شهادة مواطن من بيت لاهيا يبحث عن جثامين الشهداء من عائلته بمعدات بسيطة



الوقت المقدر للقراءة: 17 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة مواطن من بيت لاهيا يبحث عن جثامين الشهداء من عائلته بمعدّات بسيطة، وهذا نقل لشهادته كما أوردها:

الصحفي: أهلاً بكم مُشاهدينا الكرام عبر شاشة الجزيرة مُباشر نتابع وإياكم الأحداث لحظة بلحظة من شمالِ القطاع، طبعًا نتواجد الآن في منطقة مشروع بيت لاهيا حيث المنطقة المدمّرة والتى تشهد دمارًا واسعًا وكبيرًا بعد أن أغارت طائرات الاحتلال بشكلٍ جنونيّ على هذه المنطقة و دمّرت كل المنازل، هؤلاء الذين نقف على رُكام منزلهم يبحثون عن جُثث عدد من الشهداء لا زالوا تحت رُكام هذا المنزل، يحاول بعض الشبّان وبعض أصحاب المنزل المدمّر يعني الطّرق بمطارق بسيطة بعد أن عجزت طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى جثث وجثامين الشهداء، طبعًا نتيجة قلّة الإمكانات وقلّة ال يعني ال ايه ايه الجرافات وقلّة يعني أيضًا المعدّات المستخدمة في انتشال جثامين الشهداء،.

كانت قبل قليل هنا طواقم الدفاع المدني لكنها لم تستطع تحقيق أي إنجاز بانتشال جثامين الشهداء، ما يزيد عن ثمانية شهداء في هذا المكان، تمّ استهداف المنزل على سكّانه  ايه ايه وهو منزل مأهول، بالإضافة إلى عدد كبير من المنازل في هذه المنطقة ولكن أصحاب هذا المنزل كما هو واضح الآن يحاولون عبر الطرق بالمطارق وأيضًا بعض ال ايه يعني ال الأدوات اليدوية وبعض المعدات اليدوية البسيطة من أجل استخدام واستخراج جثامين الشهداء بعد أن لم تتمكن قوات الدفاع المدني وطواقم الدفاع المدني من استخراج جثامينهم، سنتحدّث إلى أحد يعني أصحاب هذا المنزل المدمّر و ذوي الشهداء في هذا المكان، يعني أولاً الحمد للّٰه على سلامتكم يا حاج والله يعطيكوا العافية، إيش بتعملوا الآن؟

أبو ضياء: الله يسلمك، والله 

الصحفي: خلينا نتعرّف عليك في البداية..

أبو ضياء: أبو ضياء الكحلوت سمير الكحلوت من مشروع بيت لاهيا

الصحفي: حيّاكم الله، أبو ضيا، إيش بتعملوا الآن؟

أبو ضياء: والله بنحاول قدر المستطاع نطلّع ولو شهيد ولو شهيدة لأنه إلنا فوق ال 8 أنفار هانا فوق ال 8 شهداء عنّا هانا تحت الرّكام، توجّهنا من تاني يوم الحدث القصف لمّا قصفوا المنزل، هذا المنزل بيت أختي بالمناسبة، وكانوا في عندها نازحين من شارع مسعود اللي هو أخويا وولاده ومرته، وكان في عند أخويا التاني برضه نازح برضه من من شارع مسعود، إيه استهدفوا البيت عليهم الساعة 7:05 مساءً ما من دون سابق إنذار، من دون أي حاجة، كلهم راحوا شهداء، ما .. البيت هذا يعني كان آمن، ما في أي حدا ولا فيه أي مطلوب ولا في أي يعني كانوا عايشين وساكنين في هذا في هذا البيت طالبين الأمان، يعني لاجئين من شارع مسعود وجايين هان عند بيت أختي, اللي هم أخوتي الاتنين استشهدوا وأختي وأولادها وزوجها وأخوي وزوجته وأولاده وأخويا التاني دون يعني لحاله، مع طبعًا مع أولادهم مع بناتهم استشهدوا، 18 شهيد في البيت هذا كان كانوا مُتواجدين، كانوا آمنين يعني لا بيضربوا صواريخ ولا بيضربوا دبابات ولا بيضربوا أي حاجة، كانوا قاعدين آمنين، بيدوروا على الآمان

الصحفي: كم شهيد موجود الآن جثته 

أبو ضياء: تقريبًا 8 أو 9 يعني في واحد مفقود يعني لسه مش معروف إذا هو تحت أو طلع 

الصحفي: آها، طب إيه إيه يعني إيش شعوركوا اليوم بعد فترة زمنية طويلة على يعني استشهادهم وقصف هذا المنزل حتّى هذه اللحظة لم تتمكنوا من استخراج جثامينهم طبعًا نتيجة الوضع السائد

أبو ضياء: كل يوم في عذاب بنعيشه إحنا، كل يوم وهمّا تحت الركام، لأنه إكرام الميت دفنه، صحيح همّا مدفونين همّا أرواحهم صعدت إلى السماء بإذن الله وعند ربنا، لكن إكرام الميت دفنه يعني إحنا بدنا نشوفهم، يعني نلقي نظرة الوداع عليهم أقل ما فيها نشوفهم همّا لسّه قبل ما يتحلّلوا، ولو إنه يعني أنا بشك إنه زمان اتحلّلوا زمان هذا لكن لسّه في عنّا أمل إنه نشوفهم، ولو نحضن الرفاة تبعوتهم ولو نحضن العظم تبعهم، لو هذا .. نودعهم 

