شهادة والدة الطفل فارس زقوت عن معاناته من الصمم في ظلّ الحرب



الوقت المقدر للقراءة: 19 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة والدة الطفل فارس زقوت حول معاناة ولدها فارس من الصمم خاصة في ظروف الحرب وانقطاع الكهرباء ما حال دون عمل جهاز السمع الخاص به ليعجز فارس عن السمع لقرابة الأربعة أشهر من تاريخ التقرير الذي نشرته الجزيرة مباشر في 30 يناير 2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت:

المراسل: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام عبر شاشة قناة الجزيرة مباشر يتجدد اللقاء بكم من شمال قطاع غزة، نحن الآن نتواجد في منطقة مشروع بيت لاهيا، المنطقة التي قصفها الاحتلال واقتحمها الاحتلال لكننا نرصد اليوم الآثار الجانبية لهذا العدوان وربما الآثار المباشرة رصدناها عبر الجزيرة مباشر بشكل متواصل.

اليوم نقف عند قصة الطفل فارس زقّوت والذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، فارس كان يعاني من الصمّ وأجرَى عملية زراعة قوقعة في قطاع غزة، لكن هذه العملية لها استحقاقات وخاصة للجهاز الذي يستخدمه فارس، بات فارس أكثر خطورة في ظل هذا العدوان وفي ظل عدم توفّر التيار الكهربائي الذي يؤثر على حياة فارس بشكل كبير.

سنتعرف أكثر على قصة فارس وعائلته بعد أن ندخل إلى بيتهم حيث هذا البيت الذي دمّره الاحتلال ودمّر المنطقة وقصفها عدة مرّات ربّما هذا البيت أيضاً كان شاهداً على عنجهية الاحتلال بحق المواطنين في منطقة شمال قطاع غزة وفي منطقة المشروع تحديداً حيث القصف الكثيف الذي تعرضت له هذه المنطقة.

سنتعرف أكثر على قضية وقصة الطفل فارس زقّوت برفقة والدته التي ستعطينا معلومات أكثر حول ما يتعلق بالحالة الصحية لفارس ومعاناته.. أم فارس بعد أن أرحّب بك عبر قناة الجزيرة مباشر، ايش اللي صار مع فارس؟

أم فارس: فارس زقّوت زارع قوقعة من تقريباً منذ 4 سنوات، اللي زرعوله إياها مستشفى حمد القطري، طبعاً كانت مجانية منهم للطفل، بعدين صار ياخد جلسات مرتين في الأسبوع في المستشفى أو 3 مرات حسب يعني، إذا لاقوه متحسّن بيدّوه جلستين إذا هذا أو 3، فمشكلة الاحتلال الإسرائيلي صار عنده الولد عجز في إنّه يسمع.

أول حاجة لازم الطفل لازم نشحن له جهاز الرطوبة يومياً 4 ساعات، طبعاً هذا فش منه لأنه فشّي تيار كهربائي، لازم البطارية تِنْحَط في الجهاز هذا كل يوم 8 ساعات، والجهاز طبعاً إجينا نشغّلّه إياه حالياً في الوقت الحالي صار عطلان، ليش، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

المراسل: هذا الجهاز ايش فيه، هذا الجهاز اللي في العلبة؟

أم فارس: هذا جهاز الرطوبة اللي بينحط في دانه (آذانه)، طبعاً في قوقعة في رأسه عن طريقها بيسمع، حالياً هلقيت إلُه 4 شهور فارس بيسمعش.

المراسل: المشكلة تكمُن فقط في إنّه ما في تيار كهربائي لشحن هذه الأجهزة؟

أم فارس: فشّي تيار كهربائي، وفشّي طبعاً .. حيأثّر على مستقبله لأنّه فشّي جلسات، والجلسات كانت تحسّن من التأهيل السمعي عنده، هلقيت صارت عنده مشكلة إنّه في كل حاجه عنيد الطفل مش بسهولة بأتعامل معاه.

المراسل: كيف بتعامل فارس مع أفراد الأسرة، مع أخوته تحديداً والأطفال اللي في عمره؟

أم فارس: هو عنيد، بيصرّخ، كل اشي هلقيت حالياً بيصرخ، من قبل ممكن كان يستوعب لمّا كان مثلاً ننادي عليه أعطي أخوك كذا سيب كذا يسمع، هلقيت فشّي، بيسمعش.

