شهادة صابرين عايش على الإبادة الجماعية في غزة



الوقت المقدر للقراءة: 16 دقيقة
منذ 9 أشهر

توثق هذه الشهادة ما حدث مع المواطنة صابرين عايش من شمال قطاع غزة، على حرب الإبادة الجماعية وما تسبب به الاحتلال الصهيوني بحق عائلتها الصغيرة، وهي شهادة مصورة ضمن مقابلة صحفية أجراها الصحفي محمد أبو سلامة معها ونشرت في يناير 2023، وهي مفرغة كما هي في المقابلة المرفقة أدناه.

محمد أبو سلامة: ننقل لكم المشهد والصورة في قصة جديدة نرويها لكم. كيف ينام الألم يوما والدمع يولد من جديد. قصة جديدة نرويها لكم وهي قصة صابرين عايش أم أحمد التي استشهد زوجها في إحدى الحروب على غزة. وتأتي هذه الحرب على غزة لتفقد فلذات كبدها، جل عائلتها، وردتين شابين في هذه الحرب، وفتاة حامل في شهرها السابع ترتحل أيضا شهيدة. ولم تنته الحكاية هنا بعد، بل يقصف المنزل التي كانت تملك كتبه ومحمد يعني عظم الله أجركم.


صابرين عايش: بداية أنا حكايتي من لما كنت في ريعان شبابي. كان عمري 25 سنة وكانت وقتها الحياة تضحك لي وكنا سعداء مبسوطين في أسرة صغيرة باغتتنا حرب التي هي حرب الفرقان 2008. وتفاجأنا باستشهاد زوجي في اليوم العاشر من الحرب. طبعا هو كان سندي هو كان بمثابة الحياة لي. طبعا كان عندي ثلاثة أبناء منه، بنتي الوحيدة أسيل كانت وقتها عمرها 6 سنوات، وابني أحمد كان عمره 4 سنوات وابني الصغير عبد الرحمن كان سنة ونصف طفل رضيع، بعد ذلك نحن اليوم في حرب 2023 بنت الوحيدة طبعا هي أسيل، أنا زوّجتها وبدأت الحرب، كان لها سنة زواج، كنا عاملين حفل زواج وعيد زواج لذكراها الأولى للزواج كانت حامل في شهرها السابع، كنا كثير مبسوطين عليها والحياة الحمد لله تضحك لها. طبعا الحرب عندنا في منطقة شمال غزة كانت حرب وطيسة وجدا صعبة. نزحت ابنتي مع زوجها إلى منطقة دير البلح حيث أن اليهود حكوا لنا أن هذه منطقة طبعا نحن جعلناها تنزح خوفا على جنينها لتنجو فيه.

محمد أبو سلامة: على اعتبار أن دير البلح منطقة آمنة والبنت عروس يعني في شهرها السابع.

صابرين عايش: فرحتنا الأولى، وبكري هذه البنت ولساتها عروس جديدة وحامل طبعا، لكن نزحت بنتي في يوم 12/10/2023 يوم السبت كان. تفاجأنا فقط أسبوع الذي مكثته في دير البلح، تفاجأنا بقصف البيت الذي جنب الذي تسكن فيه ابنتي كانت نازحة فيه واستشهدت في يوم الخميس 19/10/2023 في اليوم 12 من الحرب. طبعا هذه كانت أول صدمة لي أن ابنتي. حاولوا ينقذوا الجنين من بطنها، لكن ما قدروا ينقذوا الجنين كان مع شدة القصف، الجنين خرج من بطن.

محمد أبو سلامة: الجنين خارج بطن أمه يعني.

صابرين عايش: خارج بطن بنتي، لكن الحمد لله أنها نطقت الشهادتين واستشهدت طبعا دفناها في منطقة دير البلح لأنه كان صعب أننا نحن نأتي بها، علما بأنها كانت ابنتي يعني نفسها تكون مدفونة جنب أبوها في مقبرة الفالوجة، لكن ما تحقق حلمها استشهدت والتقت في أبوها. وكانت صدمتنا الأولى في ابنتي. ما وقفت حكايتنا على ذلك بالضبط، 18/11/2023 في اليوم الذي صار لابنتي شهر فيه استشهد ابني أحمد الذي كان يبلغ من العمر 19 سنة، وابني عبد الرحمن كان يبلغ من العمر 17 سنة، قصفهم طائرات الاحتلال وهم في مكان آمن طبعا يعني.
نفس اللحظة استشهدوا طبعا الأصعب من ذلك أن الإسعافات لم تقدر أن تصل للمنطقة التي هم فيها، لأنها منطقة كانت خطرة جدا، مكثوا أولادي في الشارع المرميين ما يقدر أحد يصل إليهم تقريبا فترة أسبوع، بعدها صارت الهدنة.

محمد أبو سلامة: عن جثث ملقاة بالشارع شهداء على مدار أسبوع، وكان في آليات حصار في المكان.

