شهادات من مخيم ساحة بلال غرب مدينة رفح



الوقت المقدر للقراءة: 34 دقيقة
منذ 8 أشهر

الصحفي: هنا في مخيم ساحة بلال إلى الغرب من مدينة رفح تحديدًا في منطقة تل السلطان في هذا المكان الذي يأوي هذه الخيام لهؤلاء النازحين، هنا من كل مناطق قطاع غزة، عشرات من الخيام هنا التي يحتويها هذا هذا المكان لأولئك الذين جاؤوا من كل مكان هنا في قطاع غزة، طبعًا سنحاول أن ندخل إلى طبيعة وواقع هؤلاء الناس الذين طبعًا يحاولون تدبير شؤون حياتهم اليومية، طبعًا هنا على الصاج في هذا المكان تحاول هذه المرأة طبعًا برفقة جارتها في الخيمة تدبير شؤون الحياة

(مخاطبًا المرأة) يعطيكِ العافية

المرأة: الله يعافيك يا خوي

الصحفي: كيف الوضع عندكم، الدنيا ساقعة وانتوا ع الصاج

المرأة: الحمدلله والله منيح منيح الحمدلله كل إشي بتهوّن بس عشان نطعم هالأولاد الحمدلله احنا احسن من غيرنا، والله لا يطوّلها شدّه علينا يا رب، وان شاء الله بنرجع لبيوتنا وبنرجع لأمورنا الطبيعية إن شاء الله يا رب..

الصحفي: إن شاء الله، قدّيش الكو هنا ومتى جيتوا؟

المرأة: والله إلنا هلقيت 93 يوم، احنا من أول الحرب اجينا، آه، كنت في الشمال اجيت ع تل الهوى، ومع أهلي نزحت لهان لرفح، قعدنا أول إشي بمدارس بعدين إجينا على الخيام، ما انبسطناش يعني ما تريحناش كنّا 7 عِيَل (عائلات) كلنا في نفس الصف، بعدين إشي ضل منهم في المدارس وإشي إجا هان، وهاي حال الحياة..

الصحفي: ايش اللي بيختلف المدارس عن هذا المكان؟

المرأة: هان أروق هدوء شويّة، في المدارس يعني ولادنا كانوا دايمًا عيّانين معاهم نزلة معوية وهان برضه في برد شغلات زي هيك بس بيضلّوا أهوَن من القرف تاع المدراس والحمّامات والهاد الشغلات

الصحافي: هو على صعيد تدبير الأكل والشرب والشغلات هذه، انتِ اليوم تعملي هذا الصاج الآن، انتِ قبل هيك كنتِ تعملي على النار على الحطب؟

المرأة: لا والله عمريش استخدمت النارأنا، عمريش استخدمتها بس هان صرنا كل إشي نعمل، اتعلّمنا

الصحافي: خلص تأقلمتوا؟

المرأة: آه خلص إتأقلمنا ع الوضع، بنولّع نار بنسخّن لأولادنا ميّة يتحمّموا، بنعجن بنطبخ وبنغسل هان كلّه بنفس الخيمة، يعني صرنا ندبّر حالنا، اول ما إجينا كان كلّ شيء صعب علينا، بس تأقلمنا شوية، ايش بدنا نعمل الحياة وبدها تمشي..

الصحفي: وكيف بيصير التأقلم عادةً؟

المرأة: والله يعني لمّا نلاقي الإشي كل يوم نفس الموّال اللي بنّام فيه بنصبح فيه، عجين غسيل بدنا ندبّر ولادنا، بدنا نطعميهم بدنا ننضف عليهم، وهاي أمور الحياة عادي كنّا في البيوت نفس الشغلة عاملين وهون بدنا نتأقلم كأننا في البيت لأنه الحال طوّل 

الصحفي: طوّلت

المرأة: آه والله طوّلت

الصحافي: طيب انتي خيمتك وين؟

المرأة: هيها 4

الصحافي: ايش وضعها، ايش مقاسها، ايش..

