شهادة أطباء أردنيين تطوعوا في غزة أثناء الحرب



الوقت المقدر للقراءة: 41 دقيقة
منذ 8 أشهر

المذيعة: صباح الخير مجددًا، نحيي كل من انضم الينا الآن ب "حلوة يا دنيا" ، أطباء من الأردن- أردنيين يعملون في القطاع الخاص تطوعوا ضمن فريق طبي أردني، زاروا غزة من أجل التدخل الطبي العاجل لإجراء العمليات الجراحية المستعجلة وغيره من الدعم الطبي للأطفال والكبار وجميع الفئات العمرية المتواجدة في غزة.

عادوا مؤخرًا إلى الأردن، موجودين اليوم معنا ونشكرهم جزيل الشكر على حضورهم معانا وبنقلكم الحمدلله على سلامتكم وأهلًا وسهلًا بكم بداية الدكتور بلال العزام أهلًا وسهلًا بك والدكتور عبد الرحمن شاهر، أهلًا وسهلًا بكم، وشكرًا لكم على حضوركم وشكرًا لكم على إنسانيتكم وعودتكم بأن تنقلوا الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة.

المذيع: دكتور بلال ودكتور عبد الرحمن نعرف الناس بتخصصاتكم الطبية أولًا قبل ما أبدأ بأول سؤال

الدكتور بلال: أنا اختصاصي جراحة الأطفال

الدكتور عبد الرحمن: أنا الدكتور عبد الرحمن شاهر اختصاصي جراحة عامة ومنظار

المذيع: قديش هاي التخصصات يعني بحاجة ماسة تكون موجودة في القطاع، أبدأ معك دكتور بلال بالسؤال الأول عن قراركم بكل تأكيد مع خالص الاحترام لكل شيء هو قرار شخصي، لكن ردة فعل عائلاتكم كمان أولًا، بنحب ننقل هاي المشاعر، هيك أجا ع بالك تروح، لميت أغراضك ورحت، ما صار في أي تفاعل مع العائلة اه لا فكر ناس دعم، يعني أي تفاصيل..

الدكتور بلال: شوف إحنا من 7 أكتوبر حطينا هدف، كيف إحنا ممكن نساعد أهلنا في غزة بعد المجازر يلي برتكبها العدو الصهيوني ضد أهلنا في غزة، ف إحنا حكينا كأطباء كيف ممكن نساعد، يعني أنت ك إعلامي أنت عندك خطة تساعد أو كمهندس، إحنا ك أطباء حطينا الهدف تبعنا إنه نساعد أهلنا في غزة إنه ندخل غزة ف إحنا ب 25 أكتوبر كانت المحاولة الأولى في الدخول إلى القطاع.

رحنا انا والدكتور عبد الرحمن وكان مجموع 20 طبيب أردني جراح من خيرة جراحين البلد، نزلنا على القاهرة كان في عنا تنسيق مع منظمة إنسانية عالمية، جلسنا أسبوع في القاهرة من 25 أكتوبر لنهاية أكتوبر ولكن سبحان الله الأمور التنسيقية صار فيها خربطة ف اضطرينا إحنا نغادر القاهرة وعدنا إلى عمان.

خلال الفترة هاي ضلينا إحنا نراسل المنظمات الإنسانية العالمية والدولية بحيث إحنا كأطباء أردنيين ننزل نساعد هناك في غزة هاذ كان بالنسبة إلنا هدف، لما تيسرت الأمور كانت في محاولة بسيطة في شهر 12 ولكن تكررت المحاولة في شهر 1، تراسلنا مع مؤسسة دولية اسمها (رحمة حول العالم) وطرحنا إحنا فكرتنا.

إنه إحنا مجموعة من الأطباء الأردنيين وإحنا متطوعين وهدفنا ندخل غزة ونساعد أهلنا في غزة والله عز وجل شاء إنه ندخل إحنا لقطاع غزة، بتشعرش أستاذ فؤاد قديش الفرحة كانت عارمة لما إحنا دخلنا قطاع غزة، كانت جدًّا عارمة، إحنا شعرنا إنه إحنا كأطباء رح نقدم لو واحد أو عُشر بالمية من يلي بقدموه أهلنا في غزة وببذلوا وبضحوا فيه لحماية أرضهم ووطنهم.