المراسل: يعني الآن لو تحدّثت معه ما بيسمعني؟ - متوجهاً بالحديث إلى فارس - فارس كيف حالك يا بطل؟ كيف حالك يا عمّو؟ (الطفل يزيح يد المراسل بالميكروفون بعيداً عنه ولا يردّ عليه) - متوجهاً إلى الأم - ما بدّه يحكي معنا؟

أم فارس: مش عارف ايش بتحكيله.

المراسل: طب أم فارس هذا الأمر كيف يؤثر على حياته مستقبلاً؟

أم فارس: هي هيتراجع الطفل يعني، هو أصلاً تقريباً كل شهر كان ياخد جلسات مثلاً تقريباً 8 جلسات أو 10 جلسات نحسّ إنّه تحسّن 20%، هلقيت الـ 20% راحوا، يعني أنا لو بدّي أحسّ مثلاً زي قبل، لأ.

المراسل: نعم، يعني المشكلة تكمن الآن في عدم توفّر تيار كهربائي لشحن هذه الأجهزة وتشغيلها وكمان عدم توفّر المستشفى.

أم فارس: المستشفى نفسها أصلاً أنا سمعت إنّه أنا بعرفش إنّه بيحكوا إنّها اتضرّرت أو الاحتلال الصهيوني فاتها دمّر فيها، فهلقيت فشي جلسات حتى لو بعد صار حلول أو كذا طبعاً مش حياخد جلسات حالياً إلّا إذا صار بنوا مستشفى جديد وصار يروح عليها.

(الطفل يحاول لمس المايك)

المراسل: يعني فارس يبدو عاجبه المايك هذا الصغير، إن شاء الله بيصير بيتحدث يعني وأشطر منّا إن شاء الله. لكن انتوا كأسرة الآن، خايفين كثير على حياته رغم إنّه في عدوان، في قصف، في إطلاق نار، هو ما بيسمعه الآن.

أم فارس: ما بيسمع، يعني ممكن أي وقت مثلاً تمشي سيارة عند باب الدار أو دبابة أو جيب أو أي حاجة وما يسمع، مايسمعش الطفل.

المراسل: فيما يتعلّق في المستشفى القطري، مستشفى حمد، كان يقدم لكم هاي الخدمات يعني بشكل مستمر، من أي سنة وفارس بيتابع في المستشفى؟

أم فارس: من سنة ونص عمل عملية القوقعة، ومن سنة ونص وهو بياخد جلسات.

المراسل: كم عمره الآن؟

أم فارس: 6 سنوات.

المراسل: العمر كلّه ان شاء الله، في ظل العدوان وظل هذا القصف القريب من منطقتكم وبيتكم تماماً، يعني ربما قصف ملاصق تماماً للبيت واتضرّر البيت بكل تأكيد، كيف فارس عايش هاي الأجواء وانتوا كأسرة وكنتوا يعني تتابعوا في قضية فارس؟

أم فارس: احنا صراحة خفنا كتير ليش، لانّه احنا كنّا نايمين والساعة 2 في الليل سمعنا صوت قزاز بيهيل (يتساقط) وميّه بتنكبّ وسحبنا حالنا وطلعنا من الدار الساعة 2 في الليل، من قصف اليهود، وغيرها انّه كان في براميل صوت عالية لمّا حاصرونا، لمّا فاتوا علينا، يعني كتير بقينا دائماً بدناش بس فارس.. أهم إشي فارس ما يقفش على الشبّاك لأنّه بيسمعش.

المراسل: كنتوا تخافوا عليه من إطلاق النار على الشبّاك؟

أم فارس: كتير آه.

المراسل: طيب، أم فارس يعني الآن ربما فارس يعني اختلفت حياته، فيما لو ظل يستخدم هذه الأجهزة بالشكل الصحيح، كيف حتكون حياته الآن؟

أم فارس: هو بالسمع يعني الواد ذكي ممكن يتعلّم، بيفهم كتير، ممكن يجي يشرحلي ايش بيصير في الشارع عن طريق يعني ممكن يحكي شويه وممكن يعني إشارات.

المراسل: طب الآن كيف تتعاملوا معه طالما إنّه ما بيسمع الآن؟

أم فارس: أنا بتعامل معاه بإشارات وأنا متغلّبة معاه كتير بالوقت هذا لانّه بيلبسش السمّاعة، لمّا بيلبسها بيريّحني أنا كأم.