المرأة: والله أنا بنص خيمة أنا قاعدة مش بخيمة كاملة

الصحفي: في حد فيها؟

المرأة: لا ما مش موجود حدا هي تفضّل

الصحفي: هيدخل زميلنا المصوّر وانتِ اوصفيلنا الوضع فيها

المرأة: ماشي، بس عشان بخبز أنا..

الصحفي: ماشي اوصفيلنا وانتِ هنا انتِ عارفة، حافظاها.. 

المرأة: آه، أول ما أعدّي هي  حاطّة الحرامات جنب، وأواعي ولادي جنبهم، وبنّام أنا وولادي هيك 6 أنفار دوبها يعني اللي سايعانا والله، حتى في ضياق كمان بنكون نايمين، وهاي حاطّة الحطب هان والجلة  برّه ع بنك، وبغسل وبجلي هان، زي ما انت شايف هيها والله ما هي سيعانا بس ايش بدنا نعمل 

الصحفي: كيف أولادك مع المطرة، كم ولد معك؟

المرأة: هيها معايا 3 بنات وولد

الصحفي: مع المطر والسقعة؟

المرأة: والله كانت عيّانة (مريضة) لسّا اليوم صحتها شوية ردّت، كان معاها نزلة معوية من البرد ودايمًا إسهال ونتق معاها، يعني مالهاش غير اليوم وامبارح منعنشة البنت 

الصحفي: ألف سلامة عليها

المرأة: الله يسلّمك يا رب

الصحافي: شكرًا إلِك

(الصحفي يتجوّل في المكان ويوجّه الحديث إلى أحد الأطفال)

خلينا نكمّل، كيف حالك؟

الطفلة: الحمدلله

الصحفي: ايش اخبارك؟

الطفلة: تمام

الصحفي: ايش الوضع عندِك، كيف كيف الحياة في الخِيَم؟

الطفلة: الحياة في الخِيَم صعبة كتير، إنه سقعة في الخيمة، إنه الجو برد كتير، الأكل مش متوفر، الطحين مش متوفر، يعني غالي الطحين كتير، طبعًا زي ما انت شايف

الصحفي: كيف بتلعبوا وتروحوا؟

الطفلة: بنقعد هنا في هيك وسَع، فبنلعب فيهم 

الصحفي: بتدبّروا حالكم

الطفلة: آه يعني هيك شويه شويه بندبّر حالنا

الصحفي: يعطيك العافية 

الطفلة: الله يعافيك

الصحافي: شكرًا جزيلًا إلِك طبعًا

(يوجّه حديثه لطفلة أخرى)

خبازة صغيرة انتِ، انتِ أصغر خبازة في البلد، ايش بتعملي؟

الطفلة: والله زي ما انت شايف، بنعمل فراشيح (سندويشات) ماعمرناش اتخيلنا انه نوصل لهذي الحالة يعني، كان كل إشي متوفر في البيت وحياة وعيشة، هان يعني كل ما بدنا نسخّن ميّة نولّع نار.. ويعني زي ما انت شايف، حياة صعبة كتير، أكل مش متوفر، حرامات مش متوفرة، كتير سقعة، زيـ..

الصحافي: انتي بتقولي عمركيش توقعتي تيجي هان

الطفلة: آه

الصحافي: ايش اللي صار بالضبط

الطفلة: أول إشي لمّا حكولنا أخلوا الشمال إجينا هان وعاد تأقلمنا على الحياة يعني، تأقلمنا إنه نولّع نار كل يوم ونعمل أكل

الصحفي: انتِ ايش دورك هنا بالضبط؟

الطفلة: قاعدة بساعد أمي

(الأم تشارك بالحديث): بتجلي معي، بتخبز معي، بتصف على ايد العجين، بتنشر الغسيل وبتغسل كتير يعني بنركن عليها هي وأختها زي الصبايا، أنا كنت معوّداهم في البيت هيك يساعدوني

الصحفي: بس كبروا عن سنّهم الحقيقي..

