شهادات من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح



الوقت المقدر للقراءة: 23 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه مجموعة من الشهادات من مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وهذا نقل لها من أصحابها كما أوردوها:

المذيع: مُشاهدينا الكرام أهلًا بكم في هذه التّغطية العاجلة عبر الجزيرة مباشر من داخلِ مستشفى شهداء الأقصى والتي تشهد نوعًا ما من الاضطرابات خاصّة بما يتعلّق بالتّصعيد الحاصل بمحيط المستشفى ولكن فورَ وصولنا إلى هذا المكان تبيّن أن الآليات الإسرائيليّة انسحبت إلى المناطق الشرقيّة من دير البلح، بالإضافة إلى بعض الانسحابات لآليات الاحتلال من مُخيم البريج والمنطقة الشماليّة لمخيم النصيرات باتجاه وادي غزّة وأيضًا الانسحاب كان من مخيم المغازي وهناك حديث عن إطلاق النار من طائرات الكواد كابتر تجاه المواطنين ..

 عددٌ كبير من المواطنين تمكّن من التّوجه إلى مخيم البريج وبعضهم التقط عدد من الصور التي تكشفُ جرائم الإحتلال الإسرائيليّ بحقّ البُنية التحتيّة وبحقّ المنازل وأيضًا الشهداء الذين كانوا مُلقَون على الشوارع في مخيم البريج، وأيضًا تمّ الدخول من قِبل المواطنين إلى مخيم المغازي، قبل قليل أحد المواطنين دخل إلى المخيم وكان هناك مُحاولة لإطلاق النار عليه من قبل طائرات الكواد كابتر عند موقع كتيبة 13 في المدخل الثاني لمخيم المغازي..

على كلٍ الأوضاع حتى هذه اللحظة في المنطقة الوسطى تشهد تحليقًا مُكثفًا لطائرات الاستطلاع بالإضافة لطائرات ألف16 التي ما بين الحين والآخر تقوم بغاراتٍ بمناطق مختلفة من المنطقة الوُسطى، كان هناك  أيضًا استهدافات بمنطقة القرارة وقرية الزوايدة وقرية المصدر ولكن المعلومات التي وردت إلينا أنّ هناك حالة من الانسحاب لدى الدبابات الإسرائيلية التي كانت  قد توغّلت في المناطق التي ذكرناها سابقًا

 على كلٍ الوضع بمستشفى شهداء الأقصى حتى هذه اللحظة يشهد هدوءًا ولكن قبل قليل تم إحضار 4 شهداء على العربات التي تجرّها الحيوانات بعد مُضيّ عدد طويل من الأيام بمُكوثهم شهداء على الأرض في منطقة المصدر، تمّ إحضار 4 شهداء والآن حسب ما فهمنا، سيارات الإسعاف تمكّنت من الدخول إلى مخيم المغازي وتحاول البحث عن شهداء ومفقودين في تلك المناطق التي توغّل فيها الجيش الإسرائيلي، على كلٍّ الأوضاع في المنطقة الوسطى  حتى هذه اللحظة تشهد توترًا نوعًا ما ولكن الغريب هو قضية الانسحاب الإسرائيلي  من بعض المناطق التي توغّل فيها سواء كان مخيم البريج، مخيم المغازي وشمال مخيم النصيرات وأيضًا الهدوء نوعًا ما للقصف المدفعيّ من الدبابات الإسرائيليّة والمدفعية الإسرائيلية الموجودة على الحدود الشرقيّة.

دخول المواطنين لا يعني أن الإحتلال انسحب بالكامل من تلك المناطق ولكنَّ القصف المدفعي وطائرات الكواد كابتر التي تقنصُ المواطنين بمُختلف المناطق التي تحدّثنا عنها لا زال قائمًا حتى هذه اللحظة وبالتالي يمكن أن يكون هناك ترشيحًا لأعداد جديدة من الإصابات والشهداء في تلك المنطقة.