صابرين عايش: وكانت دبابات الاحتلال في المنطقة المتواجدين فيها، وكانت، أعزكم الله، الكلاب أيضا في هذه المنطقة كانوا يجرون فيها كثير. بعد ذلك عندما أتت الهدنة قدرنا أن ندفن. وجدنا ابن عبد الرحمن مع جدو على باب البيت بالضبط يعني جثته. لكن الحمد لله بفضل ربنا أن الجثة كانت مثل ما هي ليست لها الكلاب ولا صار فيها شيء. واندفن عبد الرحمن سريعًا حتى ما قدرت أني أودعه لأنه بعد أسبوع يعني كان شيء صعب جدا. تفاجأنا بعد ذلك أن أحمد جثة أحمد غير موجودة. مكثنا على مدار فترة الهدنة كاملة أسبوع كامل نبحث على الجثة بين الردم، الذي عرفنا أنه في اليوم بعد 11 يوم من استشهاد أحمد في آخر يوم بالهدنة يعني عثروا عليه مجموعة من الشباب كانوا جالسين يجمعون الحطب وكان أن جرفت الاحتلال جرف أحمد ابني رحمة الله عليه، ورمياه على ردم الجبل كان مدفون مش مبين غير جزء منه، جاء الدفاع المدني والإسعاف الحمد لله وتم.

محمد أبو سلامة: استشهاده يتم تجريف جثة لشهيد مع ردم دمار البيوت هذا.

صابرين عايش: هذا الشيء الذي كان يعني أشد، يعني مصيبة أكبر علينا أن ابني ما كنت عارفة وين هو أصلا موجود، ولا هو يعني أخذوه اليهود أو أخذوه لكن الحمد لله أننا عثرنا على الجثة، وأيضا لم أقدر أن أودعه، أنا الآن لا أعرف أولادي حتى أين مدفونين لم أرى قبورهم. لأننا نحن الاحتلال كان جرافات الاحتلال والدبابات في منطقة بيت لاهيا في المنطقة المتواجدين فيها، وبعد دخول الاحتلال لهذه المنطقة لا أعرف إذا المقابر ظلت مثلما هي أو لا، يعني هل أنا أنتظر الحرب متى تنتهي.

محمد أبو سلامة: ماذا سيحدث؟ نتحدث عن أم الشهيدين لم تودع أبنائها ولم تعرف أين يعني توجد قبورهم.

صابرين عايش: صحيح أنا الأن أنتظر بفارغ الصبر متى تنتهي الحرب حتى يعني أني أقدر أبحث على مقابرهم وأشوف أقل ما فيها. يعني أنا ما ودعتهم ولا دفنوا جنب أبوهم ولا واحد من أبنائي سواء البنت أو الولدين والحمد لله رب العالمين. يعني أنا كنت من فترة قبل الحرب بفترة كنت بنزل "بوست" على الإنستجرام أقول يعني أبنائهم الآن الجبل الذي أنا استند عليه، لكن الآن بالنسبة لي ذهب الجبل أنا فعلا إنهد حيلي وانكسر ظهري هؤلاء أبناء ثلاثة يعني أنا. يعني كنت يعني بفارغ الصبر أنتظر متى يكبروا ومتى يصيروا شباب. كثير كانوا كثير بفترتهم كانوا كثير حلوين حنين كثير علي لكن الحمد لله رب العالمين إن شاء الله يكون عند ربنا يا رب ملتقانا. أنا هيك يعني الحمد لله أنا الآن في وضع الحرب التي نعيش فيها أقول أنا الآن مطمئنة عليهم يعني صاروا في مكان أمن لكن نحن المكان الذي نعيش فيه هو المكان غير الأمان. الآن اجتمعوا مع أبوهم ومع أختهم. الحمد لله رب العالمين إن شاء الله هكذا يا رب لقاؤنا بهم في الفردوس الأعلى. طبعا أنا حكيت لا انتهت على هيك أيضا. اليوم 55 من الحرب تم قصف بيتي الذي كان مليان دفا وذكريات مع أولادي كلهم. كل زاوية في البيت تحكي قصة مع أولادي فيها صوتهم. صوتهم في البيت كان. لكن الحمد لله نحن إن شاء الله نأمل أن تنتهي الحرب على خير وسلام. أقدر أشوف أرجع أزور قبر أولادي. أرى أيضا الآن ابنتي دفنت في الدار لكن لا أعرف هل قبرها موجود أو مش موجود الآن. حسب علمنا أن اليهود الآن متواجدين في منطقة دير البلح وفي هذه المنطقة التي دفنا فيها البنت هل الآن القبر مثل ما هو يعني أقل ما فيها ممكن. أنا لما أرى قبر ابنتي. احكي معها تحكي معي أنا أسمع أقل ما فيها يعني أشعر بنوع من الارتياح قليلا إن شاء الله بعد الحرب نقدر نطمئن عليهم. طبعا أنا لسا يعني حتى الآن بس قدر تتجرع لوعة الفراق وألم الفراق. صحيح أن الحرب قاسية جدا علينا لكن الوجع الذي أنا كل يوم أعيشه ألم الفراق الذي أنا بتجوع فيه ذكرياتهم، صورهم هذا شيء جدا مؤلم. إن شاء الله ربنا يربط على قلوبنا أو يصبرنا.

محمد أبو سلامة: الله يرحمهم. يعوضك الخير يا رب. يعني هذه هي إحدى الشهادات على مجازر الاحتلال. نتحدث عن أب شهيد وأبناء شهداء وفتاة في شهرها السابع، والجنين في بطنها يخرج إثر الاستهداف الإسرائيلي. قصة روتها أم محمد لكم عن أبنائها وحكاياتها في قطاع غزة.

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x