شهادات عدة نازحين في رفح عن معاناتهم



الوقت المقدر للقراءة: 25 دقيقة
منذ 10 أشهر

صحفيّ قناة الجزيرة مباشر في جولة بمنطقة الخيام بمدينة رفح وحوار مع بعض المواطنين عن أوضاع المخيم وهذا نقلٌ لشهاداتهم كما أوردوها:

الصحفي: مشاهدينا الكرام أهلًا بكم في هذه التغطية العاجلة عبر الجزيرة مباشر ونحن الآن نتواجد في منطقة الخيام بمدينة رفح .. هذه الخيام خيام النازحين الموجودة في مدينة رفح حيث المئات بل الآلاف من المواطنين يتواجدون في هذا المكان .. لا يوجد ماء لا يوجد كهرباء المياه غير نظيفة التي يستخدمونها وبالتالي هناك مشقّة وتعب كبير على المواطنين في هذا المكان .. آلاف الخيام مُمتدة في طول هذا المكان وامتلأت عن بكرةِ أبيها بالنازحين، هناك حالة برد وصقيع تغزو خيامهم ولا يوجد حتى أن نقول هناك أدوية طبية لمعالجة أطفالهم .. على كلٍّ معي هذا الرجل والذي يعني أسمى طفله "طوفان الأقصى" 

حمدًا لله على سلامتك 

الرجل: الله يسلمك يا خال

الصحافي: أول شيء بنبارك لك على طفلك .. هو انولد في الحرب؟

الرجل: آه في الحرب انولد هان

الصحافي: احكيلنا ليش سمّيته طوفان الأقصى

الرجل: على هوى الحرب وهوى الدنيا شايف انت كيف الوضع .. وهوى الشهداء وشردنا من الشجاعية يعني و أمّه كانت حبلى فيه وشايف الوضع كيف وجينا هان انولد .. يعني ولا في هان حليب ولا بامبرز وسقعة عليهم ولا في أواعي وهاي الشهر ماكلتش لليوم يعني بروح على المستوصفات هذا .. ولا متّطعّم ولا حاجة، يعني وضع

الصحفي: في السقعة!

الرجل: والله وحياة الله حرام وبحط عليه جاكيتة زي هاذي بلبسه جاكيتة زي هاذي في الليل .. يعني هان سقعة بنموت هيك بيصير الولاد يرجّوا رجّ يعني .. هنا الحياة بالمرة يعني .. الواحد إيش بيقول يرجع على داره أريحله يعني قبل أمّه ما تجيبه كنّا في الشجاعية بس فيش إشي هنا، يشهد الله

الصحفي: كم مرّة نزحتوا خلال الحرب ؟

الرجل: شردنا من النصيرات، شردنا من الشجاعية بعدين رحنا على التلاتيني شردنا من التلاتيني على النصيرات في النصيرات خالد بن الوليد كان مولود فيها رحنا جينا هين على رفح، جابونا ….

الصحفي: الآن وضع أطفالك وضع أحوالكم الآن في هذا ….؟

الرجل: والله الأحوال صفر يعني بالمرة الأحوال، كل حاجة المعيشة هان غالية الميّة وسخة زي ميّة البحر، الحمامات مفشّ يعني الواحد إيش بيقول الحمد للّٰه بس بالمرة الحياة هان بالمرة

الصحفي: طب كيف بتدبروا أموركم في المياه في في……؟

الرجل: والله بنروح نعبّي من فوق من الناحية التانية في الأسطول

(تشارك امرأة في الحديث)

المرأة: بقالنا 20 يوم ما شوفنا كابونة ( المساعدات الغذائية ) ولا شفنا حاجة 

الصحفي: حاجة احكيلي عن واقع الأطفال وكيف عايشين في بيوتكم وكيف بتطبخوا؟

المرأة: ميتين من السقعة .. بنطبخ على النار وبنخبز على النار مش شايفين حاجة قاعدين 

الصحفي: كيف الناس عايشة في البرد هذا ؟

المرأة: والله برد كتير كلّه بيشكي منّه والله يا ويلي سقعانين ميتين من السقعة والمياه بتنقط علينا الندي كلّه 

