أن تفعل، جمعوا أطفال حي الشجاعية احتفالاً بذكرى مولد النبي الأكرم، وإهداءً لروح محمد -متلازمة الفرح- قالت شقيقته سارة أن استـ شهاده بتلك الطريقة البشعة ترك ندبة في «قلوبنا» لا تنسى: «لم تدخل أمي البيت الذي نهش الكلب فيه جسد أخي منذ ذلك الحين»، وإذا كان الهدف من كل هذه الحرب هو أن «نعيش» مأتماً لا ينتهي، فإن ردنا سيكون بأننا لن نفرح فقط، بل سنوزع الفرح على كل الشفاه، هذا ما قالته أم جبريل وهي تهدينا ابتسامة أعذب من اشراقة الصبح :«حاسة إنو روح محمد فرحانه، لأنو اعملنا أكثر اشي كان ممكن يفرحوا»، لن تنسى أم جبريل أهوال ذلك اليوم بكل تأكيد، لكن شعباً يمتلك إرادة الحياة على هذا النحو، سيضل قادراً على البقاء أبدا