شهادة طبيب مصري حول قسوة الأوضاع الصحية التي تشهدها مستشفيات قطاع غزة



الوقت المقدر للقراءة: 5 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذهِ شهادة الطبيب المصري أحمد سيّد الذي عمل عمل في المستشفى الأوروبي بغزَّة، يروي فيها ما شاهده من حالات خطرة في المستشفى ونقص الكوادر الطبية في قطاع غزَّة، ونشرت قناة "الجزيرة مباشر" شهادته بتاريخ 10 فبراير/ شباط 2024.


أنا أول يوم جيت فيه (غزة).. أول يوم اشتغلت فيه عمليات.. الغرفة إللّي جنبي خمس عمليات بتر، خمس عمليات بتر! منها عمليات complicated (معقدة). طفل جاي بقدمه معلقة على بقية الساق بجلد.


زملائنا في غزة أطباء بيحضروا رابع وخامس شهر من بداية الحرب، يوميًا، 7 أيام في الأسبوع عمليات من الصبح لآخر النهار مع الحوادث ..


زميلي آخر يوم جاي، اثنين من زملائي من غزة جايين بيحقنوا نفسهم مضاد حيوي وبيشتغلوا جراحة؛ لأن مفيش كوادر.. مفيش كوادر! الناس استُهلكت.   


زميلي في التخدير، مساعد التخدير، بقله أخبار الأهل إيه؟ بنهار قدامي، كل أهله ماتوا، أبوه مات، أمه ماتت، أولاده ماتوا.. وجاي بيشتغل! دكتور التخدير معانا في الأوروبي بيسيب المستشفى عشان يروح مع أهله في المخيم.. مخيم بلاستيك.
هم مقعدينا أحنا الضيوف في سكن، في غرفة كانت بتُستَعمل في كلية التمريض، وهم يسكنون في الشارع!


قبل ما أمشي (من غزة) بيومين جالنا شاب ما يتجاوز الـ20 سنة، رجليه الاثنين محروقين درجة ثالثة، يعني إيه درجة ثالثة؟ يعني الجلد اتحرق والأعصاب اتحرقت، يعني تخبط على جلده يطل صوت زي الخشب، ده اتحرق لغاية إيه.. لغاية إمتى؟


مريضة عندها أصلاً لوكيميا (سرطان الدم) ومبتورة في رجلين ويدين وفي سن الورد، عندها 21 أو 22 سنة، دي مش هتخف، الجروح لن تلتئم، وبعدين مريضة (سرطان) أصلًا.. غير المرضى العاديين جروحهم مبتلمّش (لا تلتئم) كلهم عندهم أنيميا (فقر دم)، كلهم عندهم نقص، مأكلوش أي فواكه أو أي شيء (يحتوي على) فيتامين سي، كل الجروح 100% منها بيجيلها التهابات صديدية (تسوّس العظام نتيجة عدوى بكتيرية) وبيحتاج إلى بتر!


كلهم عندهم سوء تغذية، كلهم.. يعني بتكلمهم سبحان الله صابرين، يعني أنا لمَّا أسلِّم راجل يفوق ويلاقي أن ساقيه الاثتنين أو ساق مبتورة ده حياته هتبقى عاملة إزاي! وصابر وصامد، وزوجته بتبكي جنبه.. يعني حاجات تقطَّع القلب.

https://www.youtube.com/watch?v=qmugK2wZafM

الوسوم

شارك


المصادر


x