شهادة ريم أحمد من بيت لاهيا عن إصابة أبنائها خلال الحرب



الوقت المقدر للقراءة: 13 دقيقة
منذ 8 أشهر

تتحدث السيدة ريم أحمد في شهادة حصرية لموقع "حكايا غزة" حول نزوحها من بيت لاهيا إلى المغازي ثم رفح، وتروي كيف تعرض أبنائها للإصابة في الرقبة والقدم بقصف الاحتلال الصهيوني.

المراسلة: عرفينا بنفسك لو سمحتِ

الشاهدة: أنا ريم علي أحمد مُهجّرة من بيت لاهيا لهان (رفح) في الأول طلعنا على المغازي ومن المغازي أجينا على رفح، في المغازي انقصفت المدرسة وتصاوبوا ولادي.. اثنين، واحد في رقبته وواحد في رجله، وإصابتهم لسا الشظايا فيهم ما طلعتش بتلتهب وبتوجعهم وعلاج مش ملاقيالهم فرشة ما بنّام على فرشة! إصابات عندي تنتين فشي فرشة ننام عليها بنّام على حرامات (بطانيات) بنتغطى بحرام وبنّام على حرام وخيمتنا نايلون، كل اللي برا بشوفنا واللي جوا بشوفنا وفي الريح شوي وبدها تطير والمطر بنزل علينا وهاد وضعنا في الحرب. .

توليع نار ومشاوير مدرسة ومعاناة الحمدلله فش بعد هيك، وهي اللي عندي، يعني الوضع عنّا صعب صعب كتير المدارس بتأمنلناش (لا تؤمن لنا) كل اللي احنا بدنا إياه، ولا أي حدا يعني احنا قاعدين بمكان، ولا أجتنا ولا مؤسسة ولا أجانا هلال أحمر ولا أجانا أونروا ولا تسجلنا ولا أجانا أي اشي ولا بجينا ولا أي مساعدة، وخليكِ (هذا غير عن) عن الغلا اللي احنا فيه يعني المعلبات كله غالي، الخُضرا كلها غالية يعني بالعافية بالعافية (أي بصعوبة) لمّن بندبر الأكلة والشُربة وشغل ما فشّي والوضع صعب صعب يعني صعب كتير. 

المراسلة: طيب ممكن تحكيلي عن تفاصيل إصابة ولادك؟ 

ريم: ايش يعني؟

المراسلة : يعني كيف التفاصيل كيف صار الإشي؟ كيف أجاكِ الخبر؟ 

ريم: آه.. احنا في مدرسة وانقصف عند باب المدرسة فإجت شظايا واحنا قاعدين بالخيمة اللي كنا قاعدين فيها إجت الشظايا، واحد في رقبته إجته الشظية (وتشير إلى الجزء الخلفي من رقبتها) يعني قريب من المقتل!

 المراسلة: النخاع الشوكي 

ريم: آه النخاع الشوكي، والتاني أجت في رجله في فخدته (الفخذ)، ولمّا أسعفناهم يعني كان الوضع صعب وصار في شهدا بالمدرسة لمّا انقصفت وبالعافية لمّن إجى الإسعاف ونقلهم، بس يعني أعطاهم علاج إسعاف أولي وقلنا الشظية بس تخلص الحرب بنطلع الشظية، فشّي (لا يوجد) عمليات فشّي إمكانيات لعمليات في المستشفى، وضايله (بقيت) الشظايا في رجليهم وبتلتهب وبسخنوا وبتعبوا وعلى الفاضي.. 

المراسلة : كم أعمارهم؟ 

ريم: واحد عمره 25 سنة اللي فرقبته أخدها (تصاوب) في رقبته عمره 25 سنة واللي أخدها في رجله عمره 13 سنة.

المراسلة: الله يخليلك إياهم يا رب، طيب ممكن تحكيلي كيف بتدبري الأكل الشُرُب الأشياء هاي، كيف المعاناة؟ 

ريم: اللي بناخذه في المدرسة ايش بنستلم في المدرسة بنستلملنا علبتين فول بنستلملنا جبنة بناكل، بنولع النار وبنروح نحطب ونجيب حطب.