على كلٍّ، سنحاول التحدّث الآن مع الأطباء  الموجودين في مستشفى شهداء الأقصى بالإضافة إلى من تبقّى من النازحين والذين انتابتهم حالة من الرّعب والقلق والخوف بعد مرور إحدى الدبابات على شارع صلاح الدين باتجاه قرية المصدر وباتجاه أيضًا المدخل الرئيسي لشارع مستشفى شهداء الأقصى ولكن ما نؤكده الآن هي أن الأوضاع حتى هذه اللحظة هادئة ولا توجد أي آليات على طول شارع صلاح الدين مع امتداد شارع مستشفى شهداء الأقصى وأيضًا إلى منطقة المغازي والنصيرات والبريج.

سنتحدّث الآن مع الأستاذ عرفات وهو رئيس قسم الصحة النفسية، أستاذ عرفات يعني حتى هذه اللحظة نشهد حالة توتر وقلق في صفوفِ المواطنين، القصف العشوائي، النزوح العشوائي ـ أثّر  على كثير من العائلات ،هناك واقع نفسي صعب في قطاع غزّة، هل حدثتنا عن أوضاع الناس هنا في المنطقة الوسطى؟

الأستاذ عرفات: أخي الكريم كما تعلم أن قطاع غزّة تعرض لمجازر، إسرائيل أبادت الشعب الفلسطيني، حالة نزوح، حالة قلق، حالة خوف شديد في قطاع غزّة، حالة من التوتر حتى بدأ الشاهد الخدر العاطفي بدأ مع بعض الناس، لا تجده يتأثّر، فقد الخوف وفقد التوتر، والدماغ لا يستطيع أن يفسر هذا فدخل في مرحلة الخدر العاطفي، الكوادر الطبية مُنهكة، تشاهد الأشلاء ونحن نشاهد الأشلاء وحتى أنتم أخي الكريم تشاهدون الأشلاء يوميًا، لا فرق أن تعطي ابنك سيجارة وأنه تضره نفسيًا أو أن يكون ناجح في المستشفى ويرى الأشلاء يوميًا وهي تسبب له الضرر النفسي، أنا شخصيًا نازح في المستشفى، أنا وأبنائي لكن لا أستطيع أن أمنع أولادي أن يشاهدوا الأشلاء، الأشلاء موجودة في كل مكان، الوضع كارثي، أنا كخبير في الصحة النفسية أستطيع أن أقول لك أنه كل نظريات الصحة النفسية لا تستطيع أن تفسّر ماذا سيحدث في قطاع غزّة بعد الحرب، تم تدمير المستشفيات، لا يوجد مكان آمن..

حتى المساجد غير آمنة، حتى الكنائس غير آمنة المستشفيات، حتى مدارس الأمم المتحدة غير آمنة، تم استهداف الجميع، لا يوجد مكان آمن في القطاع، كل نظريات الصحة النفسية لا تستطيع أن تفسّر ماذا سيحدث، لذلك نحن نطالب بمستشفيات صحة نفسية ميدانية في قطاع غزّة بشكل عاجل، وخصوصًا بعد تدمير مستشفى الطب النفسي الوحيد في قطاع غزّة.

المرضى لا يوجد لهم دواء، مرضى الصحة النفسية أصلًا همة للآن بالشوارع، منهم من استشهد ومنهم من هو نازح ومنهم لا يوجد له أي أخبار.
المذيع: أستاذ عرفات، كونك خبير نفسي، دائمًا ما بعد الحروب غزّة يكون فيها برامج للرعاية النفسية وللدّعم النفسي وكانت للحروب السابقة، ولكن أمام هذه الحرب، ما الذي يلزم لغزة على الأقل إذا ما انتهت الحرب لإعادة ترميم الحالة النفسية للأطفال والنساء ولكل شيء في قطاع غزة؟