الأم: آه كبروا طبعًا، الحياة اللي مرينا فيها كبّرتهم كتيرعن سنّهم 

الصحفي: والدخنة هان والأمر على فكرة..

الأم: تعوّدوا والله تعوّدوا، احنا بنعرف إن كل هذا بيضرّ بصحتهم بس مفيش مفر يعني

(تتحدث مع أحد الأطفال عن العجين) هذا خِرِب يا جنى ارميه يا ماما 

الصحافي: ليش خرب

الأم: نشف، النار بتضلّها تطفي، مش مساعدة النار، الحطب مش ناشف 

الصحافي: ما وفرتوش غاز مع الغاز اللي أجا؟

الأم: لا والله لسّه ماطلعش اسم جوزي، هو سجّل بس لسا ما طلع اسمه، بعدين لو توفّر الغاز لا في معنا جرّة ولا في معنا غاز من وين بدنا نجيب

الصحافي: بس اسم بدون..

الأم: آه والله حكى من هلّأ يومها بندبّر، بنحاول نشوف من هان ومن هان، جرّة غاز مع أنبوبة يعني ندبّلا..

الصحفي: لمّا طلعتوا من الشمال ايش جبتوا معاكو؟

الأم: ولا إشي والله، طلعنا في الأواعي الصيفي حتى ما كانش معانا ولا أواعي شتوي ولا إشي، لمّا إجينا هان شرينا أول ما إجينا من البالة لكل واحد غيارين من الأولاد، بعدين كل إشي صار غالي وكل إشي صار نار مش قادرين نوفّر لهم إشي وع هيك عايشين الحمدلله 

الصحافي: من البالة؟

الأم: آه والله، من البالة، جبنالهم كل واحد غيارين يتدفّوا هالصغار 

الصحفي: أواعي مستخدمة؟

الأم: آه آه.. كل إشي انقطع، مفشّي إشي 

الصحفي: لا بالة ولا جديد؟

الأم: لا ولا بالة ولا جديد، ولو فيه كلّه نار، اذا الأكل مولّع نار ايش بدنا نعمل في اللبس 

الصحفي: الأسعار؟

الأم: آه والله 

الصحفي: يعطيكم العافية

الأم: الله يعافيك

الصحفي: الأجواء طبعًا هنا زي ما احنا شايفين في هذا المكان، الأطفال الموجودين، النار

(يوجّه حديثه للطفلة عن العجين): ديري بالك قبل شوي ما ضبَط الرغيف ليش؟

الطفلة: النار بتضلّها تطفي زي ما انت شايف يعني 

الصحفي: ايش مش عارفة تضبطي النار؟

الطفلة: والله بالعافية بندبّرخشب للنار يعني بنتعب بنتعب الحياة صعبة كتير يعني 

الصحفي: انتو الأطفال مكانكم الحقيقي تلعبوا وتلهوا وتروحوا وتيجوا، اختلفت الحياة نسيتوا اللعب أشوف

الطفلة: كتير اختلفت كتير، هلقيت مثلًا بنروح نجيب خشب، كرتون للنار، وهيك حياتنا 

الصحفي: حاسّك مش مبسوطة انتِ

الطفلة: (تتنهّد)

الصحفي: بتتنهّدي

الطفلة: حياة صعبة والله 

الصحفي: صف ايش انتِ؟

الطفلة: خامس

الصحفي: اشتقتي للمدرسة ورجعه لصحباتك ومعلماتك، ايش بتذكّري من هذه الأيام 

الطفلة: أيام كانت حلوة يعني كتير، ما كنّاش في أيام صعبة زي هيك، كنّاش نعاني يعني، كان كل إشي متوفّر، كان كل إشي متوفّر بس هلقيت ما فيش إشي متوفّر، أكل مش متوفّر ملابس مش متوفّرة، الطحين مافيش إشي متوفّر ولا إشي..