الصحفي: إلى أي مدى إنه نقص المعدات والإمكانات عند الطواقم كطواقم الدفاع المدني والإسعافات وغيرها بتأثّر على حياتنا إحنا كمدنيين وخاصةً أهل منطقة شمال قطاع غزة 

أبو ضياء: والله بتأثر من ناحية بتأثر بتأثر دمار كبير، بتأثر إنه يعني زي ما حكيتلك زي ما وصفتلّك إنه إحنا بدنا نشوف شهداؤنا، بدنا نشوف، وما في يعني تعون الدفاع المدني و تعون البلدية وتعون .. ما بأيديهم حيلة يعني ما في .. المعدات تبعتهم فُقدت ودُمرت وقُصفت  و عُطلت بقلّة السولار، قلّة الأيدي العاملة يعني إحنا لمّا رحنا ثاني يوم قالولنا الباقر إيده استهدفوا سواق الباقر وإيده مقطوعة، ما بيقدر يسوق الباقر، طب دبروا واحد قالوا بندبّر بس دبرولنا سولار، طب عجزنا ما لقيناش سولار، يعني حصار وجوع وقتل وتشريد ولا حول ولا قوة إلّا بالله

الصحفي: إيش رسالتكم اليوم انتوا كأهالي ناس شهداء لا زالت جثامينهم تحت أكوام الركام 

أبو ضياء: ولو بأقل القليل يعني إحنا بنناشد حتى الدفاع المدني يعني اللي أجى وقال معنّاش معدات يعني المفروض إنه ضل معانا واقف معانا يعني يطلّع شهدائنا لأنه إحنا كمان .. هو يعني بيقع تحت طائلة المسؤولية يعني، يعني هما دول كانوا في بيوتهم آمنين وهذا يعني أجى القصف عليهم وهمّا آمنين يعني أقل ما فيها نطلّعهم نكرمهم بالدفن 

الصحفي: طب حاج يعني المنطقة كلها مدمّره، ما بتشعروا بخطورة وانتوا بتشتغلوا هيك !، وخاصّة إنه طائرات الاحتلال لا تفارق السماء

أبو ضياء: والله خطورة لكن إحنا مش أحسن من اللي تحت الأرض، والله نتمنى اللي اللي نالوه، أقسم باللّٰه نتمنى اللي نالوه، والله هم الأكرمون، والله همّا ارتاحوا واحنا التعبانين 

الصحفي: إن شاء الله ربنا بيهدّي البال وتطلعوهم إن شاء الله وألف حمدالله على سلامتكم .. ربما مشاهدينا الكرام يعني هذه المشاهد التي تأتيكم مباشرة من منطقة مشروع بيت لاهيا في شمال القطاع عبر شاشة الجزيرة مباشر .. يعني يتّضح من خلال هذه الحفرة في هذا المكان حجم الدمار الواسع والكبير حيثُ صواريخ الاحتلال الكبيرة التي تُطلقها طائرات الاحتلال على المدنيين وعلى المنازل الآمنة، ربما هذا الصاروخ هدم أكثر من منزل في هذا المكان ودمّر هذا ال هذا المنزل طبعًا يتّضح أنه المنطقة أيضًا كلها مُدمّرة ليس فقط هذا المنزل ..

كل منطقة مشروع بيت لاهيا وهذه المنطقة تحديدًا التي نتواجد فيها هي أيضًا شهدت دمارًا واسعًا بعد ما تقدّمت آليات الاحتلال في هذا المكان أثناء حصار مستشفى كمال عدوان في طريق وصولها إلى مستشفى كمال عدوان لكن حقيقةً مشاهدينا الأعزاء يعني ونحن لا زلنا في هذه الجولة عبر شاشة الجزيرة مُباشر هؤلاء الشبان الذين يعني يحاولون قدر الإمكان عبر بعض المطارق اليدوية والأدوات البسيطة يعني كهذه الأدوات التي يحملها هذا الشاب يعني يحاولون الوصول قدر الإمكان إلى طبعًا رفاة الشهداء أو جثامينهم بعد وقت من استهدافهم ومن استشهادهم لكن تبقى يبقى طبعًا الغريزة الأخوية و غريزة يعني العائلة والتّرابط العائلي ما بين الأحياء والأموات هي التي تدفعهم يعني للبحث عن جثامين أبنائهم وإخوانهم تحت أكوام من الرّكام.

حتى طواقم الدفاع المدني عجزت من عجزت عن اختراقها لكن يعني هؤلاء يبحثون ولا زال الأمل كما قال هذا الرجل قبل قليل .. الأمل يحذوهم ب يعني أن تكون يعني الوصول إلى هذه الجثامين وصولاً سهلاً .. لكن حقيقةً مشاهدينا الكرام عبر شاشة الجزيرة مباشر هذه الصور تأتيكم وهذه المناشدة أيضًا يطلقها هذا الرجل الذي تحدّثنا إليه قبل قليل حيث أن يعني المطلب الوحيد والأمل الوحيد فقط هو استخراج جثامين الشهداء .. لم يعد المطلب هو العيش بسلام وأمان أو إعادة ترميم هذه المنازل و الحارات التي دمّرها الاحتلال .. هو فقط يريد أن يكرّم هؤلاء الذين استشهدوا تحت أكوام الركام بدفنهم بطريقة إسلامية وبطريقة شرعية صحيحة ومن أجل ذلك يطرق هؤلاء الشبان في الصخر من أجل الوصول إلى جثامين الشهداء .. كنت معكم عبر شاشة الجزيرة مباشر .. باسل خير الدين من شمال قطاع غزة.

https://www.youtube.com/watch?v=yt4SEAsQf7s

الوسوم

شارك


المصادر


x