شهادات سوق مخيم جباليا خلال الحرب بعد 100 يوم



الوقت المقدر للقراءة: 8 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادات سوق مخيّم جباليا خلال الحرب بعدَ ١٠٠ يوم، وهذا نقل لها من أصحابها كما أوردوها:

نحن في سوق مخيم جباليا المركزيّ، يمكننا القول أنّ المجاعة بدأت فعليًّا!

القليلُ من البضائع الأساسيّة موجودة في هذا السوق، كلّ -البسطات- التي تشاهدونها تحملُ كميات غير أساسيّة وغير ضروريّة من البضائع، مثال: القليلُ من علب السمنة، الصحون البلاستيكيّة، القليل من أدوات التنظيف، والقليل من زيت السيرج، غياب تام لطحينِ القمح وطحين الذرة، غياب تام للأرز ولكلّ الأساسيّات التي يعتمد فيها الأهالي عليها بمأكلهم ومشربهم، الآلاف من المواطنين يتجوّلون في السوق بدون أيّ هدف أو قيمة، وإن توفّر مواد تموينية لا يقوى أحد على الشّراء بسبب ارتفاع الأسعار.

**مُقابلة مع صاحبة -بسطة- 

المصوّر: كم كان سعر القمح قبل؟ 

الحجة: كان بأربعين شيكل وهسا بخمسة وخمسين واختفى في-رطلين- بس

المصور: شو في كمان؟

الحجة: سيرج، سكر، بابونج، ورق غار، وتوابل، وجوز هند

المصور: في عدس؟

الحجة :لا مش موجود من زمان 

المصور: في مُعلّبات؟

الحجة: لا، ما في

المصور: يعني كل الموجود أشياء ثانوية مش ضرورية؟

الحجة: نعم، الأشياء الأساسيّة مفقودة، البلد في حالة جفاف، ما في أكل.

مقابلة أخرى مع رجل يتجوّل في السوق

الصحفي: عمّي قادر تشتري الطحين بخمسة وخمسين شيكل؟ 

الرجل: لا، معي خمسة شيكل بدور على ثلاث أرغفة من الخبز من الصبح ومش لاقي، عندي طفل عمره سنتين مش لاقيله أكل

الصحفي: وكيف الأسعار؟

الرجل: الأسعار فوق ما تتصوّر، وكنت بحكي للحجة عندك بخمسة شيكل خبز؟ بنفع هيك؟ ما حدا حاسس فينا، ناس تعيش وناس مش قادرة توكل رغيف خبز

الصحفي: كُل السوق ما فيه خبز؟

الرجل: لا دوّرت من أول السوق لآخر ما لقيت

الصحفي: كم ولد عندك؟

الرجل: سبعة، ما بنفع هيك، لاقولنا حل، شو بدنا نحكي اللي من الله يا محلاه..

كما تُشاهدون البضائع المتوفرة في هذا السوق فقط مواد التّنظيف والمنتجات والمستهلكات التكميليّة مثل التوابل والقشطة وربما بعض السكاكر والغذاء مفقود تمامًا.

بعد انسحاب قوّات الاحتلال الإسرائيلي من شمال غزة عاشت حلحلة نسبيّة في أزمة الغذاء، استطاع الناس الوصول إلى مخازن أعلاف الدواب والحيوانات واستطاعوا طحن كميات كبيرة من القمح والذرة والشعير وكلها كانت من أعلاف الحيوانات؛ ولكن كلها الآن انفقدت حتى الأرز من الأسواق وارتفعت أسعارُه إلى أسعار فلكيّة تفوقُ قدرةَ الأهالي على الشراء، والكميات التي نشاهدها كميات قليلة جدًا ربما رطلٌ واحد أو رطلَين ولا تجد من يشتريه بسبب ارتفاع الأسعار

**مقابلة أخرى مع صاحب -بسطة-

الصحفي: يعطيك العافية، بكم الرز؟

الرجل: بتسعة عشر وثمانية عشر شيكل

الصحفي: كم كيلو عندك؟

الرجل: عشرة كيلو

الصحفي: قادرة الناس تشتريه؟

الرجل: في ناس بتقدر تشتريه وفي ناس لأ

الصحفي: كم كان سعره قبل؟

الرجل: ثمانية شيكل

الصحفي: عندك طحين وقمح وشعير؟ 

الرجل: لأ ما عندي ولا نوع والمعلبات خلصت، والله بعتهم وما ربحت ولا إشي

**مقابلة مع امرأة

الصحفي: -يعطيكِ العافية-، شو بتشتري يختي؟

المرأة: سيرج، ورز والموجود

الصحفي: قادرة تشتريه؟

المرأة: لا والله مش قادرة بندور على الرخيص بكل السوق وما لقيت

الصحفي: كم طفل عندك؟

المرأة: أربعة وحامل 

الصحفي: هاي الأيام الأصعب؟

المرأة: أصعب أيام في كل حياتي وزوجي أخذوه اليهود ورموه في رفح والله المعين إلي ولأولادي

الصحفي: كم وجبة بياكلوا الأولاد؟ 

المرأة: أحيانًا وجبة وأحيانًا ثنتين

الصحفي: شو هي مكوّنات الوجبة؟

المرأة: رز ومش قادرة أشتريه دوّرت في السوق على الرخيص وما لقيت وما اشتريت لهسا

الخضراوت أيضًا فُقدت وهذه المرة الأولى منذ أسابيع التي أشاهد فيها -حبّة بطاطا- في سوق مخيّم جباليا، والكيلو بخمسة وعشرين شيكل، البضائع شحيحة جدًا.

https://www.youtube.com/watch?v=hlrKntS1ty8

الوسوم

شارك


المصادر


x