الصحفي: إن شاء الله بيتوفّر كلّه

الطفلة: إن شااء الله يا رب

الصحفي: شكرًا جزيلًا إلِك، اسيبكوا هنا تكمّلوا هذا المجهود صراحةً اللي عمّال بيقوم بيه الأطفال في هذا المكان، واخْتَلْفَت الأدوار، مش دورهم وكبروا عن سنْهم بهذا الشكل وبهذه الطريقة.. 

خلينا نروح نشوف أيضًا في خيام أخرى في هذا المكان ومحاولة استطلاع الأوضاع هنا في داخل خيام النازحين..

(مخاطبًا أحد الأطفال) تعالي حاسّك بدّك تحكي تعالي، كيف حالِك؟

الطفلة: الحمد لله

الصحافي: ايش اخبارِك؟

الطفلة: كويسين

الصحفي: من وين انتِ؟

الطفلة: من غزة الشيخ رضوان

الصحفي: ايش بتتذكّري عن الشيخ رضوان وغزة وبيتكم القديم

الطفلة: والله الوضع هلقيت صعب جدًا، كل إشي رمل، كنّا في دارنا عايشين حياة صعبة، وحتى ستّي توفّت كمان في الحرب 

الصحفي: وقت ايش توفّت؟

الطفلة: في الحرب يعني، في شهر 11 بس مش متذّكرة ايش تاريخ 11

الصحفي: توفّت عندكم هنا ولّا وين؟

الطفلة: لا في الشمال، توفّت في المستشفى 

الصحفي: ومعرفتوش تودّعوها؟

الطفلة: ماعرفناش، ما ودعناهاش، كنّا هان، وهَيْنَا قاعدين

الصحفي: كيف قاعدين، كيف مرتبين أموركوا، كيف بتمشّوا حياتكوا؟

الطفلة: كويسين الحمدلله بس الوضع صعب جدًا لا أكل لا شرب متوفّر، الميّه لمّا بدنا نعبيها 2 شيكل حق القلن (إبريق الماء) حتى مش حق قلن.. قربه، والقلن 3 شيكل بـ 4 شيكل، الخشب لمّا بنجيبه الحطب بابا بيروح على الحدود المصرية عشان يوفّر الحطب يعني ونعمل أكل، كيلو الملح كان يكون بـ 20 صار بشيكل روحنا جيبنا، صار الملح يتوفّر بطّل الأكل يتوفّر، سب إنه يجيبولنا أكل، فِشّ 

الصحفي: بس بتقوليلي والدك بيروح على الحدود المصرية بعيد المكان هاذ؟

الطفلة: آه عشان يوفّر الحطب حتى كمان ولاد عمّتي كمان جابوا برضه حطب في واحد مصري هيكا ناولهم في بيكون سياج ناولهم علبة حلاوة شارك كلهم مع بعض وأكلوها 

الصحفي: انتي قديش عمرِك؟

الطفلة: 10 سنين

الصحفي: 10 سنين، بصف؟

الطفلة: خامس

الصحافي: صف خامس، متضايقة كتير انتِ من هذا الواقع؟

الطفلة: آه 

الصحفي: تشعروا إن عمركم كبر عن عمركم الحقيقي؟

الطفلة: آه كتير، لمّا بنروح بنجلي كمان بنترجّى الشيخ إنه يجيبلنا ميّة، الشيخ لمّا بيجيبلنا الميّة بذل 

الصحفي: بحياتكم انقلبت

الطفلة: كتير، ايش بدنا نعمل، بدنا نلاحق الشيوخ ولّا بدنا نشرب ورا مين

الصحفي: بس أنا بدّي منّك هيكا حاسّك كتير متضايقة ومخنوقة وهيكا، شوية هيك خفّفي عن نفسِك ما تضغطيش حالك

الطفلة: مخففة كتير أنا، حتى ماما وبابا احنا متقاتلين مع عمتى يعني، احنا هنا ورا، قسمنا الخيمة نصّين 

الصحفي: الكل مضغوط والحياة كتير مشاكل فيها

الطفلة: كتير

الصحفي: ان شاء الله بيتغيّر الحال، كيف ممكن يتغيّر هذا الحال؟

الطفلة: نرجع ع بيوتنا، نقعد في دارنا، يتوفّرلنا الأكل والشرب، ترجع حياتنا الطبيعية، مش هيكا أهل الجنوب كمان مش حاسّين فينا..