إحنا كان إلنا الشرف إنه إحنا ندخل نساعد أهلنا هناك ونساعد الجرحى والمرضى والمصابين، تحقق الهدف بعد 3 شهور من المحاولات المضنية لغزة، هسا ردة فعل أهلنا، بتعرف أنت بالأخير رايح على منطقة حرب، الموضوع ما كان سهل، أبدًا ما كان سهل، بس أنا هيك كنت أشعر إنه كل عائلة أردنية عندها الهم كيف تخدم فلسطين وكيف تخدم أهلنا في غزة.

هاي الرؤية كانت واضحة في مخيلة والدتي ووالدتك ووالدتك أو زوجتي أو زوجتك أو أطفالنا، كانت واضحة إنه لازم نقدم إشي، فهي كانت بدايةً صعبة بس الكل ضغط على نفسه إنه لازم نقدم ولازم تروح لإنه هاي باب وانفتح وإذا أنت ما رحت ممكن يتسكر الباب والحمد لله تيسرت.

المذيعة: نعم الحمد لله، يعطيكم ألف عافية، دكتور عبد الرحمن أين كنتم؟ بأي مستشفى من مستشفيات غزة؟ وماذا كانت ردة الفعل؟ يعني أول مشاهداتكم لما دخلتوا المستشفى شو إلي شفتوا؟ هل توقعتوا أن تجدوا هاي المشاهد يلي شفتوها؟ كانت ضمن مخيلتك إنه رح أشوف هذه المشاهد؟ هذه المعاناة؟ هذه المأساة؟ كانت ضمن المتوقع أو أكثر أو أقل؟ شو يلي شفته دكتور؟

دكتور عبد الرحمن: الله يعطيكم العافية وصباح الخير للجميع، بالحقيقة إحنا كان الترتيب إنه نروح على مستشفى غزة الأوروبي هو جاي تقريبًا جنوب شرق خانيونس والمستشفى الثاني هو مستشفى ناصر، فأول ما وصلنا طبعًا على أساس يصير التنسيق، الترتيب صار من خلال مستشفى غزة الأوروبي .

من هناك بننقسم إلى فريقين أو حسب الاختصاصات المطلوبة بكل مستشفى وتم التنسيق على إنه نروح على مستشفى ناصر لكن للأسف بلشت مشكلة ناصر وحصار ناصر، حتى صار التنسيق وكل شيء بس سواقين الإسعاف حكوا لا هذيك منطقة خطر وإحنا ما بنقدر نروح، ثاني يوم داهموا ناصر، ف بقينا بمستشفى غزة الأوروبي.

وجزء من فريقنا راح على مستشفى شهداء الأقصى يلي هو موجود في دير البلح، الآن بالنسبة للأشياء يلي كنا بنشوفها زي ما أنتو كنتوا بتشوفوا إحنا كنا بنشوف في عمان شو بصير هناك والقصف والإصابات وكذا لكن بصراحة بالحقيقة شيء مهول يعني صح الإعلام بنقل بس الحقيقة إشي إشي كثير..

المذيعة: شو شفت دكتور؟

دكتور عبد الرحمن: نواحي كثيرة، طبيعة الإصابات، فعلًا كيف إنه المستشفيات ممتلئة وفعلًا أنت ك طبيب بإمكانك تعالج وبإمكانك تقوم بخدمتك وفي ناس ممكن تعالجهم ويشفوا وتصير أمورهم تمام بس أنت تكون مكتف (عاجز) لأنك مش قادر تقدم الخدمة، مش قادر تقدم الخدمة لإنه ما في غرف عمليات، غرف العمليات مفللة كلها.