الرجل: الشوادر بتنقّط علينا

الصحفي: طيب، مُشاهدينا لا زلنا نستكمل هذه الجولة التي نتواجد فيها في منطقة حي السلطان .. كما قلنا مئات بل آلاف المواطنين يتواجدون في هذا المكان دون أبسط حقوقهم التي يستحقوها كالغذاء والدواء والملجأ .. كما نتجوّل معكم في هذا المكان، في هذه الخيام في مدينة رفح .. (يوجّه حديثه إلى إمرأة أخرى) الحمد للّٰه على سلامتكم

المرأة: الله يسلمك

الصحافي: احكيلي عن واقعكم في هاي الخيام والبرد الشديد 

المرأة: والله برد شديد وما فيش لا حرامات ولا فراش ولا إشي ومعانا أطفال كمان ولا أكل ولا شرب ولا حاجة .. لا ميّة ولا حد مطّلع على حد

الصحفي: منين ؟

المرأة: من الشجاعية دار العرعير

الصحافي: وبيتكم تدمّر !

المرأة: آه طبعًا كل بيوتنا تدمّرت لأنه قالوا الدبابة خشّت من عند المدرسة الوكالة سوق الجمعة 

الصحفي: طب هان كيف بتطبخوا كيف ..؟

المرأة: ما فشّي لا طبيخ ولا غاز ولا حطب يعني.. فشّي إشي منين لنا ناكل يعني هان بيطبخوا بنروح مرة بنجيب أكل بس

الصحفي: طب كيف أوضاعكم في البرد اشرحي للناس كيف بتناموا كيف عايشين

المرأة: والله على الرمل عايشين يعني بنلف حالنا والأولاد الصغار كان معانا شوية حرامات جبنا من هاد يعني رحت اليوم للمدرسة آخد حرام بيقوللي مفش مالكوش بقولّه ليش طب إلنا يعني حرام إحنا للصغار بلاش إلنا 

الصحفي: تقصدي إنه حتى المساعدات ما بتصل

المرأة: لا ما بتصل لا مساعدات ولا أكل ولا شرب يعني .. يعني الأطفال كلهم في الأرض وإحنا في الأرض يعني طلعنا من الشجاعية أول الحرب يعني من أول أسبوع بالحرب طلعنا من الشجاعية وبقينا في النصيرات ومشفناش ولا حاجة وبعدين أجونا من النصيرات و جينا .. يعني في الأرض وفي الرمل هينا

الصحفي: هدول الأطفال ..؟

المرأة: هدول أولاد بنتي هاي زي ما انت شايف في الأرض والله وهاي الخيمة تعال شوفها وكمان ولد صغير هيه عمره 4 شهور لا أكل ولا شرب طول النهار بقعد يصيح بقوم مالية ميّة وأحطها في فمه وهي الصغيرة كذلك يعني بدنا نسكتهم

الصحفي: الأطفال هدول بدهم حليب بدهم بامبرز؟

المرأة: بدهم حليب بدهم بامبرز، باكيت البامبرز صار ب 150 من وين بجيب الأب من وين إحنا .. طلعنا طلعنا مفيش إشي معانا مفيش إشي معانا

(تشارك امرأة اخرى في الحديث)
الصحفي: الحين نسمع منك يا حاجة تفضلي احكيلنا

(المرأة تخجل من الحديث, فيوجّه الحديث لرجل آخر)

الصحفي: طيب انت كونك مندوب في المنطقة هذي بالتأكيد كل الناس هان بيعانوا من ذات المشكلات الآن يا ريت توضّح للعالم هذي الكمية من الخيام بالناس الموجودين فيها ما الذي يحتاجونه على الأقل لنقول تعزيز صمودهم في هذا المكان

الرجل: أنا الأخ عبدالله الطلّاق من المنطقة الوسطى هربنا أجينا هنا وعملنا نظام تنسيق وعندنا هنا حوالي 1000 عائلة .. منذ شهر ونصف لم يأتي إلنا هنا أي كابونة للصغار ولا أي خيام ولا أي شيء إلّا نظام البطانية الواحدة لكل خيمة والناس لم تستفيد أي شيء والناس والصغار والناس كلها تعبانة ..