الصحفي: ايش اسمِك؟

الطفلة: جنى

الصحفي: جنى؟

الطفلة: آه

الصحفي: شكرًا يا جنى

الطفلة: عفوًا

الصحفي: يعطيكِ العافية شكرًا جزيًلا إلِك..

(يكمل الصحفي جولته في المكان)  إن شاء لله هذا الإحباط  لدى الأطفال يتحوّل إلى أمل صراحةً هنا يعني حالة من الإحباط الشديد للأطفال هنا بعدما تغيّرت أدوارهم في الحياة ونحن..

(مخاطبًا أحد المواطنين) السلام عليكم، كيف حالِك؟

المواطنة: الله يسلمك يمّا الله يرضى عليك

الصحفي: ايش اخبارِك؟

المواطنة: تمام الحمد لله كويسين

الصحفي: بدّك إيانا نشوف ايش؟

المواطنة:3 عِيَلْ (عائلات) في خيمة

الصحفي: يا ساتر يلّا يا ساتر بسم الله، بسم الله الرحمن الرحيم (يدخل الخيمة) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(يخاطب رجل بداخل الخيمة) يعطيك العافية

الرجل: الله يعافيك

الصحفي: ايش الوضع، ما شاء الله ما شاء الله، احنا بعد إذنكم داخلين ها، يعطيكم العافية، طبعًا هنا الوصف، مين حابب يحكي

(يخاطب المواطنة) طب احكيلنا، تعالي احكيلنا انتِ مندوبة الاعلام 

المواطنة: لا يمّا أنا معهم جدّتهم 

الصحفي: طيب ماشي احكيلنا يا جدّتهم ايش الوضع هنا؟

المواطنة: والله هذا.. الحمد لله ما انت شايف يعني الوضع ايش الوضع، يكون في خيمة على 3 عِيَلْ (عائلات) فوق بعضهم يعني مفشّي وسع وما فشّي يعني فراش لَإِلْهم

(تخاطب الطفل) بس يا ستو ع مهلك

الصحفي: بس 3 عِيَلْ والعدد كبير في خيمة 3 في 3 يعني الوضع مش مش يعني مش مناسق 

المواطنة: مش مناسق بالمرة انت شايف الوضع اللي احنا فيه وشايف الخيمة اللي فاتحينها غاد للخبز وللمطبخ ولكل إشي، ما فشّي ما فيش وسع يعني إشي، وهذا هنّ البنات قعدن بسلِم في حالهم في ها الشد وهاي الوضع ها 3 عِيَلْ ولسّه نصهم شباب برّه ماجوش هانا 

الصحفي: آه طلعوا شفت أنا لاحظت إنهم بيطلعوا، عمليًّا بيضل اللي جوّا البنات والأطفال

المواطنة: آه موجود آه الموجودين البنات وكناينّا (زوجات الأبناء) موجودات هانا والشباب أحيانًا بيجوا هان وأحيانًا بيلاقوش مطرح بيضطرّوا يجوا هانا يناموا، بيضطرّوا يروحوا في الجامع، بيضطرّوا يروحوا وين ما كان، ايش بدنا نعمل هاي وضعنا 

الصحفي: هروب من الواقع

المواطنة: آآه الله يقطع الواقع اللي وصلنا لها الدرجة هذي يمّا 

الصحفي: واقع سيئ

المواطنة: أسوأ ما تخيّله الإنسان 

الصحفي: ما توقعتيش إنّه في يوم تعيشي هذه الأجواء؟

المواطنة: لا أبدًا مستحيل بس يلّا أمر الله علينا الحمدلله، احنا عايشين وبنضل عايشين هذا احنا، أحسن..