الأستاذ عرفات: بصراحة هذه الحرب نتائجها كارثية، لا يستطيع أحد أن يوصِف ماذا نريد بصراحة، لذلك نحن نطالب الجامعات العربية والجامعات الدولية والجامعات الغربية بضرورة أن تكون جميع رسائل الماجستير والدكتوراة وأبحاث العمل أن تخرج بتوصيات ماذا نستطيع أن نفعل مع أهالي قطاع غزّة من هول ما عايشوه خصوصًا بعد انقطاع الإتصال، أنا نازح هنا ولا يوجد اتصال، تقريبا إلى عشرة أيام لا أعرف أخبار عن أهلي، العقل بدأ يفكّر بأمور كبيرة، هل البيت تم قصفه؟ هل الأهل تم دفنهم بالمنطقة؟ لا أحد يعلم، لا يوجد أي أخبار، انقطاع الإتصالات جريمة كبيرة استخدمتها إسرائيل في قطاع غزّة، تزيد حالة من التوتر وحالة من القلق.

ناهيك عن المجاعة الموجودة في قطاع غزّة، تصوّر أن قطاع غزّة تقريبًا بعد مئة يوم يعيش على الأجبان، الأجبان النباتية التي تصل بها نسبة الكالسيوم إلى صفر بالمئة، لا يوجد وجبة غذائية، المجاعة لا تعني انقطاع الطعام والشراب الكلي، المجاعة تعني عدم توفر وجبة غذائية صحية في اليوم، أتحدى أن تكون هناك وجبة صحية في قطاع غزّة، الجميع لا يوجد له وجبة أساسية، قطاع غزة فيه تقريبًا سبعين ألف سيدة حامل، السيدة الحامل هي في حالة نمو، الطفل في حالة نمو نفسي وعاطفي وجسدي ولا يوجد وجبة غذائية، ناهيك عن التوتر، ناهيك عن القلق، طبعًا بعد الحرب ستكون الأمور كارثيّة، شاهدنا حالات، موجودة طبعًا بشكل كبير Post-traumatic stress disorder (حالات الصّدمة)

شاهدنا مثلث البول، شاهدنا التأتأة بالكلام والتكلم بطريقة طفولية..

المذيع: هناك عائلات أُبيدت وشُطبت من السجل المدنيّ، هناك عائلات لم يتبقى سوى طفل واحد مثلًا من العائلة، هذا الواقع النفسي على هذه العائلة أو هذا الطفل أو هذا المتبقي الوحيد من هذه العائلة، طبعًا هم كُثر وليس واحد أو اثنين، كيف يمكن أن يُعالَج بالمستقبل؟

الأستاذ رفعت : أخي الكريم أقولها بكل صراحة، كل مفردات الصحة النفسية وكل مفردات اللغة العربية لا تستطيع أن تُواسي من فقد جميع أفراد أسرته أو حتى من يريد شربة ماء ولا نستطيع أن نوفر له شربة ماء، شربة ماء لا تستطيع أن توفرها، قطاع غزّة في مجاعة، منذ مئة يوم تقريبًا ونحن في مجاعة حقيقية، الأمور كارثية، حتى المرضى بحاجة إلى تحويل، المرضى متكدّسون في المستشفيات وبحاجة إلى تحويل إلى الخارج

المذيع: يمكن أن نقول أن هناك زيادة في أعداد الذين يحتاجون إلى علاج نفسي ما بعد الحرب  أم أن غزّة كلها بحاجة إلى علاج نفسي؟

الأستاذ رفعت: بصراحة حتى نكون أكثر دقة هي تروما الحروب تصيب تقريبًا 22 بالمئة ممن شاهد الحرب أو ممن سمع عن الحرب، لكن لا نستطيع أن نخرج إلا أن تكون هناك أوراق عمل رسمية ومحكمة حتى تستطيع أن تقول لك ما هي النسبة  التي بحاجة، لذلك نحن نناشد الجامعات بضرورة أنه توجه جميع رسائل الماجستير والدكتوراة وأبحاث العمل إلى الحرب الأخيرة، نسأل الله أن تكون الأخيرة.

