شهادة المحرر أدهم العامودي عن اعتقاله لدى قوات الاحتلال



الوقت المقدر للقراءة: 14 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة المُحرَّر أدهم العموديّ عن اعتقالِه لدى قوات الاحتلال، وهذا نقل لشهادته كما أوردها:

أنا الأسيرُ المُحرّر أدهم أحمد حسن العمودي، تمّ اعتقالي من حاجزِ الكويت سكّان مشروع بيت لاهيا، أعمل في وزارةِ الصحّة كمساعدٍ إداريّ في المستشفى الأندونيسيّ، تمّ اعتقالي على حاجز الكويت، كنتُ أنا وزوجتي وأولادي ثمانية أنفار، طلعت من الحاجز كالمُعتاد، الجيش الإسرائيلي طلب منّا نطلع من الشمال ونتّجه نحو الجنوب.

أخذت أسرتي وتوجهت نحو الجنوب، فأوّل ما طلعت من الحاجز تمّ الزعق( المُناداة) علي باسمي، زعّقلي الجيش الإسرائيلي قلّي تعال يا أدهم العمودي، طلعت عندهم عالجبل، أخذ هويتي قلّي اقعد هان، قلتله إيش المطلوب، قلّي أنت تم اعتقالك الآن، قعدت عندهم ثلاث أيام عالجبل.

طبعًا بالأواعي الداخليّة أخذوا أواعيّي كان معاي ألفين دينار، كنت بايع ذهب مرتي وكان معي 4500 شيكل، تم أخذهن مني، وقعدت عالجبل ثلاث أيام، بعد ثلاث أيّام تم تغمايتي وأخذوني على مكان مجهول مش عارف وين هو، قعدت في المكان المجهول 14 يوم.

تم التحقيق معاي باستمرار ال 14 يوم، على كلّ وسائل التّحقيق وكل التّعذيب، -أشار الي أيديه وأسنانه وقال: إيديّ بدلّن، كسّروا أسناني، وعلى ما أظن عندي كسر في صدري، ركبتي على ما أظن إنه فيها شَعر، في بكعب رجلي في شَعر، ضمن ال 14 يوم كنت لابس بس البامبرز.

كانوا يلبسوني البامبرز ويحطوني على كرسي ثابت في الأرض ويحققوا معاي، من ضمن التّحقيق اللي كانوا يطلبوه بدهم يعرفوا جثامين القَتلى الإسرائيلين اللي أجت عالمستشفى، يسألوني مين اللي كان ينام في المستشفى، وين كانت حماس تتخبى في المستشفى، طبعًا أنا للعلم أنا موظف رام اللّٰه إلي 24 سنة موظف وزارة الصحّة مش موظف غزة.

كان التّحقيق حول الأمور هذه، مين اللي كان يجي، مين اللي كان يجيب الأكل عالمستشفى، مين اللي كان ينام في البدروم، وين كان يتكمّم حماس، أنا كنت بعرفش إشي لإني أنا فوق بشتغل بالإدارة أنا مُساعد إداريّ بشتغل في الإدارة كنت ماسك موضوع الأكل.

فغلطت إني قلتلهم ماسك موضوع الأكل فصاروا يقولوا أنت بتطعمي حماس وما بتطعمي حماس، 14 يوم شفت الويل فيهن، هذول كانوا أصعب 14 يوم في حياتي، حتى أنا آخر يوم طلبت المُخابرات قلتله أنا مواليد 77 جيلي ملبسش البامبرز انتوا لبّستوني البامبرز وأنا عمري 45 سنة.

رحّلوني بعد التّحقيق، رحّلوني على النقب، إيش تُهمتي؟ تُهمتي إني أنا بعمل في جهة مُعادية، عشان بشتغل بالمستشفى ماسكينها موظفين حماس فاتّهموني إني أنا بعمل في جهة مُعادية، طبعًا الفترة كلها أنا قضّيتها في النّقب في عمبر 12 في غرفة 9 كانت هناك المعاناة.

كانوا يجيبوا قزازة المي كنّا 17 واحد في الغرفة، الغرفة كانت لا تتجاوز الأربعة متر في عرض ثلاث متر، كانت الغرفة فيها 17 واحد، كانوا يجيبوا قزازة الميّ، كانوا يجيبوها الساعة 2 الظهر، ثاني يوم الساعة ٢ الظهر يجيبوها، للعلم أنا كنت مُتبرّع لوالدتي فكِليتي في 2006.

كانوا الشباب كمّية المي يخلّوها إلي عشان متضربش كليتي الثانية، أول ما دخلت الغرفة حكولي الشباب إنك أنت قعدت عنّا أربعة أيام كان مُغمى عليك من كُثر التّعذيب، كنت تصحى تزعّق (تنادي) على أولادك تزعّق على زوجتك تزعّق على أبوك ويعاود يُغمى عليك، كنّا نشيلك نحملك ونحطّك.