الصحفي: المهم انتو كلكم بخير؟

المواطنة: الحمدلله بحمد الله الحمدلله هينا بخير كويسين 

الصحفي: الحمدلله أهم شيء سلامتكم وان شاء الله بترجعوا

نروح لبركتنا الراجل الطيب كيف حالك؟

الرجل: حياك الله، الله يبارك فيك 

الصحفي: ايش اخبارك يا ابو عمر؟

الرجل: حياك الله، الله يبارك فيك

الصحفي: ايش انت كبير القعدة هنا

الرجل: يعني تقريبًا

الصحفي: ايش الوضع في هانا؟ ايش هذي بيسمّوها الشدة (ورق اللعب - الكوتشينة)

الرجل: آه هذا الأولاد الصغار هيك بنلهّيهم بالإشي هذا عشان مايفكروش كتير 

الصحفي: مضغوطين الأطفال

الرجل: كلنا مضغوطين مش الأطفال بس كل الموجودين مضغوطين، فشّي إشي يعني زي الواحد زي ما كان ساكن في داره، كل إشي في نقص في كل إشي تقريبًا حتى في الفرشات انت شايف يعني كل الفرشات هذي بتكفّيناش والسقعة الجاية والأمور هذي فيلّا يلّا الواحد يمشّي أموره 

الصحفي: إن شاء الله بيتغيّر الحال 

الرجل: إن شاء الله بيتغيّر الحال إن شاء الله

الصحفي: يعطيك العافية،عدد كبير إن شاء الله فيهم البركة، إن شاء الله بتغيّر هذا الواقع

نحاول أيضًا أن ننتقل لخيمة أخرى، (مخاطبًا كل من في الخيمة) السلام عليكم، يعطيكم العافية 

(يتحرك لخيمة أخرى) نروح لخيمة أخرى في هذا المكان أو نتجوّل بين هذه الخيام في هذا المكان هنا هذه الممرّات الضيقة في هذه الآونة ونحن..

(صوت أطفال ينشدون في أحد الخيام) طيب نحاول ندخل

(مخاطبًا مواطنة أمام الخيمة) يعطيكِ العافية

المواطنة: الله يعافيك

الصحفي: كيف الوضع؟

المواطنة: والله ماشي، مدبّرين حالنا 

الصحفي: ايش وين رايحين، بشوفِك شاده الهمّة وطالعة

المواطنة: لا والله رايحة ع دارأهله لجوزي هان، بدّي أروح أطُلّ عليهم 

الصحفي: في لسه زيارات رغم النزوح إلّا إنه في زيارات وشغلات زي هيك 

المواطنة: لا من مدرسة لمدرسة احنا كنّا نازحين هان، بروح عليهم على مدرسة، من مدرسة لمدرسة يعني مفيش ويننا نزور، نازحين من بيت لاهيا 

الصحفي: متى جيتوا؟

المواطنة: احنا جينا في أول الحرب، احنا بيت لاهيا على الحدود، وهانا زي ما انت شايف كل عيشتنا نزوح في نزوح ومعاناة 

الصحفي: قادرين؟

المواطنة: والله احنا بنحاول لإنه الوضع أصلًا هانا زي ما انت شايف، مافيش حاجة متوفّرة، كل إشي مقطوع، زي ما انت شايف، الأكل حتى بنعمله على النار وأوقات مافيش حطب كمان مش متوفّر لإنه كتير هانا صار الناس يجوا وينزحموا كلهم في منطقة واحدة في رفح لإنه أكتر منطقة هان بيقولوا إنها آمنة وإشي زي هيك.. 

الصحفي: طب هي آمنة؟

المواطنة: والله الله أعلم عننا هان احنا قاعدين هان الحامي ربنا تحت حماية ربنا احنا لأنه اليهود واسرائيل معلناها حرب والحرب على الكل 

الصحافي: يعطيكِ العافية

المواطنة: الله يعافيك ربنا..

الصحافي: يلّا نسيبك تلحقي تزوري وتروحوا هذا المكان…

انتهى.

https://www.youtube.com/watch?v=Y5zRZZ5rOfk

الوسوم

شارك


المصادر


x