شهادة الطبيبة أميرة العسولي على إنقاذها لشابّ رغم خطر القناصة في مجمع ناصر الطبي



الوقت المقدر للقراءة: 8 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الطبيبة أميرة العسولي والتي خاطرت بحياتها لإنقاذ شاب قنصه الاحتلال الإسرائيليّ على مدخل مستشفى ناصر الطبيّ في خانيونس يوم 10 فبراير 2024، وهذه الشهادة نقلًا عن مقابلات الطبيبة الإعلامية:

شاب استشهد أمامها وشاب أنقذته 

الدّكتورة أميرة محمود العسولي، استشارية نساء وولادة، كنت بعمل في مجمّع ناصر ودلوقتي (الآن) متقاعدة مبكر، ودلوقتي متطوعة من الناس الصامدة في مجمع ناصر ضمن الطاقم الطبي.

أوّل إشي إحنا رسالتنا معروفة يعني من يومة ما تخرجنا وإحنا قسم..قسم إنه أي إنسان محتاج أي مساعدة واجبي إني أنا ما أدور على نفسي (أبحث عن مصلحتي) وأدور على إنقاذ الآخرين، هاد مدبلج في عقولنا، مش إشي جديد يعني.

استشهد واحد تحت شبّاكي، ونزلت تحت ع أساس أساعده، لقيت الدكتور محمد أبو لحية جاي برضو إنّه يساعده ويطلعه، طلعناه مع بعض ووديناه، وللأسف اكتشفنا إنّه هو استشهد.

بعرف إنه كاين إلكو فترة يعني إنكو تحاولوا إنكم تطلعوه (تقصد المصاب) بس عشان الكواد كابتر (طائرة مسيّرة إسرائيليّة تستخدم كقنّاصات قاتلة) خايفين، وسبحان الله ربنا نزع الخوف من قلبي، إذا أحسّ إنّه في حدا محتاج أي مساعدة مش رح أفكر في ثانية في نفسي، رح أفكّر في إنّه أنقذ الناس.

القنّاصة إلي قنصت الشب إلي كان تحت وقنصتنا ووجهت مباشرة مباشرة مش كواد كابتر، هذا قنص مباشر تجاه مبارك وتجاه مجمّع ناصر، وربّي ستر عليّا، وبدل ما تيجيني الرصاصة إجت بالشّهيد إلّي واللهِ حضرته وسمعته وهو ينطق الشهادة!

حديث الطبيبة أميرة مع الشاب المصاب 

جريت زي ما إنتو شفتوا بالكاميرا، واكتشفت إنه عايش، وصرت أصوّت (أنادي) عليهم: "الحمد لله عايش الحمد لله"، ما تتوقع قديش الفرحة إلي أصابتني في اللحظة هادي، إني أنا شفت واحد عايش  ممكن أنقذه مش شهيد، يعني مش إنسان ممكن إني أنا ما أقدرش أنقذه، والحمد لله طبعًا بعد ما أنا وصلت الدكتور محمد أبو لحية جزاه الله ألف خير لحقني، ولحقوني تنين شباب كمان وجبنا (أحضرنا) حمّالة.

المذيع: ما هي حالة الشخص الذي أنقذته أنت ومن معك؟

الحمد لله حالة المريض كويسة، بس أول ما شافني حكالي جملة وحدة: "هو أنا ح تقطعوا رجليّا؟"، قلتله لا تقلقش، مش هنقطع رجليك، ولقيته للأمانة بحاول ينقذ حاله، وجايب الجاكيت وحاطه حوالين رجليه، رجليه كانت كلها دم ومجروحة، بس الظاهر إن الشباب لغاية ما أنا أوصل كانوا فهموه كيف يتعامل يعمل ضغط عن طريق إنه يجيب جاكيت، ويقلل نسبة النزيف، فطبعًا كان في حالة يرثى لها. 

العودة إلى غزة لخدمتها 

بقدرش أصلًا ما أنقذوش، يعني الحين لو تصاوب أي إنسان بعده أو قبله مش رح أقدر أتفرج عليه وما أنقذوش، هادي طبيعتنا إحنا كأطباء، بديش أقول إنه كل الأطباء زيي (مثلي)، بس معظمنا، أنا أصلًا رجعت من مصر على غزة لإني مش قادرة أتحمل إنه أهلي بعانوا وناسي بعانوا وأولاد بلدي بعانوا وأنا ما بعاني.

المناظر إلي كنت أشوفها خمسين يوم أو تسعة وأربعين يوم إلي عشتهم بمصر في أثناء الحرب بتخلي (تجعل) الواحد مش قادر إنه حتى يشرب ميّة (ماء)، وهو حاسس إنه في غيره مش قادر يشرب ميّة، فطبيعي جدًّا جدًّا إنه يكون أملي إني أقل شيء أقدر أقدمه إني أرجع للخدمة، وضع ما فيش فيه أصلًا موظفين!

شهادة الشاب الذي أنقذته الطبيبة
أنا اسمي إبراهيم صابر سلامة، كنت نايم فجأة تقريبًا الساعة يمكن طناش ونص وحدة في الليل سمعت صوت إطلاق نار، طلعت برّا (إلى الخارج) أشوف الإصابات، لمّا طلعت برّا لقيت في واحد كان قاعد ومصاب وبصرخ، وكان في شهيد عالباب، لما أنا طلعت أروح أجيبه فجأة الكوادكابتر أو القنّاص طخ عليّا.

أجتني طلقتين هنا في رجلي وطحت (وقعت) عالأرض، ضليت أنا أصرخ وأنادي عالناس، مش قادر خلص، والله وبعدين في دكتور نادى علي قلي اربط رجلك، رحت ربطت رجلي وضليتني قاعد، أجتني يا ربي امرأة، قعدت تنادي على الشباب هذا عايش، أجو شالوني ودخلوني جوا، الله يسعدها يا رب الدكتورة هي إلي ساعدتني.


الوسوم

شارك


المصادر


x