سنة على آخر لقاء مع زوجتي الشهيدة آمنة حميد
اليوم تمر سنة كاملة على تلك اللحظة التي جمعتني بكِ، آمنة، في شمال غزة، وسط أجواء شتوية ماطرة وظلال الحرب التي خيمت على كل شيء. كانت تلك اللحظة عالمًا خاصًا، بعيدًا عن قسوة الحرب وصقيع الشتاء. كنتِ أنتِ الدفء الذي يُقاوم البرد، والضوء الذي يتحدى العتمة. كلما عدتُ إلى هذه الصورة، أجدني أبحث عنكِ في كل تفاصيلها. وما زلتُ، حتى اليوم، أبحث عنكِ في كل شيء؛ في الوجوه، في الأماكن، في الأصوات، في كل لحظة أعيشها. لكنني لم أجد شيئًا يشبهكِ، أو حتى يقترب من شبهكِ. ما هذا العجز الذي يأسرني؟ كيف للحياة أن تمضي وأنتِ غائبة، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة؟ #آمنة، تركتِ في حياتي فراغًا لا يمتلئ، وشوقًا لا ينطفئ. تبقين حاضرة في قلبي، في روحي، في كل قطرة مطر تنزل من سماء غزة، وكأنها رسالة منكِ تقول: "أنا هنا، في ذكرياتك، في حنينك، وفي صمودك." ما أصعب الحياة حين نفتقد من كان كل #الحياة.