شهادات حول عمالة الأطفال المنتشرة في غزة في ظل الحرب والفقر



الوقت المقدر للقراءة: 15 دقيقة
منذ 8 أشهر

تلتقط الكاميرا مشاهد لبعض الأطفال، أغلبهم دون سن الخامسة عشر، في أحد الأسواق ينادون للتسويق لبضائعهم التي يقومون ببيعها. بعضهم يعرضها على الأرض وآخرون يحملونها على الأواني، ويصدر في الخلفية صوت طفل ينادي "هاي الإندومي هاي البسكوت هاي الميّة هاي العصير".

-1-

وسيم (مواطن): طبعًا، يعني الطفل بدال ما يكون هو المشتري ويروح يشتري، أصبح هو البائع أصبح هو مُعيل الأسرة، وهذه مشكلة كبيرة أنو أنت تصبح تعيل أسرتك بدال ما يكون في إلَك والد هو الحضن والأمان إلك وظهرك وسندك أصبحت أنت تذهب. طب ليش؟، بنسألهم.

بيحكيلي أبوي أصيب أو أبوي ظلّه في الشمال أو بقِيَ في غزة، وأنا مضطر أنو أنا أعيل أسرتي بظل نقص حتى المواد التموينية اللي بتتوزّع في المدارس غير كافية يعني لا تسدّ الرَمَق. طيب أحكي لك مفاجأة أخرى؟ لمّا طلبنا منهم إيش نفسك، إيش نفسهم، كلّهم بدّوا ياكل شاورما، بدّوا ياكل كباب، ما حدا طلب يعني كان نفسي آكل أكلة أخرى، ليش؟

بسبب نقص اللحوم اللي في الأسواق وأنا مضطر أحكي هذا الكلام يعني، واللي بيسمع بيعرفش أنّه.. أحكي لك يعني.. وهدول الناس اللي بيحكوا ما كانوش ناس معوزين بالفترات السابقة، هذول كان ناس ميسرين ميسورين الحال بإمكانهم يشتروا هذا الشيء الآن أصبحوا معوزين، ما بالك بالناس الفقراء، وهم يمثّلوا فئة كبيرة من شعبنا.

الصحافي: في ظاهرة اليوم للأطفال منتشرة بالبيع في الأسواق أو أمام المدارس موجودة

وسيم: صحيح صحيح، هذه ظاهرة البيع في الشوارع، البيع على باب المدارس. أصبح الطفل يبيع لأقرانه، وهذا الكلام يعني أثره النفسي على الطفل أكبر من إنّه.. يعني ممكن يجي رجل كبير يشتري منّه أهون عليه نفسيًّا ما يشتري منّه طفل قرين لَإلُه لأنه بيصبح هناك مقارنة بينه وبين أقرانه وهذه مشكلة.

يعني بنتمنّى يعني من اليونيسيف، منظمّة الأغذية العالمية، كل الجهات المختصّة في العالم، هذه مشكلة يعني زي ما بيحكوا يعني أنقذوا الطفولة سييف ذا تشيلدرين (save the children)، يعني مؤسسة إنقاذ الطفل بما أنه اسمها "سييف ذا تشيلدرين".

الصحافي: ليش انتشرت هذه الظاهرة؟

وسيم: بسبب الفقر، بسبب ضيق الحال، بسبب استشهاد معيل الأسرة بشكل أساسي؛ لمّا يلاقيش الطفل أنه أبوه موجود بيضطر يكون هو رجل الأسرة. يعني همّا رجال صغار، وهذه مشكلة أنهم رجال صغار الطفل أصبح رجل صغير، والمأساة تتكرر منذ النكبة؛ كانوا آبائنا رجال صغار والآن أبنائنا، للأسف ما قدرنا نعمل إلْهم شيء.

وهذا شيء. أحكيلك، يعني أنا كمان أعمل كمعلّم وللأسف لقيت كتير من طلّابي وأنا في خان يونس، رحت على الهلال الأحمر في الفترات السابقة، والآن هنا أروح أشتري، ألاقي طلّابي ببيعوني، والآن بيحكيلي يا أستاذ وهو خجلان، أحكي له أنت بطل، للأسف، طب ليش بتعمل هيك؟ بيحكي لي لأنّه ما فيش، أبوي استشهد. 

الصحافي: ايش الاسم؟

وسيم: وسيم أبو قمر 

الصحافي: توصيفك ايش أحطلك ياه؟

وسيم: منشّط 

الصحافي: للأطفال؟

وسيم: نعم؟

الصحافي: منشط أطفال

وسيم: منشّط اطفال، اي نعم

الصحافي: شكرًا

في مشهد آخر يظهر في الكاميرا طفل يجلس على كرسي يبيع حلى العوامات لأطفال يتجمعون حوله.

ويصدر صوت طفل آخر ينادي معلنًا بضاعته: "8 بشيكل يا عوّامة، العوامة 8 بشيكل".

-2-

الطفل: السلام عليكم، انا اسمي هاني الرنتيسي، من رفح، بس ايش أنا كنت قبل الحرب بروح على المدرسة. بس يعني بعد الحرب، في الحرب، صارت ظروفنا يعني على الله هيكا، صرت يعني أهلي بيعملوا لي عوّامة وأبيع عوّامة، صرت أساعد يعني أهلي عشان يعني الظروف وهيك أنتو عارفين. يعني يا ريت ما إجت الحرب، خلاص

ثمّ يكمل حديثه: عشان يعني الظروف صعبة وأبوي يعني مريض قاعد في الدار فـ ايش أنا بساعده، بطلع من الساعة 7 الصبح بضَلْني للمغرب زي.. وبشتغل هيك وبجيب يعني ما شاء الله بجيب مصاري وبنحط في الدار وبنجيب حاجات ومنوكل يعني، الظروف صارت كويسة بعد ما صرت أشتغل.