المراسل: كأم الآن، وكأسرة ايش هي رسالتكوا بعد إنّه يعني رأيتوا حالة التراجع اللي بيمر فيها فارس؟

أم فارس: والله أنا بناشد جميع العالم، الأمّة العربية، دولة قطر إنّهم يشوفوا حل لهالأطفال، مش بس على قد فارس، في أطفال كتير بيعانوا من مشكلة السمع وغيرها، فإن شاء الله يكون في حلول يا رب على يد الله ويَدْهُم إن شاء الله.

المراسل: طب ربما أيضاً نتحدث عن هذا القضية، قضية فارس مش هو الوحيد اللي في قطاع غزة، عشرات الأطفال بل مئات الأطفال ربما في كل بيت أو في كل حارة أو في كل حي ممكن نلاقي قصة مشابهة، لكن هذه يعني ربما تتضّح أكثر يعني آثار العدوان رغم إنّه فارس ما شاء الله عنّه مبيّن إنّه ذكي، ونجا من القصف واعتداءات الاحتلال بشكل مباشر لكنه لم ينجو من آثار هذا العدوان، شو بتطالبوا انتو يعني بعد إن شاء الله ينتهي العدوان وتعود الحياة إلى طبيعتها، كيف حتكون طبيعة حياة فارس ومطالبتكم؟

أم فارس: إن شاء الله نشوف مستشفى حمد إن شاء الله يشوفوا لنا يعني نحكيلهم قصة فارس وأيش صار وأكيد يعني همّا حيتعاملوا معاه كطفل، إنّه همّا قبل هيك عملوا له القوقعة فحيحلّوا مشكلة فارس إن شاء الله ويصير ياخد جلسات فيها ويتحسّن الطفل ويصير يروح ع المدرسة عادي.

المراسل: هاي الجلسات التأهيلية كان مداوم عليها باستمرار، أيش أهميتها في حياة الطفل؟

أم فارس: بيعلّموه إنّه يسمع مش .. بدهمش إشارة الحركات أو الشفاه. بس من ورا ودنه نحكيله شَغْلَه إنّه يعيد ورانا، ويميّز الأشياء، مثلاً نحطّ لّه فواكه نحكيله موز مثلاً يأشّر ع الموز زي هيك، أو أي حاجه مثلاً ندّيه صورتها ونحكيله من ورا دانه مثلاً أيش هي؟ وين المصّاصّة؟ يأشّر عليها، وين اللعبة؟ يأشّر عليها، وين الدرّاجة؟ زي هيك.

المراسل: الآن طبعاً ما في أي استجابة؟

أم فارس: نهائياً، اتراجع بحكيلك الـ 4 شهور هذا اتراجع الطفل فيها.

المراسل(محاولاً التحدث مع الطفل): فارس كيف حالك يا بطل؟ (الطفل يبعد يده والمايك) كيف حالك؟ ما بدّه يحكي معنا، زعلان فارس، كيف حالك يا بطل؟ (الطفل يبعد يده والمايك) طبعاً فارس ما بيستمع إلينا، صح؟ نهائياً؟

أم فارس: آه، نهائياً.
المراسل: الله يشفيه إن شاء الله ويخلّص هاي المعاناة بأقرب وقت. ربما مشاهدينا الكرام قضية فارس ليست الوحيدة في منطقة شمال قطاع غزة وفي قطاع غزة بشكل عام، لكن فارس ربما الذي استطعنا أن ننقل معاناته وخاصةً هذه الفئة، فئة الأطفال الصم وذوي الاحتياجات الخاصة.

معاناتهم ومعاناة أهلهم أيضاً الذين يعانون في ظل هذا العدوان معهم وفي ما يتعلّق في موضوع سمع فارس كان من المفترض أن يعيشوا حياةً طبيعية أو شبه طبيعية على الأقل كما كان كل سكان قطاع غزة ولكن استمرار العدوان واستمرار الحصار على تحديداً منطقة شمال قطاع غزة ومدينة غزة منع فارس من أن يتلقّى العلاج بالشكل المناسب.

الأمل والرجاء الآن في انتهاء العدوان وكذلك في أن يجد فارس طريقاً للعلاج.. لقناة الجزيرة مباشر .. باسل خير الدين .. غزة .. من مشروع بيت لاهيا شمال القطاع.

https://www.youtube.com/watch?v=XD0KC5Pk_dc

الوسوم

شارك


المصادر


x