مش قادر تقدم الخدمة لإنه المريض في الطوارئ مش لاقيله سرير يدخل على قسم العناية الحثيثة أو على قسم الطابق، مش قادر تقدم الخدمة لإنه المريض بموت من نوبة السكري لإنه ما في جرعة أنسولين، مش قادر تقدم لإنه بيجيك ناس ميتة من البرد، برد برد بسيط.

كنا نزعل لما ينزل المطر، لإنه أول ما ينزل المطر الناس بتطلع من خيمها، المستشفى مليان نازحين، عشرين ألف نازح تقريبًا كان في جوا المستشفى في الكيرودورات، تخيل أنت في كيرودورات المشتشفيات الناس عاملة خيم أو شراشف أو كذا وقاعدة وبتطبخ وبعجنوا، شو بدهم يسووا.

هذول نازحين انفصفت بيوتهم وبعتقدوا إنه المستشفى هو أكثر أمانًا، هاد كله بأثر على الحركة تبعتك، بأثر على عامل الأوبئة، عامل الالتهابات، التهابات الجروح مهولة، هاي الأشياء ما بتقدر تشوفها عبر الإعلام ولا بتشوفها عن طريق أي وسائل تواصل، هاي إلا تكون هناك وتحسها وتعرفها وتشوف المعاناة يلي بعانوها زملاؤنا الأطباء هناك، ف يعني صراحة الوضع ربنا يكون في عونهم.

المذيع: شو كان معكم دكتور بلال جنسيات؟ هل هناك كان معكم أطباء؟ التقيتم ب أطباء عرب من دول إسلامية، أجانب مثلًا؟ بحكي على متطوعين.

الدكتور بلال: إحنا المؤسسة يلي رحنا معها كان معنا إحنا 6 أردنيين وتقريبًا 6 من الجنسيات الأمريكية و6 من أوروبا، الجروب تبعنا كان فيه أكثر من جنسية، ولما وصلنا على مستشفى غزة الأوروبي كان في منظمات ثاني بتدخل برضه (أيضًا) في جنسيات ثانية بس أغلبها جنسيات غربية، هسا جنسيات عربية ما كان في فقط إحنا الأردنيين وما في أي جنسية عربية أخرى، إحنا كنا 6 اردنيين والبقية حملة جوازات غربية. 

المذيع: وين كنتوا تناموا؟ يعني بناء على المشهد يلي شرحه الدكتور عبد الرحمن، وين كنتوا تناموا؟

الدكتور بلال: بين المرضى، مثلًا غرف المرضى في غرفة صرنا ننام فيها، كان في عندهم هناك مستشفى ميداني، بين المرضى ننام بغرف المرضى.

المذيعة: نفسيات الأطباء بغزة، الأطباء الفلسطينيين الذين يعملون في غزة، كيف هدول الأطباء؟ بصراحة بدنا نكون واضحين 130 يوم من الحرب، نشاهد الأطباء وضع الأطباء،الممرضين يعملون ليل نهار وهناك أيضًا استهداف للأطباء وهاد الإشي إحنا شفناه.

يعني استهداف للأطباء وللطاقم الطبي وللإسعاف ولكل العاملين في القطاع الطبي لكي يحاولوا أن ينقذوا - للأسف بنقول- ما تبقى من الإنسان الحي في غزة، هدول أيضًا عم بتم استهدافهم، ف ماذا رأيتهم وماذا سمعتم من مشاهدات، اعتقالات للأطباء، نفسية الأطباء هناك شو وضعهم؟

الدكتور عبد الرحمن: بصراحة هاي الروحة ضافتلنا أشياء كثيرة، يعني بتعرف أهل غزة زي شعب مغلق هيك إحنا ما تعاملنا معهم بالسابق، بصراحة شعب جبار، يعني يلي مروا فيه أعتقد ما بتحمله أي انسان، إحنا كنا دائمًا من الصباح لآخر الليل نكون مع الأطباء وفي العمليات لآخر الليل.

