شهادة مدرب كرة القدم عمرو شوقي الذي اضطره العدوان الاسرائيلي ليصبح بائع حلوى بحثًا عن رزقه



الوقت المقدر للقراءة: 14 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة عمرو شوقي اليوتيوبر ولاعب كرة القدم والمدرب حول اضطراره للتحول عن هواياته ومهنته إلى بيع الحلويات بحثاً عن مصدر رزق يعيل به أسرته في ظل الحرب وتوقف الأعمال، نقلتها الجزيرة مباشر بشكل خاص في تاريخ 6 يناير 2024، وهذا نقل لشهادته كما وردت:

المراسل: هنا تحول هذا الشاب إلى بائع للحلوى بعدما كان أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كيوتيوبر ولاعب كرة قدم ومدرب، وبالتالي مع دخول هذه الحرب تغيرت الكثير من الصفات وربما المهام بوعمرو يواصل هذه المهنة اليوم في ظل هذه الأمطار التي تتساقط.. يعطيك العافية.

عمرو: الله يعافيك، الله يحيّيك، أهلا وسهلا.

المراسل: بقولوا الحلويات أخت الشتاء.

عمرو: أكيد طبعاً لازم تشتري حلويات عشان تدفّي حالك برضه.

المراسل: جميل لكن أنت في الأساس احكيلي مين عمرو؟

عمرو: اللي أمامك اسمي عمرو شوقي صانع محتوى على اليوتيوب وواصل الحمد لله نص مليون حالياً ولاعب كرة قدم في نادي شباب الزوايدة وأيضاً مدرب كرة قدم في أكاديمية الملكي.

المراسل: واليوم؟

عمرو: واليوم بائع حلويات بعد 7 أكتوبر، بالمناسبة برضه كان عرسي أنا في 6 أكتوبر قبل الحرب بيوم فتغيّرت كل الحياة بالنسبة لعمرو شوقي.

المراسل: يعني صباحيتك في 7 اكتوبر؟

عمرو: الحمد لله رب العالمين كانت الصباحية، كانت صباحية الحرب.

المراسل: يعني انت صحيت على صوت الصواريخ؟

عمرو: آه يعني بقول لزوجتي الحمد لله الزواج حلو طلع إنه الصواريخ قلت الحمد لله احلوّت بزيادة (يضحك).

المراسل: جميل، هو عملياً الآن البحث عن مصدر رزق.

عمرو: أكيد، هو كان مصدر رزقي الاولي اليوتيوب وكتدريب وكلاعب، فالحين انقطع التلاته لأنه أغلب الملاعب الكبيرة والصغيرة صارت مستشفيات واللي اتدمّرت، فبالتالي لازم تلاقي رزق تاني كبائع حلويات، كتشتري المعلبات الشغلات هذي، بالتالي عشان في الحين في زوجة و فشّي عمرو لحاله في زوجة فلازم تأمّن الأسرة يعني.

المراسل: ومش بس يوتيوبر ولاعب قدم ومدرب لأ، كمان عريس.

عمرو: آه عريس جديد، صحيح بالضبط الحمد لله رب العالمين.

المراسل: جميل، طيب مين اللي بيصنعها هذه الحلويات؟ 

عمرو: هذه بيصنعها صديق إلنا، أبو العبد، شغل محترم جديد مرتب باعتباره شغل مصنع هو مش شغل يعني أي حاجه، وبظل غلاء الأسعار كالفستقية (عمرومخاطباً بعض الأطفال أمامه: يلّا عمو ثواني، ثم يقول له المراسل: كمّل كمّل، لاستكمال عملية البيع أثناء الحديث) 

يكمل عمرو وهو يعمل: بظل الفستق الغالي وأيضاً جوز الهند، ما هي بتتكون عن جوز هند وفستق، فبالتالي الأسعار غالية، هم أغلب الناس بيجي بيشتروا من عندي بيقولوا أنت ليش أسعارك غالية، هو الإشي مش عندنا، بتمنى أبيعها بنص ولكن هي البضاعة اللي بتمرق من مصر بتكون غالية شوية فبالتالي لازم تكون الأسعار زي هيك يعني الحمد لله رب العالمين.

المراسل: تمام، طيب عمليّاً بهذه القصة أنت يعني كان ممكن تجلس في البيت وخلاص؟

عمرو: بالضبط، هو لأ، بداية الحرب كان خوف، يعني أغلب الناس قاعدين في الدور (البيوت)  تمام، خوفاً من القصف، ما بتعرف وين الصاروخ ينزل بصراحة، بس خلاص أنت ما بتقدر تقعد أكثر من 80 يوم في البيت، فبالتالي لازم تشتغل وتأمّن باب رزق والأمور هذي، فلازم أنت تتعب عشان تأمّن باب رزقك، واحنا بالمناسبة كان في عنّا دورة، انا ماخد دورة الـ سي لكرة القدم في التدريب، فكنت بدنا ناخد دورة الـ بي ولكن حالياً برضه الاتحاد الفلسطيني انقصف واتدمّر وما في أي فرصة للعمل في قطاع غزة من هانا لسنة وسنتين.

