شهادة الحاجة أم سمير النجار على إعدام الاحتلال لابنها في مخيم جباليا



الوقت المقدر للقراءة: 11 دقيقة
منذ 9 أشهر

ننقل لكم شهادة وثقها الصحافي محمود أبو سلامة حول جريمة ارتكبها الاحتلال بحق عائلة النجار. زار أبو سلامة  السيدة أم سمير النجار التي شهدت على إعدام ابنها منير النجار الأب لخمسة أطفال وزوجته وأبنائهم من النازحين الآن في جنوب قطاع غزة، تم إعدامه في مخيم جباليا في حي القصاصيب، والأم الشاهدة على إعدام هذا الابن لها، تروي لنا تفاصيل هذه المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بدم بارد أمام عين أمه في حي القصاصيب في مخيم جباليا. 

محمود أبو سلامة: تحكي لنا يعني ما الذي حدث مع منير؟ ما هي التفاصيل التي حدثت في الليلة التي تم بها إعدامه.

أم سمير النجار: كنا نائمين عند دار أخوه وأفطرنا وقال لي، "يما قومي تنروح على الدار (على داره)" أخذته وذهبنا، وقفنا قليلا هكذا أمام الحمام. قال لي يما، ارفعي أصبعك بالإشارة طبعا ما يتكلم... هيهم اليهود حوطوا الباب تعالي تنو نمرق وين بالغرفة  عنده تخت نمت أنا وإياه عليه... هيهم مرقوا عن الدار. كما قال لي، " هيهم أجو أجو أجو وبأشر لي أجو أجو". وقال لي، "قومي اليهود مرقت جوا"  وصاروا يحكوا لمنير لا أعرف ماذا قالوا له، ولكنه قال لهم، "ماي ماذر"، نزلت أنا وأحضر لي العكاز  لأنه معي عكاز أنا، وضعوا أمامي على أساس يروني، دفعوا الباب، الغرفة ومروا ولا كلمة تكلموا ولا هويتك ولا اسمك ولا مين أنت ولا شيء. دفعونا وراء الباب وقف اليهود اثنين واحد طويل أشقر وواحد قصير أسمر. الأشقر سلط على ابني وأطلق النار على رقبته (نقروا إياه في رقبته).

محمود أبو سلامة: مباشرة بدون أي شيء.

أم سمير النجار: كلا ولم يقل له من أين أنت ولا اسمك ولا هويتك.

محمود أبو سلامة: حط له السلاح على رقبته؟

أم سمير النجار: لا من بعيد. "طخوا اليهودي نشن عليه واحد ووقع أنا وقعت عند ابني"، صار يقول لي (الجندي) قومي، قلت، "مش قادرة أقوم؟" وقال لي، قومي قومي. قلت له، "مش قادرة أقوم ابني مرمي على الأرض" مسكوني الاثنين اليهود (الجنود) ومسكوني من يداي يرفعوني ماقدرت أقوم. وصار يقول لي امسكي هون في طرف التخت، مسكت ما قدرت أقوم، ومسكوني الاثنين (الجنود) ورفعوني. وصار يقول لي اليهودي، ارفعي فستانك، ورفعت.

محمود أبو سلامة: يعني الجيش يطلب منك التعرية، يعني تفتيش أن ترفعي ملابسك.

أم سمير النجار: رفعت جلابيتي، الحمد لله، بقيت لابسة بنطلون. رفعت الجلابية. وصار يقول، لفوق لفوق حتى رأى بطني قال، خلص أنزلي خلص.

محمود أبو سلامة: يعني نحن نحكي أن الجيش يقوم أيضا بتعرية النساء في داخل بيوتهن. "هذا اللي صار معك أنت".

أم سمير النجار: نعم، رفعت وشافوا بطني، آه شافوا بطني. عندما شافوا بطني. وصار يقول، يلا اطلع من هنا... أعدموا (ابني) إعدام. "نقر نقروه". بعد ما تم إعدام ابني أخرجوني من الدار قال لي، اخرجي من هنا، وخرجت من الممر، خرجت لقيت لك كل اليهود في الكرة الأرضية في داري في المطبخ في الحمامات في الغرف في الصالون.

محمود أبو سلامة: حجة هل يعني تم إعدامه؟ هل فيه كان سلاح في البيت؟

أم سمير النجار: ولا شي، حتى سكين ما في بالغرفة، والله سكين ليس فيه في الغرفة إلا تختي والكنب، لا يوجد ليس لدينا سلاح ولا عندنا ولا شيء.

محمود أبو سلامة: كم عمر منير الله برحمه؟

أم سمير النجار: الله يرحمه 42 سنة. في 19-1-2024 يصير عمره 42 سنة. الله يرحم روحه.

محمود أبو سلامة: علما أن منير مصاب أيضا من الجيش من قبل 

أم سمير النجار: تصاوب وهو عمره (8 سنين) رجله ضعيفة، ورجله مشلولة ورجل عادية يعني يمشي عليها. ما عنده عضلة برجله وذهب على أميركا وعملوا له عملية أيضا وعملوا له في تل أبيب 8 عمليات. فالله يرحم روحه. وطلعت وقعدوني وين قعدت في دار ابني في حدي مقصوف الحيطة، قعدت أنا، إلا هو بعد ما استفقت، وأنا قاعد وهم منزلين ابني وولاده اثنين شباب "بالبوكسرات ومشلحين" قالهم (الجندي) اقعدوا هنا، جاء يهودي طويل(جندي) هكذا وإلا يحضر لي مياه يسقيني، بعد أن أخرجوني من عند ابني (الشهيد الذي أعدموه)، وبقينا جالسين وظل جالسًا حتى المغرب، والمغرب، صار يقول (الجندي)، يلا قومي روحي على البيت أنا ما أحسب أن ابني باقٍ، قلت أنا يمكن استشهد أخذوه، ظل مرميًا حتى ثاني يوم الصبح. هذا ابني (الثاني) قال للجندي بدي أمرق أروح أشوف أخوي، قال له، "أتريد أن أطلق عليك النار مثله وأضعك بجانبه، أتريد أن أطلق النار على رأسك هون وأضعك بجانبه" لم يره وأخذني ابني الآخر على دار بنتي في بلوك اثنين، ابنها يومها استشهد مع ابني منير، منير وابن أخته في يوم استشهدوا في الساعة واحد. الحين ذهبت على دار بنتي، ونمت تلك الليلة وخرجت على الوكالة، قعدت وبعدها خرجت على كارة حمار، الله يعزك، وذهبت على دار بنتي في غزة وجلست عندهم، وهذا اللي صار رحمة الله عليهم.

محمود أبو سلامة: هذه هي إحدى الشهادات للإعدام الميداني للجيش الإسرائيلي لأحد أفراد عائلة النجار أمام عيني أمه. هذه شهادة من الحاجة أم سمير النجار التي روت لنا قصة إعدام ابنها منير النجار إعداما دمويا بربريا في داخل منزلها وأمام أعينها. ننقل لكم المشهد والصورة من مخيم جباليا في جريمة إعدام في شمال قطاع غزة.

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x