في الحرب هذي يعني صرت أشتغل على البَسْطَة. يعني قبل الحرب كان ظروفنا يعني كويسة، بس في الحرب صار ظروفنا يعني مش كويسة، فَإيش بس لمّا صرت أشتغل في العوّامة صارت ظروفنا كويسة يعني، وزاد الكويس يعني.

آه، إن شاء الله، إن شاء الله يعني هنضلنا نبيع 

يصدر صوت طفل آخر ينادي: "... 2 بشيكل يا حلوين"

-3-

طفل (آخَر): محمد أبو خاطر، محمد عادل أبو خاطر. أنا بساعد أهلي. بقيت زمان بروح على المدرسة وأقرا عادي طبيعي، أمّا هالقيتا صرت أساعد وأتعب. عالتو جَيْتي من السوق، جيت أجري هان، فصار طخ في السوق وجريت.

طخّوا واحد قدّامي وصار دم وطلعت حالي وسحبت حالي وجريت، وبعد هيك إلا هو خش تبعين رفح وخان يونس علينا، هالقيت انا فتحت البسطة آه؟ عشان أترزّق وبقبل بقيت أروح على المدرسة وببيع أي.. بفاريا وكاستر ،وأي حاجة، بعد هيك 

الصحافي: كنت تروح على المدرسة زمان؟

الطفل: آه

الصحافي: وفي الحرب؟

الطفل: في الحرب لا، صار وضع حروب واقتصادات وصرت هالقيت أبيع 

الصحافي: اسمك؟

الطفل: محمد

مواطن: بكم  القطعة؟

طفل (آخَر): ال8 بشيكل يا عماه

-4-

طفل (آخَر): أنا علاء محمد سيد الرنتيسي، ساكن ومقيم في مدينة رفح تل السلطان. طبعًا بنبيع العوّامة في مدرسة بنات تل السلطان الإعدادية في ظل ظروف الحارقة على أهلنا في غزة، وظل جميع الناس يعني النازحين عنا في رفح، بنترزّق يعني وبنحاول قدر الإمكان يعني أنه نساعد مع أهل الدار في مصروف الدار يعني في مصاريف الدار وفي رزقتنا هذي بين الناس يعني بندعي برضو لأهلنا أهل غزة..

(يسأله الصحافي إن كان اعتاد على البيع قبل الحرب)

الطفل: والله أنا من الأول يعني، بس في الحرب برضه يعني زي ما بيقول منستثمر أكتر فأكتر فاهم كيف؟ أنا من قبل كنّا أي حاجه نلاقيها، ميّة طحين غاز، أي حاجة بنشتغلها. 

والله أنا مش يعني تقول ببيع أنا موقّف دراسة، لا، مكمّل دراستي لكن بنقول هذا مع هذا بيساعد يعني، يعني بنقول بدل ما احنا بقرا وبدل ما ببقى قاعد بساعد مع أبوي في شغل الدار، مصروف الدار.

تلتقط الكاميرا مشاهد لأطفال أغلبهم يبيعون لأقرانهم وبعضهم يبيع لراشدين.

-5-

طفل (آخر): ببيع وبساعد أهلي وببيع لأهل الدار عشان نصرف ع دارنا 

(يسأله الصحافي  مذ متى بدأ بالبيع)

الطفل: من زمان من أول الحرب

الصحافي: شو بتبيع أنت؟

الطفل: شيبسي، أمي بتجهّزه وبنبيعه الصبح بتدِّينا اياه وبنبيعه، عشان نصرف على أهلنا ع دارنا 

(يسأله الصحافي إن كان يبيع قبل الحرب)

الطفل: غير من أول الحرب بس كنت أبيع بس، ما بعتش لمّا كنت صغير 

الصحافي: كنت تروح ع المدرسة؟

الطفل: آه كنت أروح ع المدرسة

الصحافي: وهلقيت بتبيع؟

الطفل: آه 

-6- (لقاء مع طفلة)

الطفلة: رهف اسمي، أنا كنت نازحة، عمرنا ما مرّينا بهذه الأوضاع، وكنت أبيع عشان أصرف ع حالنا 

الصحافي: على حالك ولا على الأسرة؟

الطفلة: على الأسرة كلها

الصحافي: كيف بتوفّري هذه البضاعة؟

الطفلة: بنشتريها وبنبيع

الصحافي: طب الظروف عمرها خلتِك تبيعي أو كنتي في المدرسة ولا كنتي بتبيعي زمان؟

الطفلة: لا ما كنّاش نبيع بس هاي المدرسة خلتنا نبيع

الصحاف: الحرب؟

الطفلة (تضحك وتصحّح): الحرب والنزوح خلّاتنا نبيع ووصلتنا لهذه الأشياء، خلّتنا نبيع مثلًا نشتري من حدا ونبيع إحنا عشان نصرف ع وعلى .. لولادنا الصغار، هاي الظروف خلتنا نبيع.. إحنا ولاد فلسطين هذي الحرب خلتنا بهذه الظروف عشان نبيع ونشتري وخلتنا بالأوضاع هذي، ما كنّاش هيك بنبيع وبنشتري.

https://www.youtube.com/watch?v=ChM_xkaQgJs

الوسوم

شارك


المصادر


x