آخر الليل بنقعد معهم على وجبة عشاء من أطيب العشاء يلي ممكن تاكله، مرتديلا ولبنة وهيك أشياء وتشوف الناس وتقعد معهم، همه كأطباء قايمين بواجبهم على أكمل وجه، بس بالمقابل نفسياتهم كثير مدمرة، تخيل أنت إنسان جاييك على المستشفى وبقوم بواجبه وبيته مقصوف عنده شهيد، عنده أحد مصاب، عنده أهله نازحين، لازم يجيب مي، لازم يوقف على طابور المساعدات، لازم لازم أشياء كثيرة..

رغم هذا كلياته هو موجود بالمستشفى بداوم وبشتغل، وطبعًا مش دوام عادي، إصابات ومرضى والمعوقات الموجودة كلياتها ورغم ذلك موجود، وبالمناسبة ما بوخذ راتب، صرله أربع خمس شهور ما في رواتب، وفي المقابل، أسعار الأشياء في العلالي يعني أضعاف الأضعاف ومفقودة، بصراحة يعني شعب عجيب غريب عنده صمود، وفي نقطة حلوة بدي أحكيلكم إياها على موضوع الوفود.

إحنا لما اجينا كوفد أردني ودخلنا، فكرة ال psychological support  يلي كان موجود للأطباء إلي هناك، عنجد انبسطنا لما طلعنا، للآن همه بتراسلوا معنا، وينكم والله أنتو خواننا، زي كإنه حدا نزللهم من السما، في هيك بتعرفوا الculture وحدة، العادات وحدة السهرات مع بعضنا وحدة والتفكير واحد، عنجد إحنا عملنالهم زي دعمة نفسية عجيبة آه والله، وساعات ضحك وساعات بكا وساعات كذا، ساعات يحكوا عن مآسي، لازم التركيز على موضوع الوفود.

المذيعة : فؤاد من بعد إذنك، أنا دكتور بلال لإنه سمعتك أكثر من مرة في أكثر من ندوة وأنا متأكدة إنه كل الأطباء يلي ذهبوا إلى غزة وتطوعوا هم يتجولون الآن في كل مكان، في المؤتمرات وفي الندوات وفي المحافل لكي ينقلوا للناس الواقع المر والمآسي والصعوبات المرعبة إلي عم بمروا فيها أهل غزة.

ودكتور بلال كان إلك أكثر من ندوة وحديث عن مشاهداتك، الصور المأساوية والمشاهد المرعبة يلي شاهدتها بغزة، أرجوك أن تنقل للناس ما رأيت وهو جزء يسير جدًّا من هول المشهد الكبير الذي يحصل في غزة، ما الذي رأيته من الناحية الشخصية، أطفال، المصابين، الأهل، شو يلي شفته دكتور بالتحديد؟

الدكتور بلال: بداية بدي أحكي، هل العدو الصهيوني استخدم أسلحة كيماوية؟ استخدم أسلحة محرمة دولية؟ إحنا يلي شهدناه بستخدم، كنا نشاهد مثلًا مريض عملية مثلًا الإصابة ببطنه، أنت بتفتح البطن بكون جزء من الأمعاء متهتك بتقص وبتربط الأمعاء وبتلاحظ إنه الأمعاء سليمة ما فيها أي مشكلة وبتغلق البطن.

بيجيك يوم يومين ثلاثة بتلاقي إنه البطن صار يطلع منه صديد وقيح بتفتح البطن بتلاقي الأمعاء كلها تهتكت، بتقص كمان مرة وبتسكر البطن بعد يومين ثلاث بصير يطلع صديد وبصير يطلع إفرازات من البطن بتفتح البطن الأمعاء تهتكت، أو واحد ثاني مريض بتيجيه شظية بتدخل من بطنه بتشعر إنه حجمها نص ملي داخلة جوا بطنه.

ولما تدخل على بطنه بتلاقيه متهشم بتلاقي الأمعاء رايحة والكبد رايح، هاد معناه إنه همه بستحدموا مواد كيميائية بالسلاح تبعهم، هاي المادة الكيميائية تؤدي إلى تهتك أحشاء المصاب فيما بعد، أنت بتعمل العملية الأولى والثانية بتضل تهتك أمعاءه، وهاي كانت مشاهد كثير صعبة، واضح إنه هناك أسلحة كيميائية ومواد كيميائية بستخدموها بالأسلحة تبعتهم، هاي كانت تؤدي إلى إنه جزء كبير من المرضى يموتوا بعد أسبوع بعد أسبوعين يموتوا بسبب التهتك والتهتك يموت المريض.

