شهادات من عدد من الصحفيين حول المجاعة الحاصلة في شمال غزة وضرورة إدخال الطعام والمساعدات الإنسانية



الوقت المقدر للقراءة: 13 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذهِ شهادات مجموعة من الصحفيين حول المجاعة الحاصلة في شمال قطاع غزَّة وإطلاق تحذيرهم الأخير من مخاطر استمرار الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات إلى الشمال وحصاره، نقلته قناة "الجزيرة مباشر" في تاريخ 10 فبراير/ شباط 2024.


الصحفي يوسف فارس: مشاهدينا الكرام نحن هنا في قلب مخيم جباليا. يُطلق الصحفيون الميدانيون العاملون في شمال قطاع غزة نداء استغاثة في ظل تزايد حدوث الجوع والمجاعة هنا، ننقل معكم وقائع هذا المؤتمر الصحفي.

الصحفي إسلام بدر: من شمال قطاع غزة، نقف اليوم نحن مجموعة الصحفيين المتواجدين هنا في الشمال من منطلق مسؤوليتنا الأخلاقية، ومن منطلق مسؤوليتنا الوطنية كذلك كصوت لكل هؤلاء الصامدين في غزة وشمالها الذين يتعرضون لسياسة الإبادة والتجويع التي لا تقل عن الإبادة، حيث الأسواق قد خلت من كل الأساسيات ولا وجود لنوعٍ من أنواع الدقيق إلا في ما ندر.

والمساعدات لا يُدخِلها الاحتلال ويتعنَّت في حصاره ضد أهلنا وشعبنا وعوائلنا، نحن من هذا الشعب ونتحدث اليوم بلسانٍ فلسطيني بلسان المحاصرين وبلسان الممنوعين عن  أساسيات الحياة.. أقل أساسيات الحياة أصبحت اليوم في غزة شيئًا نادرًا للغاية..


لذلك نحن نطلق هذا النداء، نداء التحذير الأخير، من مجاعة خطيرة جدًا غير مسبوقة على مستوى العالم تضرب كل مناحي الحياة، وخصوصًا الأطفال  وأصحاب الأمراض المزمنة والفئات الهشة من المجتمع، ونُحمِّل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي خصوصًا الولايات المتحدة مسؤولية هذا التجويع؛ لأنه يتم أمام مرأى ومسمع العالم كله، دون أن تحرُّكٍ ملموسٍ على الأرض.

فما يدعي الاحتلال أنه إدخال للمساعدات نحن نرصد ونوثِّق كذب هذهِ الادعاءات وعدم صحتها، ولا يدخل شيء  إلى شمال قطاع غزة..
لذلك هذا النداء الأخير باسم هؤلاء جميعًا.. باسم زملائي الصحفيين، وباسم أهالينا، وباسم الفلسطينيين والنازحين في شمال قطاع غزة أنه على العالم أن يقف عند مسؤولياته.. شمال غزة يُجوَّع، ويجب أن تتوقف عند هذا الحد هذهِ المجاعة.

الصحفي يوسف فارس: مشاهدينا الكرام نواصل معكم رصد فعالية الصحفيين من وسط مخيم جباليا.
الصحفيون وقفوا هنا ليتحدثوا بلسان أكثر من 400 ألف نازح في مناطق شمال قطاع غزة التي يضربها الجوع وتعصف بها هذه المجاعة الحادثة.

الصحفي يوسف فارس: يعطيك العافية، عرفنا عليك حبيبي.
المواطن: أكرم يوسف 
الصحفي يوسف: كيف وضعكم؟
المواطن: والله الحمد لله زي ما أنت شايف، نعمة الوضع، فش ولا مصاري ولا ما يحزنون..
الصحفي يوسف: في أكل وشرب بالسوق؟
المواطن: فش، البلد نايمة بقلك، البلد على الكل الحمد لله.
الصحفي يوسف: كم حق كيلو الرز إذا توفر؟
المواطن: فش، هو في رز! 20 شيكل كيلو البندورة، مش هذا ظلم؟ ظلم هذا كيلو البندورة 20 شيكل، وفش زي ما أنت شايف البلد نايمة وفش مصاري، والبلد كلها نايمة والحمد لله، طلَّع الناس رايحة جاية وعلى الفاضي.
الصحفي يوسف: شو في أعراض موجودة؟
المواطن: أواعي (ثياب) بس، بس أواعي، أكل فش.
الصحفي يوسف: مساعدات؟
المواطن: فش، حد الله يا خال، والله العظيم أنا واقف قبالك حد الله الشيكل ما هو معايا.

