شهادات من مدرسة حفصة بمخيم جباليا عن تعامل النازحين مع البرد والأمطار



الوقت المقدر للقراءة: 19 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادات النازحين في مدارس الأونروا في شمال قطاع غزة حول ظروف النزوح في ظل البرد القارس والأمطار الغزيرة التي غمرت خيامهم وأدواتهم الخاصة، نقلتها الجزيرة مباشر في تاريخ 28 يناير 2024، وهذا نقل لشهاداتهم كما وردت:

المراسل: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام عبر شاشة قناة الجزيرة مباشر، يتجدد اللقاء معكم من شمال قطاع غزة، نتواجد الآن في إحدى مدارس الأونروا في منطقة مخيّم جباليا والتي تحوّلت بطبيعة الحال إلى مركز لإيواء الآلاف من النازحين، هؤلاء النازحون في هذه المنطقة تحديداً وهذه المدرسة أمضوا ليلتين صعبتين بفعل الأمطار، هؤلاء الذين هربوا من الموت من المناطق المختلفة، من بيت لاهيا وتل الزعتر وبيت حانون وجباليا، جاؤوا ليعيشوا ظروف صعبة هنا في مخيمات النزوح داخل مخيم جباليا.

ربما سنتعرّف أكثر على ظروف الحياة في داخل المخيّم وخاصةً ان هذه الخيام تعرضت للغمر من مياه الأمطار ربما الليلتين الماضيتين شهدت هذه المنطقة يعني مياهاً وفيرة من الأمطار سقطت على خيام النازحين، قامت هذه المياه بغمر جزء كبير من الخيام وهناك أيضاً بعض الأدوات الخاصة بالنازحين غمرتها المياه كالأغطية والفراش وغيرها من الأشياء، هؤلاء يعيشون ظروفاً سيئة وصعبة في ظل الليالي الباردة وفصل الشتاء الذي زاد من معاناتهم، سنتحدث الآن إلى أحد النازحين هنا يُطلعنا على مزيد من التفاصيل حول الظروف الصعبة التي تعيشها هذه المنطقة.. (مخاطباً أحد المواطنين) نتعرّف عليك؟

المواطن: المختار خالد إبراهيم سلّام.

المراسل: حيّاكم الله، مختار يعني أولاً بنرحّب بيك عبر شاشة الجزيرة مباشر، كيف ظروف النازحين وخاصة في ظل الأمطار التي غمرت الخيام في اليومين الماضيين؟

المواطن: طبعاً احنا أول حاجة بنشكر قناة الجزيرة اللي اتاحت لنا الفرصة إنه احنا نتحدث يوم على الجزيرة اللي احنا لولا قناة الجزيرة يعني ما عرفنا أي خبر انه هي الجزيرة يعني .. انا بالنسبة إلي في بيتي لمّا بدّي اسمع، بدّي أسمع أي خبر فوراً على الجزيرة لأنه يعني احنا تحية، تحية كبيرة لقناة الجزيرة.

المراسل: حيّاكم الله، الظروف صعبة هنا واضح، كيف تبدو، كيف كانت في اليومين الماضيين؟

المواطن: يعني بصراحة احنا اليوم عايشين في فصل الشتاء، احنا .. انت زي ما انت شايف احنا نازحين من مدينة بيت لاهيا جينا هانا .. طبعاً سبب النَزِح .. احنا نزحنا بسبب القصف الاسرائيلي الهمجي الصعب اللي قتّل الاطفال وقتّل النساء .. احنا إجينا هانا والوضع اليوم هانا صعب جداً .. احنا عايشين زي ما انت شايف في خيَم.. خيَم موجودة وهاي عندنا أطفال وعندنا نساء .. احنا تقريباً شبِه  .. يعني بقول احنا ساكنين في شوارع، احنا مش يعني عاملين .. خِيَم بلاستيكية موجودة هانا .. لكن احنا بدنا نقول للعالم كلّه انّه يطّلّع على حالنا، هذه إسرائيل اللي بتتغنّى بالديمقراطيّة، اللي سادت العالم واللي استقوت على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بسبب الضعف العربي.