من المشاهدات يلي جدًّا صعبة أنا كجراح أطفال يعني أنت بتحكي طفل يعني إجته شظايا في أغلب أنحاء جسمه، فأنت شلت الشظية من رقبته من راسه فأدى إلى بتر إيديه الثنتين، طبعًا بتسكر على إيديه، يوم يومين ثلاث بصحصح الطفل بتمر عليه فهو بكل براءته لما تمر عليه الصبح بحكيلك: دكتور أنا إيدي رح يكبروا لما أكبر؟ أنت متخيل لوين هاد الطفل الصغير يلي إيديه الثنين انبتروا بفكر إنه هو لما يكبر رح يكبروا.

يعني في طفلة كنا نزورها أنا والدكتور عبد الرحمن والدكتور عمار اسمها غزل، هاي الطفلة إجتها شظية برقبتها أدت إلى شلل رباعي، يعني كانت نايمة على السرير، ف إحنا كنا نزورها نلف عليها كل يوم، ف إحنا مرة وقفنا معها ف بتحكي، طبعًا هو شلل رباعي هاي الطفلة إذا ما طلعت برا القطاع رح تضل مشلولة رباعيًّا ورح تضل لا تحكم بول ولا براز، رح تعيش حياة مأساة، عمرها 9 سنين كمان سبعين سنة عايشة مأساة.

هاي لازم تطلع برا القطاع لإنه ممكن يكون في أمل تمشي، فإحدى المرات بتحكي دكتور أنا عيد ميلادي ب22/ 4 إذا خليتوني أمشي بعزمكم على عيد ميلادي وبجيبلكم هدايا، يعني للجروب يلي كنا موجودين إحنا والأطباء، أنت متخيل نفسية طفلة بعمر 9 سنين 10 سنين شو طموحاتها وأملها إنها تمشي، لسا هي متشبثة بالحياة إنه أنا بدي أعيش وبدي أمشي وبدي أعيش حياتي.

شوف قديش عندها أمل إنه في إلها عيد ميلاد بعد شهر، بدها تسوي عيد ميلادها وبدها تعزمنا على عيد ميلادها وبدها تجيبلنا هدايا، يعني هاي النفسية الكبيرة، هدول الأطفال يجب - بجوز الرسالة لازم نحكيها - يجب إخراج المرضى من القطاع، يعني الطفلة هاي إذا ما طلعت برا القطاع رح تموت، رح تموت من الالتهاب من كثر ما هي متمددة على ظهرها، ما في عناية كفاية يعتنوا فيها، يقلبوها هاي رح يصير فيها تقرحات في ظهرها والتهابات ورح تموت.

إذا طلعت برا القطاع ممكن تمشي، تستعيد حياتها، أنت بتحكي عن طفل عمره 10 سنين 15 سنة، هاد رح يعيش فترة طويلة، ومن المشاهدات يلي جدًّا صعبة كانت طفلة انقصفوا أهلها ببيتهم وماتوا كل أهلها وضلت هي لحالها، إحنا عملنالها العملية إحنا سمحنالها بالأكل، حكوا مين بده يطعمي الطفلة ما في حدا يطعميها، طيب يخوان طلعوا البنت على الطابق من ال ICU (وحد العناية المركزة) حكوا ما في، حكينا شو المشكلة؟ كل أهلها ماتوا.