المذيع: بالنهاية أنت تحدّثت أن هناك تدمير في مستشفى الصحة النفسية، بالتالي كيف ستتعاملون في المستقبل؟

الأستاذ رفعت: بصراحة، نحن بحاجة لمستشفى طب نفسي ميداني على الأقل، المستشفيات دُمرت، المرضى في الشارع، لا يوجد أدوية، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزّة، وهذه جريمة كبيرة طبعًا أنه لا يوجد مكان آمن، حتى المصاب في المستشفى يتم قصف المستشفى، النزوح بشكل مستمر، حالة من التخبٌّط، نزوح يوميًا تقريبًا.

كل يوم نقل، حالة من الفوضى بقرارات الاحتلال الإسرائيلي، طبعًا ناهيك عن الخيم، ناهيك عن انتشار بعض الأمراض المعدية، ناهيك عن نزوح في المستشفى وهذه جريمة أكبر لم تحدث اصلًا على مرّ التاريخ ولم نسمعها ولم نقرأها بالكتب، أن الناس تنزح بالمستشفى بوسط الأمراض خصوصًا لعدم توفّر الطعام والشراب والمأكل والملبس ونحن بفصل الشتاء، وكما تكلم عنها ناسلون الحاجات الأساسية للإنسان هي المأكل والمشرب والملبس والأمن، غير موجود أصلًا وتكلم عنها الله رب العزة، قال :( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) طبعًا إسرائيل لم تُطعمنا ولم تؤمننا من الخوف

 المذيع: شكرًا جزيلًا أستاذ عرفات رئيس قسم الصحة النفسية الذي تحدث عن الواقع النفسي لسكان قطاع غزة ولأطفال قطاع غزة ونساء قطاع غزة، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي دمر المستشفى الوحيد   للصحة النفسية وبالتالي حتى  هذا المستشفى أتى عليه الاحتلال ودمّره بقذائف المدفعيّة وبالقصف من الطائرات الحربية.

على كُل مشاهدينا الكرام، الأوضاع الإنسانية بالتأكيد صعبة، نتحدث عن 800 ألف نازح أو 800 ألف مواطن متواجدين في مدينة غزة وشمال قطاع غزة لا يصلهم أي من الشاحنات الغذائية وبالتالي نتحدث أيضًا عن مليون و 900 ألف نازح بالإضافة لسكان رفح الأصليين يتواجدون في تلك المناطق الجنوبية في منطقة تل السلطان، هؤلاء بحاجة إلى غذاء ودواء وطعام.


وما نشهده من دخول للشّاحنات ما يقرب من 80 شاحنة، هذه الشاحنات لا تكفي لكل هؤلاء النازحين ولا تكفي حتى لسكان مدينة غزة وشمال قطاع غزة، المكتب الإعلامي الحكومي تحدث عن أن مدينة غزة وشمال قطاع غزة بحاجة لإدخال 600 شاحنة يوميًا من المواد الغذائية ولكن للأسف لم يدخل وما دخل من بعض الشاحنات تم إطلاق النار عليه من قبل الإحتلال الإسرائيلي وهذا يعني أن مدينة غزة وشمال قطاع غزة دخلوا في مجاعة حقيقية بسبب عدم وجود الغذاء ولا الدقيق الكافي حتى يأكلوا الخبز في تلك المناطق


أما في منطقة دير البلح وجنوب قطاع غزّة، الأوضاع نوعَا ما جيدة لكن الوجبات الغذائية التي تصل إلى الناس هي من المعلبات وهي ليست ذات قيمة غذائية وبالتالي نشهد كثيرًا من الأمراض ونشهد كثيرًا من الأوبئة داخل مكان أو خيام النازحين هنا في القطاع..

https://www.youtube.com/watch?v=DwA4qesu8cA

الوسوم

شارك


المصادر


x