وندوّر على المؤسسات إنها تساعدنا وتساعد الناس اللي قاعدة في بيوتها و الأمطار يعني ربنا بيغفرلنا الأمطار .. الخيام بدها تقع لأن ما حد قدّملنا أي خيمة في هذي المنطقة، بنروح على المنطقة التانية ساعدونا بقولولنا ما إلنا .. عنّا 1000 عائلة هانا 1000 خيمة لم حد يأتي إلنا هنا إنه يساعدنا ميّة حلوة ميّة مالحة بيئة سيئة يعني لمّا نطلع نجيب المياه بدنا نص كيلو بنصل نجيب المياه ونيجي للأطفال ومحدّش راضي يتوطوعلنا يجيبلنا الأكل الكابونة منذ شهر ونصف

الصحفي: طب انت الآن حسب ما انت بتشاهد يعني الناس هنا ما بيوصلها مساعدات صحيح؟

الرجل: أنا المندوب هنا في المنطقة هذي أنا وأبو عبدالله تمام .. بيصلناش ولا أي كابون منذ شهر ونصف .. وهاي موجودين الشباب معنا .. كلهم مندوبين .. منذ شهر ونصف إحنا بنحاول نروح على المؤسسات محدش قادر يصلنا بنشوف 

الصحفي: كم عدد الناس هنا؟

الرجل: هنا حوالي 1100 عائلة أكثر منطقة عندنا من الأول للآخر 

الصحفي: أشكرك جزيلاً .. نستمع لإحدى النازحات الموجودة في هذا المكان .. الحمد للّٰه على سلامتك واحكيلنا واقع الناس

المرأة: الله يسلمك أهلًا وسهلًا فيكوا .. هنا الحياة بالمخيم كتير بائسة، نفتقد لأدنى مقوّمات الحياة لا مياه لا حمامات لا خيام لا شوادر زي العالم والناس كل إشي يعني على حساب الناس بيحطوه والأشياء والأسعار نار ويعني ما بنلاقيش الشغلات اللى إحنا بدنا إياها يعني اطّلع كيف حالة المخيم، لمّا بدنا نوصل الحمام بدنا نقطع مسافة حوالي 800 متر لمّا نوصل للحمام وإلنا حوالي شهر ونص ما حدا سأل فينا لا بأغطية لا بملابس لا بمعونات معلّبات حتى لما نروح نشتري الشغلة من السوق هنلاقي الإشي الضعف ضعفين فإحنا بنّاشد الناس والعالم إنهم يطّلعوا لحالة هذا المخيم وللأطفال اللي فيه، انتشرت أوبئة كتيرة أمراض كتيرة يعني أنا بالنسبة إلي ابني عندي مريض ما بطيبش نهائيًا حتّى إنه أنا أجيبله علاج مش لاقية أجيبله علاج حتى البامبرز 

الصحفي: أسألك في موضوع العلاج الآن في نقطة طبية في المكان ؟

المرأة: نهائيًا مفيش نقطة طبية نهائيًا بنحاول نطلب منهم إنهم يوفرولنا لأنه فيهم تمريض وفي دكتور بس مفيش أي مكان يحطّوا فيه معدّات طبية يجيبولنا مثلاً إسعافات أولية يعني فيه أطفال تعرضوا للحرق ما حد تطلع في وجههم والمستشفيات بعيدة كتير 

الصحفي: طب الآن الناس اللي يصابوا يعني بصير الطفل بحاجة لمستشفى أو لنقطة طبية وين بروح؟

المرأة: بتم معالجته عن طريق التمريض هانا بس مفيش إلّا شوية شاش على شوية يود والمستشفيات كتير بعيدة …

الصحفي: إذا الأمر احتاج مستشفى كيف الناس بتروح؟

المرأة: بيضطرّوا على المواصلات العادية اللي هي الكارة والحمار بيطلعوا عليها عشان يوصلوا مستشفى بعيدة اللي بعد العودة المستشفى الأوروبي أو المستشفى الإماراتي الكويتي وطبعًا بعالجوش لأنه طبعًا بسبب عدد الجرحى الكتير والمصابين اللي في البلد فبيضطرّوا إنهم يستنّوا يعني لمّا نروح على الوكالة العيادة نحكّم الولد بالساعة والساعتين والتلاتة لمّا يجينا الدور عشان نصرف علاج أو نتحكّم 

