حديث الصحفي وائل الدحدوح بعد استشهاد أفراد عائلته



الوقت المقدر للقراءة: 10 دقيقة
منذ 8 أشهر

شهادة الصحفي وائل الدحدوح بعد استشهاد أفراد عائلته بقصفٍ إسرائيلي، وهذا نقل لشهادته كما أوردها:

 وائل: ما حصل وعلى مرّات مُتتالية هذا يُعتبر شيء ربما يفوق طاقة التحمّل، لا تستطيع الكلمات أن تصف حجم الوجع اللي بكون داخل الإنسان عندما يرى أسرته مُمزقة وأشلاء وبين شهيدٍ وجريح، الله سبحانه وتعالى أفرغ علينا هذا الصّبر وجعلنا بالفعل نحتمل هذا الوجع وهذا الألم وجعلنا نتعالى على هذا الجرح الذي أعتقد أنّه سيُصاحبني ما حييت.

غزة هي كُل شيء بالنسبة لي يعني هي مَسقط رأسي وهي ذكرياتي وهي أحلامي وآمالي هي أهدافي وهي كلماتي وهي عباراتي وهي قصّتي لأنها أنا وأنا غزة.

المذيعة: لم يترك مُدير مكتب الجزيرة وائل الدحدوح غزة إلا مُجبرًا للعلاج وهذه القصة صُوّرت له قبل آخر مراسلة مع قناة الجزيرة فجر الإثنين ال15 من يناير/كانون الثاني 2024 من خانيونس جنوبي قطاع غزة، غادر بعد ذلك من معبر رفح نحو الدوحة بعد أن أُصيب يوم ال 15 من ديسمبر/كانون الأول 2023 خلال تغطيته للقصف الإسرائيليّ على مدرسة حيفا في خان يونس والتي استشهد على إثره مُصوّر قناة الجزيرة سامر أبو دقة.

وائل: هذا العالم يقتلنا بصُمته وبعدم تحرّكه تجاه ما يجري في قطاع غزة لا سيما للصحفيين الفلسطينيين هذا يقتلنا تمامًا كما تقتلنا الصواريخ و الرصاص الإسرائيلي و هذا أمر يوجعنا كثيرًا.

المذيعة: حدّثنا وائل الدحدوح عن صبره، عن المحطّات الأليمة التي مرّ بها من شمال غزة وفي جنوبها و عن السر وراء تحمّلهِ كذلك. 

وائل: أنا أعتبر أنّ كلمة السر الحقيقية في مُواجهة كل هذه الأعباء هو الرضا و لتسليم، أنه أنت تتقبّل وتُدرك أن هذا هو أمر رب العالمين سبحانه وتعالى وتضعه على العين و الرأس وتتقبّله في نهايةِ المطاف لأن أمر الله سبحانه و تعالى سوف يمضي رضيتَ أم جزعت.

المذيعة: لا ينسى وائل الدحدوح لحظات استهداف عائلته في النصيرات وسط غزة، كان ينقل أخبارَ القصفِ والدمار على الهواء مباشرة.

وائل يتحدّث في النشرة الإخبارية يوم الاستهداف: "في ضوء ما شاهدناه حتى الآن على الأقل من غارات إسرائيلية حدثت و تحدث في هذه الأثناء " إلى أن قاطعهُ صوتُ ابنته خلود وهي تخبره بما جرى لهم.

 وائل ردًا على اتصال "مين هي اللي عندك؟" 

صوتُ رجل على الهاتف "بنتك يا زلمة" 

خلود: خلود خلود معك آه يا بابا أنا خلود بحكي لك 

وائل: استهدفوا المكان اللي عندكم؟

خلود: إيش يابا..

وائل في اللقاء الحالي: أدركت إنه في أمر جلل يعني فتدخلت وأنا على الهواء نسيت إنه أنا على الهواء وأخذت الهاتف وتكلمت لقيت إنه على الجانب الآخر من الهاتف بنتي خلود و أنا بقول مين؟ قالت أنا بنتك خلود، إحنا أنا هيني طلعت وهي أختي سندس و لثانيين مش عارف مين فأدركت إنه الموضوع صعب جدًا. 

مذيعة الجزيرة في يوم استهداف عائلة وائل:  "استشهاد أفراد من عائلة الزميل وائل الدحدوح بينهم زوجته وابنه وابنته بقصفٍ إسرائيلي استهدف منزلاً نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة"

وائل في اللقاء الحالي: كان مشهد مشهد صعب جدًا إنه أنت تشوف ابنك محمود مُمدد وتشوف بنتك شام ممددة وحفيدك آدم و تشوف زوجتك و شريكة عمرك ممددة ولا يوجد لها معالم جرّاء القصف، هذا وجع غير مُحتمل.

وائل أثناء توديعه ابنه محمود: بنتقموا منّا في الولاد؟ .. بنتقموا منا في الولاد.. معلش" 

وائل في اللقاء الحالي تعليقًا على العبارة نفسها : خرجَت من الأعماق، خرجَت يعني لا إراديًا، يعني ربما عبّرت عن كل القهر والوجع والألم اللي في داخلي جرّاء هذا الموضوع.

المذيعة: في الليلة التي سبقت استشهاد الابن البكر لوائل الدحدوح كتب له كلمات أصبح العالم كله يذكرها وهو يُواسي أباه ويصبّره على ما حدث له بعد أن استهدفته نيران الاحتلال الإسرائيلي عندما كان يغطّي أحداث مدرسة حيفا بخان يونس.

 (الشاشة تعرض تغريدة حمزة وائل الدحدوح التالية: إنك الصّابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكُن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت•••

#غزة #وائل_الدحدوح #معلش @WaelDahdouh) 

المذيعة تُكمل: فجاء خبر استهدافه في اليوم الموالي، فكيف كان أثر هذا الكلام عليه؟ 

وائل في اللقاء الحالي: عندما قرأتها بكيت بكاءً مُرًّا.. ربما بسبب الأجواء في الحرب و الانشغال لم أتوقف كثيرًا عندها، حتى لا أنشغل أيضًا بها وبالعواطف التي تحيط بها، ماذا سأقول له؟ أي شيء سأقوله سيكون بلا معنى، عندما تم استهدافه بهذا الشكل الهمجيّ والسافر أعاد الأوجاع السّابقة بوجعٍ أكبر منها، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه عني خير الجزاء وأن يتقبله مع الشهداء والصالحين و الأنبياء وأن يجمعنا به و بأسرتي و بكل الشهداء في الفردوس الأعلى إن شاء الله. 

الشاشة تعرض النص التالي: أجرى وائل الدحدوح يوم الثلاثاء 30 يناير/ كانون الثاني 2024 عملية جراحيّة في يده اليمنى استغرقت 9 ساعات وسيخوض رحلة علاج طويلة.

كما فقدَ وائل الدحدوح والدته كذلك بعد تدهور حالتها الصّحية جرّاء المرض 4 فبراير/ شباط 2024.


الوسوم

شارك


المصادر


x