الصحفي يوسف: نواصل معكم رصد فعالية الصحفيين في وسط مخيم جباليا، معنا الزميل عبد القادر الصبَّاح، عبد القادر ما هي رسالة هذهِ الفعالية؟


الصحفي عبد القادر: يعني هي رسالة نقل للحقيقة بما يحدث في شمال قطاع غزة من واقع صعب جدًا، وما نشاهده وما نوثقه بشكل يومي لحالة الجوع التي يعيشها الشمال هنا، وما وصل إليه من وضع صعب جدًا وكارثي  في عدم وجود مقومات الحياة  والحاجات الأساسية لسكان شمال قطاع غزة، والوضع الذي وصل إليه السكان من طحن علف الحيوانات، وعدم وجود أي مقومات أساسية للحياة، وتوجههم إلى مناطق خطرة في شمال قطاع غزة للبحث عن بدائل من الخبيزة و الحمصيص وأي أطعمة يمكن أن تُغيثهم…

الصحفي يوسف: هذهِ الحشائش موسمية..
الصحفي عبد القادر: الحشائش التي تخرج من تلقاء نفسها من الطبيعة، فالبدائل هذهِ كانت تشكِّل خطر كبير على حياة الناس، فكانت هنا الوقفة من الزملاء الصحفيين في طرق آذان العالم وإطلاق نداء استغاثة للخطر الذي وصل إليه شمال قطاع غزة مع عدم وصول أي مساعدات للشمال.

وما يدعيه قوات الجيش الإسرائيلي أو الدول  في العالم من وصول مساعدات للشمال  لكن لم يصل أي شيء هنا إلى شمال قطاع غزة، فالوضع الصعب الذي نعيشه هنا هو وضع كارثي جدًا، وكان هذا النداء وهذهِ الوقفة التضامنية  والتي نحن نعيشها أيضًا كزملاء صحفيين في هذا الوقت.

الصحفي يوسف: معنا الزميل عماد زقوط، إيش رسالتكم من هذهِ الفعالية أستاذ عماد؟
الصحفي عماد: هي رسالة للجميع لا نستثني أحدًا، بل الجميع يتحمل مسؤولية تجاه شعبنا الفلسطيني الذي صبر والذي توَّحد في البقاء هنا في شمال قطاع غزة رغم ما تعرَّض له من أحزمة نارية ومن قصف ومن تدمير وعدد كبير من الشهداء إلا أنه أصر على البقاء، ولم يلتزم بقرار وبالتهديدات الإسرائيلية في الذهاب إلى الجنوب.

هؤلاء المواطنون يتعرَّضون للعقاب بالتجويع وبالتعطيش وأن يتعرضوا لهذهِ المجاعة.. نطالب الجميع بأن يتحمل المسؤولية بإدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة وبشكل كثيف وبشكل قريب جدًا؛ لأنه المجاعة الآن تضرب في كل مكان في شمال قطاع غزة.

الصحفي يوسف: من خلال مشاهداتك، هل يتوفر أي نوع من أنواع الدقيق؟
الصحفي عماد: نحن كجزء من المواطنين الفلسطينيين هنا في شمال قطاع غزة  لا يتواجد شيء في الأسواق، ما تبقى في الأسواق هو شيء من الأعلاف، وهذهِ أيضًا ذهب لديها المواطن الفلسطيني ولكن الآن أيام قليلة جدًا وتنتهي .

كل ما يتواجد في السوق سينتهي من مواد تموينية أساسية وغير أساسية ستنتهي من الأسواق.. وهذا تحذير للجميع وأيضًا لا نستثني أحدًا من هذا التحذير وتحميل المسؤولية بأن يعملو على إدخال المساعدات وبشكل سريع جدًا إلى شمال قطاع غزة.

الصحفي يوسف: إلى هنا نصل مشاهدينا الكرام إلى ختام تغطيتنا لهذا المؤتمرالصحفي في وسط مخيم جباليا، يُطلق الصحفيون الآن نداء استغاثة ويدقون ناقوس الخطر، شمال قطاع غزة يتعرَّض لعقاب جماعي بالتجويع، لم تدخل أي شحنات من المساعدات، الشاحنة الوحيدة التي سمحت دولة الاحتلال للأمم المتحدة بإدخالها إلى مناطق شمال قطاع غزة قصفتها قبل أن تصل إلى محافظة الشمال .


لقناة الجزيرة مباشر، يوسف فارس، شمال قطاع غزة. 

https://www.youtube.com/watch?v=GuyL6eaaq2U




الوسوم

شارك


المصادر


x