المراسلة: مين بحطّب (يحضر الحطب) عندك؟ 

ريم: ولادي 

المراسل: همّا اللي مصاوبين ؟ 

ريم: آه التنين المصاوبين وفي كمان واحد بروحوا بجيبوا حطب، ولّا المايّة (المياه)، المايّة معاناة تانية، المايّة مشوار لما نروح نحمل هالقلان (أباريق المياه) ومافشّي (لا يوجد) أصلًا قلان وبنحمل وبنعبي ما فش يعني بيجيناش حوالينا مَيّ تعبيلنا وإن أجا بده بمصاري التعباي بمصاري أمّن ما فشّي مَيّ جمبنا نعبي. 

المراسلة: طب شو أكتر موقف بشع تعرضتيله بالحرب؟ 

ريم : إصابة ولادي كان موقف يعني لا أُحسد عليه كنت شايفة دمهم بنزل منهم وبصيحوا والناس بتموت حواليّ وأنا مش عارفة وين أروح وين أجري فيهم وأصيّح وماسكة هاضَ (هذا) وماسكة هاضَ يعني هاضَ موقف يعني الله يعين اللي بستشهدوا والله يعين اللي، احنا صح طلعنا وما كانش في محسوم (حاجز) على الطريق احنا من الشمال ما كانش بس جينا على المغازي وشُفنا كل الوضع الصعب ولمّا طلعنا من المغازي طلعنا والقصف فوقينا كمان 

المراسلة: إنتِ مريتِ على الممر الآمن؟ 

ريم: لأ أنا طلعت من الشمال قبل ما يصير الممر.

المراسلة: طب كيف كان الوضع في المغازي؟ 

ريم:  والله في الأول كان كويس بس شوي لمّن رموا مناشير وهاضَ صار الوضع صعب صار القصف والأحزمة النارية وين ما كان يعني نجينا (نجونا) الحمد لله وجينا هان على رفح قعدنا ورا البركسات (البيوت أو الغرف الجاهزة)، البركسات الوكالة عند البركسات. 

المراسلة: طيب ايش الفرق بين رفح والشمال؟ 

ريم: الشمال يعني كنا عايشين كنا متأقلمين مع وضعنا بنشتغل في شغل، لمّا أجينا هان تبهدلنا عنجد تبهدلنا كل شي غالي كل شي غالي انتي بتعملي خيمة بدها تكلفك 1000 شيكل أكتر من 1000 شيكل مشان تعملي خيمة خشب تكسيها نايلون حتى مش مستورة في الخيمة بتكلفك 1000 شيكل ونايمة على الرمل فشّي (لا يوجد) تحتيك ولا حاجة وخليكِ عن السقعة اللي بناكلها طول الليل، يعني رحتي تجيبيلك طبخة بدها تكلفك 50 شيكل عشان توكلي أكلة، أبسط أكلة، ايش بدك يعني هناك فرق شاسع. 

المراسلة: طب انتي حكيتِ إنه ولادك مصابين وهيك ايش طبيعة الأكل اللي باكلوه؟ 

ريم: اللي موجود بقلك يا فول. 

المراسلة: يعني فش أكل معين إلهم؟ 

ريم : اللي موجود بياكلوه يعني همّا لازم يتغذوا لازم! بس ما فشّي يعني من وين بدك تأمنيلهم اللي بنلاقيه بناكله أحيانًا بنحشي جبنة وخلص هاي اللي طلعلنا بنحشي جبنة الحمدلله، حتى الخبز الخبز بمصاري آه يعني لمّن بعجن العجنة بخبزها باللي عندهم أفران طين صاروا الناس يعملوا أفران طين ويخبزوا للهاد بدهم يترزقوا. 

المراسلة : طب وين شايفة البلد رايحة ؟ 

ريم : والله البلد رايحة لإشي أنا اللي شايفاه رايحة لإشي أسوأ أنا هيك شايفة لأنه احنا من الكويس (الجيد)لسيء لأسوأ..

المراسلة : أسوأ من الأسوأ! 

ريم: آه احنا بنقول إن شاء الله الاشي بتحسن لكن أنا مش شايفة اشي بتحسن ولا اشي، أنا شايفة إنهم كله سايبنا واليهود بيعطونا إبر بنج، آه بدها تصير هدنة آه بدها تصير بدنا نرجع لكن أنا مش شايفة رجعة مش شايفة فشّي أمل بطّل عنا أمل انّا احنا نرجع للشمال أو الوضع يتحسن لو شوي فش، أنا وحدة من ملايين الفلسطينيات مش حاسة فأمل فقدت الأمل بأيَّ اشي كويس الصراحة بس. 

المراسلة: يعطيكِ ألف عافية يا رب. 


الوسوم

شارك


المصادر


x