طفلة عمرها 3 سنين كل أهلها ماتوا، وما في حدا يعتني فيها، طيب وبعدين؟ ما بتقدر تنقلها على الطابق لإنه الطابق مليان مرضى ومليان نازحين وما حدش رح يعتني فيها، فخليناها بسرير ال ICU عشان تمريض ال ICU، جبنالها حليب وجبنالها رضاعات مشان ترضع البنت وروحنا وهي هيك تخيل! يعني وين بدها تروح هاي وين مستقبلها؟

المذيعة: بقلك في 17 ألف طفل الآن من دون ذويهم، في منهم تيتموا وفي منهم أهلهم مش ملاقيينهم، 17 ألف طفل، هاد مثال واحد دكتور أنت عم تعطيه ولكن في زيه 17 ألف بغزة.

الدكتور بلال: أنتِ متخيلة إنه في طفل ب 2024 بموت من البرد! يعني كان الأطفال الصغار 3 شهور وأربع شهور وسنة جايبينه أهله بس على الطوارئ ميت من البرد، يعني لا انقصف وولا صابه مرض وولا عنده تشوه خلقي، هو مات فقط من البرد، لإنه الخيمة تبعته هي عبارة عن خيشة لا بتحميه من المطر وولا بتحميه من الشمس.

لما تمطر الدنيا زي ما حكا الدكتور عبد الرحمن كنا بنتمنى ما تمطر لإنه بتدلف (يتساقط) عليه الخيمة من تحت ومن فوق بتدلف مي، فهو كان يموت من البرد لإنه فش بطانية إمه تلفه فيه، كان يموت من البرد.

المذيعة: رح أنتقل للدكتور عبد الرحمن، يعني شو بدي أقلك بدي أسألك دكتور  المستشفيات لأيش بحاجة؟ أنا بتوقع إنه المستشفى بغزة بدها مستشفى، سمعنا هديك المرة اقتراح من بعض الأطباء بتوقع يمكن أنت دكتور بلال ذكرت هاد الاقتراح، بأن يكون هناك مستشفى ميداني لكل مستشفى موجودة بغزة.

ولكن يمكن هاد إجراء مؤقت لكي يتم إنقاذ ما يمكن أن يتم إنقاذه من المستشفيات وهذا القطاع الصحي لإنه من دون أن يكون هناك قطاع صحي قادر إنه يوقف ولو بنسبة 50 بالمية على رجليه بغزة رح يكون في هناك إبادة أخرى للمصابين كما ذكرت الدكتور، يعني المصاب رح يتوفى بسبب عدم وجود المساعدات المطلوبة والمتوفرة في المستشفيات، بشو بننصح؟

دكتور عبد الرحمن:  هو مش بس المصابين يمكن يتوفوا، يمكن الإنسان البسيط العادي يلي عنده زايدة تنفجر الزايدة، الزايدة عملية بتوخذ تقريبًا ثلث ساعة وثاني يوم الواحد بروح يمشي وبعد 3 أيام بروح بداوم عادي، هذا ممكن تكون كارثة، الواحد ما في إله سرير ومش قادر ييجي عى المستشفى وانفجرت الزايدة بموت بتسمم دم ببساطة لا انقصف ولا عمل ولا إشي ولا مريض وولا ولا أي إشي، ببساطة ممكن يموت.

مريض الكانسر إجا وإحنا هناك، أنتو الوفد الأردني؟ بالله أنا عندي كانسر، تشخصت عند وقت الحرب، يعني بدي عينة، هاي الأشياء همه تعودوا عليها الأطباء من كثر ما شافوها، إحنا مش متعودين، بتمسكه من إيده بتروح على الإدارة يا جماعة هادي عندها هيك هيك، أنا ممكن أشتغل بالكانسر،  بقله طيب ما في مشكلة بس إحنا بدنا نشخص ما عنا الصبغات.

يعني في شغلات بتستغرب لإنه ما مرت علينا ف بتستغرب إنه آه والله صح كيف بده يشخص؟ فكلها عبارة عن معوقات، هلأ هاد القرار إنه بدك تعمل مستشفيات بدها مستشفيات، بالفعل بدها مستشفيات، كوادر طبية بدها مستلزمات، بدها مستشفيات كاملة بس هاد طبعًا ما بتقدر تتخذ قرار أفراد، يعني أنا فرد بقدر آخذ معي شنتتين آخذ فيها أدواتي الجراحية وأشياء زي هيك زي ما عملنا وقت ما دخلنا.