الصحفي: طب العائلات الموجودة هنا في البرد الشديد كيف بتعيشوا في أجواء البرد ؟

المرأة: كتير سقعة كتير الجو بشكل بشكل مش طبيعي ساقع كتير يعني بحاولوا مفيش أغطية الناس بلزقوا الأولاد ببعض يعني أنا وجوزي وأولادي جنب بعض بندفّي ببعض بحالنا أو بنولع نار حتى الخشب مفشّي خشب إنه نولّع نار غاز مفشّي مفشّي ولا أي حاجة هنا هان المخيم معدوم بنروح على الجامع بنسجل مثلاً أو إشي بحكولك إنه إحنا مش مسؤولين عن هاي المنطقة أنا مش موفرلكم هاي الشغلات أنا يدوب اللي عندي هانا شهر ونص ما حدا معترف فينا نهائيًا ولا بأي شغلة 

الصحفي: طيب الآن المياه اللي خلينا نقول الحلوة مش شرط المياه الغسيل هي أكيد مياه مالحة ولكن الحلوة اللي للشرب كيف بتتعاملوا معها ؟

المرأة: بنشتريها من برا يعني بجيبوها حوالي من عند رمزون الطيارة يعني مسافة كتير بعيدة كل اللي هان بشتروها شري مفيش ما بتصلش أي إشي هان

الصحفي: أشكرك جزيلاً .. إذًا مشاهدينا الكرام أود أن أتحدث مع الأطفال .. (موجّهًا حديثه لأحد الأطفال) تعالي يا عمو احكيلي شوي .. كيف حالك؟

الطفلة: الحمد للّٰه 

الصحفي: احكيلي عن معاناتكم في المكان هذا 

الطفلة: إحنا كنّا أول إشي في البريج بعديها على الصراط بعديها نزحنا إلى تل السلطان في الخيام 

الصحفي: كيف وضعكم في الخيام؟

الطفلة: والله سقعة، في النهار الجو عادي بس في الليل الدنيا بتسقّع سقعة بندفّي بعض

الصحفي: إيش أكلكم في البيت إيش بتاكلوا ؟… معلبات …. 

الطفلة: موفّريلنا تكّية بنجيب منها يعني أكل وأغراض 

الصحفي: طيب أخواتك كيف في الليل بالبرد بمرضوا ما بمرضوش كيف…؟

الطفلة: آه أخوي صار معه نزلة معوية من هذا الجو

الصحفي: مين طفل آخر بدّه يتكلم معنا (موجّهًا حديثه لطفل آخر) تعال احكيلي عن وضعكم

الطفلة: وضع صعب للغاية لا يسمح له بالعيش 

الصحفي: طيب احكيلي انتِ كيف عايشة في بيتك 

الطفلة: عايشين زي روتينّا زي كل يوم .. بنروح على التكية بنجيب أكل بناكل بيجي الليل بنسقع بنّام 

الصحفي: طيب مشتاقة لمدرستك؟

الطفلة: كتير .. مشتاقين لحياتنا الطبيعية .. كنّا نتبطّر عليها الحين صرنا مشتاقين لها 

الصحفي:طيب أي صف انتِ ؟

الطفلة: الخامس 

الصحافي: بتتذكّري معلمتك مديرتك أصحابك ؟

الطفلة: بتذكّرهم كلهم

الصحفي: طب إيش وضعهم عارفة وضعهم ممكن يكون حدا منهم استشهد ضايل على قيد الحياة

الطفلة: محدّش بعرف أوضاع حد لأنه فيش اتصالات ولا في حاجة هان مش متوفر ولا أي إشي 

الصحافي: يعني محدش بيدرّسكم هان على الأقل في المخيم ؟

الطفلة: لا 

الصحفي: ما في تدريس بس بتصحوا تروحوا على التكيّة وترجعوا عادي 

الطفلة: آه

الصحافي: والمياه كيف تروحوا تعبّوها؟الطفلة: المياه بنشتريها شرية هاي فشّي ميّة صالحة للشرب.

https://www.youtube.com/watch?v=vkRBiYWuuaU

الوسوم

شارك


المصادر


x