بسبب الضعف العربي، احنا بنوجّه رسالة للأمّة العربيّة والإسلامية وللعالم إنّه ينظر لغزة ولحال غزة، غزة بتقاتل مش لأنّه بتحب القتال، لأن غزة بتحب السلام، بتحب الحريّة، بتحب الحياة، لكن شعب غزة وفلسطين في إلُه حقوق لازم لازم إسرائيل تعرف إن احنا أصحاب حق وبنقاتل مش لانّه احنا بنحب القتال، لانّه احنا أصحاب حق، انّه احنا بنحب الحياة، احنا بنحب الحرية، وهاي وضِعْنا في الشتا، الشتا هذا اللي احنا بنقول عنّه بفلسطين الأربعينية، الأربعين يوم اللي فيهن برد قارس جداً، أنا صراحةً بَكون كتير مش مبسوط لمّا بسمع أنا في الليل الأطفال والنساء والناس المسنّين أصحاب الأمراض اللي المطر بيجي عليهم وهمّا  يعني صراحةً مش نايمين، بيقوموا يرفعوا فراشهم، بيقفوا على رجليهم وبيتجوّلوا على أساس يشوفوا مكان فيه باطون (خرسانة) اللي بس يقووا حالهم شوية، احنا بالنسبة إلنا بنشكر قناة الجزيرة وبنقول للعالم كلّه إنّه غزة صاحبة حق، وفلسطين صاحبة حق.

المراسل: مختار يعني هاي الخيام كانت بالأمس ولا زالت ربّما، الجو ماطر يعني، يعني تغرق بمياه الأمطار، ظروف النازحين صعبة، ليس فقط من خلال المسكَن وطبيعة المسكَن في الخيام، ايضاً ربّما يزيد المعاناة موضوع المطر، خَرّبَت فراشهم، اغطيتهم أدواتهم وحتى موضوع التدفئة غير متوفّر، كيف تتعاملوا انتوا كنازحين، وكمختار انت يعني بتحاول انّك يعني تكون متابع لكل شؤونهم، كيف بتتعاملوا في ظل هذي الأوضاع الصعبة؟

المواطن: والله غير برعاية الله سبحانه وتعالى، ربنا اللي بيسهّل الأمور، الوضع عندنا صعب كتير، احنا عايشين في خيام، احنا مفيش .. لا في مستشفى ولا في أدوية ولا في غيره ولا في غيراته، احنا يعني صراحة لمّا احنا بيكون في مطر شديد احنا فقط بنحاول نتجمّع كلّ اللي موجودين تحت الزينجو (الصفيح) أو شويّ باطون (خرسانة) وبنرجع للمكان كمان مرّة، الوضع جداً صعب، واحنا .. انا شخصيّاً وكل فلسطين بتحمّل إسرائيل هذا الشيء اللي هي كانت إلنا سبب فيه، احنا نزحنا من بيوتنا، احنا أصحاب حق وهمّا فقط قتلوا الأطفال والنساء، فقط لا غير. 

المراسل: ايش أكثر شيء بتعانوا منّه كنازحين في هذا المكان؟

المواطن: احنا يعني كل شيء مش موجود، فشّي اشي موجود، ميّه بصعوبة بنجيبها، الأدوية مفيش زي ما انا تحدثت، يعني المساعدات اللي بتتغنّى فيها العالم بتقول مساعدات، أمريكا وإسرائيل بتقول قدّموا مساعدات مفيش مساعدات نهائي، احنا الإشي الاكل اللي موجود في غزة هو اللي بناكل منّه مافيش مساعدات، احنا في هذا المكان لحد اليوم 110 يوم ما شفنا أي مساعدة، وكل يوم ع الأخبار بنسمع من رئيس أميركا ومن رئيس إسرائيل انّه احنا بدنا نسهّل للمساعدات ومفيش أي مساعدات.