أنا الأربعة أيام اللي حكولي عنهم الشباب كنت فاقد الوعي فيها، لإنه جيش النخشون تعامَل معي بصعوبة جدًا وكان التعذيب يعني كموظّف مدني وموظّف رام اللّٰه مش موظّف غزة مع احترامي لموظّفين غزة يتعاملوا معي موظف مُحترم مُتعلِّم.

تهينّي وتقلّي وين الجنود وين السنوار، أنا حكيتلهم لو كُل العالم بده يعرف وين السنوار ووين الأنفاق كان زمان حماس انتهت، قضّيت الفترة في النقب كانت فترة صعبة، هذه البنت هي أصغر بناتي لسّا في الروضة، أنا انحرمت منها 68 يوم مشفتهاش.

طلّعوني اليوم أجى الإفراج عنّي الحمدُ للّٰه الحمدُ للّٰه تمّ الإفراج عني، جابوني عالمدرسة هان في الجنينة، شُفت كيف يعني الحمدُ للّٰه بحمُد ربنا نزلت هان في الجنينة بتّصل على أولادي من جوّال واحد، لقيت زوجتي وأولادي في الخيمة هذيك في قلب المدرسة-أشار إلى الخيمة- بحمُد ربنا صدفتهم في المدرسة بالصّدفة، في حيّ الجنينة قاعدين في المدرسة.

بكيت بوسط الأرض إنه أولادي بخير زوجتي بخير عندي بنت مُحامية، بنتي الكبيرة مُحامية آخر سنة بتتخرّج من جامعة الأزهر مُحامية، وأصغر بنت عندي في الروضة كانت والحمدُ للّٰه ربنا أفرج علينا طلعنا بالسّلامة من إيدين الاحتلال.

كانت الحياة صعبة هناك مُعاناة، الأكل كان صعب، فش علاج، تقولّه أنا تعبان بدي علاج يجيبلك حبة أكمون، بالعافية بالعافية بالعافية تيجيبلك حبة الأكمون كل ثلاث أيام بطلبها، فكان الوضع صعب صعب صعب جدًا.

هناك في إخوان، في عنّا خمس آلاف أسير بعانوا الويلات في سجون الاحتلال، نتمنّى لهم الإفراج، تعرّفت عليهم منهم المُحاميين منهم الأطباء منهم الدكتور أكرم أبو عودة كان عزيز على قلبي، أكبر جرّاح في الشمال بعمل عمليات، ضربوه أهانوه انسعف قدّامي مرتين.

عندك الدكتور رياد أبو سعدة عندك الدكتور إياد عابد عندك الدكتور محمد مطر، هدول الأطباء من عمالقة الأطباء في العمليّات، تم اتّهامهم بإنهم عملوا عمليات لجنود الاحتلال، ناس أبرياء -أشار إلى ابنه وقال هذا الولد ابني كمان- صف ثاني ابتدائي، ليش ينحرم من أبوه 68 يوم مش هذا ظلم؟ هذا ظلم.

كلّه هذا ظلم وبهدلة للشعب الفلسطيني أنا موظّف مدنيّ ليس عسكريّ ولا عُمري فحياتي حملت سلاح ولا عمري فحياتي شُفت سلاح، أبوي وأخوتي كلهم موظفين سُلطة، ضباط في السّلطة، ليش بتضربني وتهيني وتحبسني وتحرمني من أولادي ل 70 يوم إلا يومين.

مش هذول الأطفال هاذي البنت تنحرم من شوفة أبوها، لما شافتني خافت منّي شردت مني وخافت وبتقلّي يا بابا فكّرناك متت، هذا الولد كان ماسك إيدي عالحاجز، سِبْته (تركته) وكان ماشي قبلي زلمة في الدّور وقلتله في قدامي ناس حتلاقيهم في خانيونس أو في رفح.

حتلاقيهم من دار العمودي، سايق عليك اللّٰه تسلّم ابني هذه خطية فرقبتك تودّيه لزوجتي، بعد الزلمة ما قلَط الحاجز بأربع ساعات لقي زوجتي وأولادها وادّاهم (أعطاهم) الولد، مش هذا كلّه انتهاك للشرعيّة لحقوق الإنسان، حقوق الإنسان وينها تدافع عن الشعب الفلسطينيّ، عن الناس المرميّين أولوفات في المدارس.

هذول الناس بعانوا من المي، هيني أنا لحد الآن جيت من الصبح المي مش لاقيين يشربوها هي ابني حامل القلن بلفلف من الصّبح مش لاقيين مي يشربوا، يعبّي ابني مي يشربوا، أنا بكيت بكيت بكيت على أولادي إنهم مش لاقيين يشربوا، هذا ظُلم هذا.

الأولاد الصغار، أبو صف ثاني ابتدائي إيش إله بلف من الصبح مش لاقي شُربة ميّ يشربها، ف أنا طلعت من مُعاناة لمُعاناة، وبشكركوا على لقاؤكم معاي.


الوسوم

شارك


المصادر


x