لكن لما أنت بدك تجهز مستشفى هاد بده قرار، قرار دولي زي هيك حتى تقدر تساعد هاي العالم، ف زي ما حكيتلكم بالإضافة إلى الكارثة الموجودة يلي استشهد الله يرحمه يلي مصاب بده شغل عليه لازم يطلع برا، إحنا لما يكون عنا واحد عنده إصابة في طرف وعنده التهاب في العظم هاد بهلك المستشفى وهو فرد واحد أو فردين، بهلك مستشفى كامل عنا في عمان لإنه بده مضادات حيوية وبده استشارات من جميع الأطباء وبده بقاء بالمستشفى لمدة 6 أسابيع، بعرفوا إخواننا جراحين العظام.

فما بالك عندك أنت الآف من المصابين وكلهم هدول الآلاف عندهم التهابات بالجروح وبدهم مضادات حيوية كثير قوية، يعني فعليًا بتهلك منظومة صحية قائمة، فهدول الناس المصابين لازم يطلعوا، لازم الدول تتبنى هاد الشيء، لازم يوخذوا كل المصابين لإنهم عاملين عبء على المستشفيات هناك، وما بوخذوا العناية الطبية الصحيحة وقاعدين بنفقدهم من لا شيء، وبالتالي هذول لو راحوا ممكن الواحد للناس الموجودين هناك يلي ما عندهم أي شي يبلشوا الأطباء يفضولهم ويقدمولهم إشي مهم.

المذيع: ولو ب 20 ثانية دكتور، هناك شهدتوا دخول لمساعدات طبية أو لا؟ أو كنتوا بتسمعوا؟

الدكتور بلال: المساعدات كانت بتدخل بالقطّارة (بكمية شحيحة)، بالقطارة تمامًا، خاصة المساعدات الطبية والأدوات الطبية كانت ما تدخل، يعني كل المساعدات يتم تفتيشها من قبل جيش الاحتلال ويتم إتلاف كل السوائل وكل الأدوات الطبية تتلف وكل الأدوية إلي ممكن استخدامها وأدوات التخدير تتلف ولا يتم إدخالها، للأسف.

المذيعة : ضايل 10 ثواني، أرجوكم دكتور عبد الرحمن أو الدكتور بلال أن توجهوا نصيحة لجميع الأطباء، الآن كما أنا فهمت وكما ذكرتوا، أطباء من الأردن وكان هناك أطباء أجانب، فتح لهم المجال لأن يذهبوا إلى غزة إلى إحدى المستشفيات وأن يتطوعوا، أرجوكم أن ترسلوا رسالة للأطباء يلي بتابعونا، باب التطوع مفتوح للدخول إلى غزة عن طريق المؤسسات الدولية.

الدكتور بلال: باب التطوع مفتوح بالقطارة، بس لازم نحكي إنه الحرب ما انتهت يجب على كل واحد فينا، إعلامي، طبيب، مهندس يكون عنده رسالة وما يرمي الراية تبعته كإعلامي يضل يحكي عن مأساة أهلنا في غزة وعن الحرب، وإحنا كأطباء لازم نضل نسعى، كل واحد من طرفه يسعى ويراسل المنظمات الإنسانية والهيئات الدولية إنه يدخل للقطاع.

لازم كلنا نسعى ندخل وندخل معنا المعدات الطبية، لازم إحنا نسعى إنه نضغط نخرج الجرحى من القطاع لخارج القطاع، لعنّا للأردن، بجوز إحنا بالأردن ما استقبلنا عدد كبير من الجرحى، في جرحى راحوا على الخليج وعلى تركيا، لازم نضغط كدولة أردنية نوخذ جزء كبير، هذول أهالينا ومحسوبين علينا، يجب أن نضغط لازم كل واحد فينا من موقعه يضغط إنه يساعد أهلنا في غزة. 

https://www.youtube.com/watch?v=r2ek2y9nZlA

الوسوم

شارك


المصادر


x