المراسل: تمام تمام، خاصة إنه الأوضاع لا تسمح بأنه … (يتوجه بالحديث لأحد الأطفال) عمّو تعالي، كيف حالِك؟

الطفلة: الحمدلله.

المراسل: ايش اخبارِك؟

الطفلة: منيحة.

المراسل: مبسوطة انتِ؟

الطفلة: آه.

المراسل: بتحبي الحلويات؟

الطفلة: آه.

المراسل: بتشتري من هنا دايماً؟

الطفلة: آه.

المراسل: كيف طعمها؟

الطفلة: زاكية.

المراسل: ايش اللي لابساه هذا؟ ما شاء الله لابسه طوق ومرتبة أمورك.

الطفلة: آه حلوة.

المراسل: ايش اسمك انتِ؟

الطفلة: ليان.

المراسل: من دار ايش يا ليان؟ وين أمك؟ وين أبوكي؟ وين أهلك؟

الطفلة: في الدار.

المراسل: وين داركم؟

الطفلة: هايها فوق.

عمرو: هاي بتكون بنت اخوي.

المراسل: آه.. طب ما شاء الله، ربنا يحفظها إن شاء الله، طيب بتسمعي أصوات القصف والصواريخ يا ليان؟

الطفلة: آه.

المراسل: ايش بيصير معك؟

الطفلة: ايه؟

المراسل: ايش بتسوّي؟

الطفلة: بنزل تحت بشوفهن.

المراسل: بتنزلي تشوفي الصواريخ ولّا بتخافي؟

الطفلة: بخاف.

المراسل: آه.

الطفلة: آه بخاف.

المراسل: زباينك معظمهم (يعود بالحديث للطفلة: شكراً ليان.. شكراً حبيبتي) زباينك معظمهم من الأطفال وحتى الآباء وكذا؟

عمرو: آه صحيح، هو حالياً اللي رايح واللي جاي أغلبهم نازحين من الشمال ومن خان يونس ومن الوسطى، فبالتالي بتكون عيلة ماشية، بكون الكبير والصغير والأطفال، بس هو أغلبهم 90% من الأطفال، يعني همّا يكون معهم شيكل اتنين فبنعطي الجميع على أي سعر بدهم إياه.

المراسل: مبتقولش لحد لأ؟

عمرو: مفيش مجال واللي بيجي محتاج بعطيه برضه ببلاش.

المراسل: الله يعطيك العافية.

عمرو: الله يعافيك، الله يسعد قلبك.

المراسل: إن شاء الله بيتغير الوضع.

عمرو: إن شاء الله، احنا والله كنّا نطمح إنه نستمر في موضوع اليوتيوب على إنه نوصّل لمليون مشترك وإن شاء الله راح ترجع البلد أحسن ونوصّل مليون مشترك بإذن الله عز وجل.

المراسل: إن شاء الله، كمان هتكمل يوتيوبر؟

عمرو: آه، فيش مجال، ممكن هون وممكن برّه، وربنا كريم إن شاء الله.

المراسل: إن شاء الله.

عمرو: كل الحب، الله يحيّيك.

المراسل: (مخاطباً الأطفال للتقدم لشراء الحلوى) ادخل يا عمي خش خش.. خشي يا عمي اتفضلي، (يتحدث إلى أحد الأطفال) كيف حالك؟

الطفلة: الحمد لله.

المراسل: ايش جايين تسوّوا؟

الطفلة: جايين هنا.

المراسل: انتِ من سكان وين؟

الطفلة: سكان غزة.

المراسل: آه، وجيتوا على رفح؟

الطفلة: آه.

المراسل: كيف جيتوا؟

الطفلة: بالسيارة دبرنا حالنا.

المراسل: وكيف كانت الظروف تاعتكوا؟

الطفلة: كانت بتخوّف.

المراسل: آه، انتِ جيتي انتِ ومين؟

الطفلة: أنا وماما، وبابا كان بغزة.. نحنا وماما ودار خالتو اجينا هان.

المراسل: آه، الدنيا بتمطر والدنيا ساقعة، مش شاعرة انتِ؟

الطفلة: لأ انا دفيانة.

المراسل: مدفية حالك؟

الطفلة: آه مدفّيه حالي.

المراسل: يلّا يعطيك العافية شكراً إلك.

الطفلة: شكراً.المراسل: يعطيك العافية طبعاً.. طبعاً بهذا الشكل طبعاً الاضطرار وربما الحاجة إلى تدبير شؤون الحياة ربما تجبر الإنسان على أن يغيّر حتى وإن كنّا نتحدث عن كثير من الصفات أو حتى المهنة أو حتى الهواية والموهبة.. اليوم نتحدث عن محاولة تدبير مصدر دخل لعمرو الذي طبعاً أٌجْبِر على أن يغيّر مهنته وهوايته إلى أن يبيع هذه الحلويات هنا على قارعة الطريق في هذا الشارع في مناطق شرق مدينة رفح.

https://www.youtube.com/watch?v=zwQfIhldYe0

الوسوم

شارك


المصادر


x