المراسل: ربما مشاهدينا الكرام يعني واضح أن هذه الظروف التي يعيشها النازحون هنا في هذه المدرسة ظروف سيئة وصعبة وربما هذا الأمر الذي يفاقم هذه المعاناة، طبعاً هنا خيمة ربما كان صاحبها قد تحدّث لنا تحت الهواء أنها في مجرى مياه الأمطار، هذه هي مياه الأمطار التي اختلطت بمياه الصرف الصحي، هذا هو مجرى المياه وصولاً إلى أدنى منطقة دون المستوى، لكن هذه الخيمة ربما .. والتي سندخل نتعرّف على ظروف الحياة فيها، ربما تكون هي الأكثر سوءاً في هذه الظروف وخاصةً مشاهدينا الكرام انّ هذه المنطقة تغرق بمياه الأمطار، اولاً سنتعرّف على ظروف هذه العائلة (مخاطباً أحد المواطنين) نرحّب فيك عبر شاشة الجزيرة مباشر، اول اشي نتعرّف عليك؟

المواطن: عمر فتحي عبد الله قعدان.

المراسل: حيّاك الله، ايش ظروفكم في ظل الليالي الباردة ومياه الأمطار؟

المواطن: والله بالنسبة لظروفنا احنا انت شايف يعني بالنسبة .. يعني فشّي عندنا حاجة اللي هي تستر المكان اللي احنا قاعدين فيه اللي هي عبارة عن اللي هو قماش وشويه من البلاستيك حاطّينه على سبب انّه نتّآوى فيه، على سبب انّه نتّاوى فيه وما فشّي عندنا مثلاً اللي هو صفيح على سبب انّه ايش ان هو يستِّر هذا المكان.

المراسل: كيف تكون الظروف الآن في ظلّ المياه التي تَغْمُرْ ربما واضح إنها تَغْمُرْ جزء كبير من الخيمة؟

المواطن: والله كانت يعني بتيجي اللي هي ميّة الشتاء علينا، تُغْمُر علينا وتُغْمُر الفراش تبعنا وما في اي بديل بالنسبة للفراش هاذ.

المراسل: طيب قدّيش عددكم انتوا فهاي الخيمة؟

المواطن: والله احنا بالنسبة لعددنا في هذي الخيمة حوالي 25 نفر، اللي نسكن في هذا الخيمة.

المراسل: تدخل المياه الى داخل المنطقة المخصصة للنوم؟

المواطن: والله آه تدخل على الفراش تبعنا واللي هو انت شايف يعني عبارة عن قطع من البلاستيك ومن القماش.

المراسل: كيف تتصرّف لمّا يكون في ميّه داخل المنطقة؟

المواطن: والله بنتصرّف .. بنضَلْنَا يعني قاعدين طول الليل على سبب ايش .. المياه اللي بتدخل علينا بنسحبها باللي هي عبارة عن اللي هو الجرادل ونطلعها برّه يعني زي ما انت شايف يعني .. اللي هو هاي المكان وحاطّين اللي هو عبارة عن ساتر اللي هو أكياس من الرمال على سبب انه نمنع ايش اللي هو دخول المياه علينا بكثرة.


المراسل: الحمدلله على سلامتكم.. ربما مشاهدينا الكرام يعني واضح انّ ظروف هذه الأسرة وغيرها من الأسر التي طبعاً تعاني في ظل العدوان وفي ظل المياه، مياه الأمطار وهذه الأجواء الباردة تعاني أشدّ المعاناة .. ربما ايضاً هنا يتضّح حجم المعاناة لهذه الخيام التي تحاول يعني قدر الإمكان الاحتماء من مياه الامطار من خلال طبعاً لفّ الخيام بالنايلون والبلاستيك ولكن ربما هذا لا يقي البرد بصورةٍ واضحة وبصورة كما هو واضح ربما هذه الأسر وهؤلاء النازحون يشتد عليهم الأمران، يعني الشتاء والعدوان، ربما في ظروف سيئة وصعبة تحياها الأسر النازحة في هذه المدرسة وغيرها من المدارس وعشرات المراكز التي تحوّلت إلى مراكز لإيواء النازحين في منطقة شمال قطاع غزة، لكن الأمل الوحيد المتبقّي لهؤلاء جميعاً هو أن ينتهي العدوان وأن يعودوا إلى ما تبقّى من منازلهم  .. لقناة الجزيرة مباشر .. باسل خيرالدين .. غزة .. من مخيم جباليا شمال القطاع.

https://www.youtube.com/watch?v=ktigvCVDQ_w

الوسوم

شارك


المصادر


x