قصة قتل الاحتلال للطفلتين ليان وهند حمادة بعد مصير مجهول لأيام
هذه تسجيلات وشهادات حول مجزرة عائلة حمادة وفريق الإسعاف الذي حاول إنقاذهم، وحول قتل الطفلة ليان أثناء تواصلها بفريق الهلال الأحمر الفلسطيني ثم قتل الطفلة هند بعد ساعات من بقائها بين جثامين عائلة عمها:
29 يناير 2024
مكالمة مسجلة للطفلة ليان حمادة (16 عاما) تطلب فيها النجدة من الهلال الأحمر الفلسطيني بعد أن حاصرتها قوات الاحتلال داخل سيارة مع ابنة عمها هند رجب حمادة (6 سنوات) وثلاثة من اخوتها ووالدتها ووالدها. تفاصيل مرعبة كشفتها المكالمة.
ليان: ألو
موظف الهلال الأحمر: ألو مرحبا عمو.
ليان: عمو قاعدين بطخوا علينا.
موظف الهلال الأحمر: ألو مرحبا.
ليان: أيوا بطخوا علينا، الدبابة جنبي.
موظف الهلال الأحمر: أنتو متخبين؟
ليان: آه بالسيارة احنا جنبينا الدبابة.
موظف الهلال الأحمر: أنتو جوا السيارة؟
صوت إطلاق نار وصراخ ليان بفزع شديد وينقطع الخط
موظف الهلال الأحمر: ألو ألو!
ولا إجابة
..
30 يناير 2024
صفحة الهلال الأحمر الفلسطيني:
حوالي الساعة السادسة وصلت طواقمنا إلى المنطقة التي بها الطفلة هند التي بقيت محاصرة داخل مركبة أطلق الاحتلال النار على كل من فيها فاستشهدوا جميعاً بالقرب من محطة فارس للمحروقات في غزة منذ ذلك الحين فقدنا الاتصال مع الطاقم، وحتى هذه اللحظة لا نعلم إن كانت طواقمنا قد تمكنت من الوصول إلى الطفلة أم لا.
..
30 يناير 2024
على قناة الجزيرة مباشر، شهادة الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ:
بدايةً تواصل قريب لوالد هذه الطفلة من خارج البلاد حول وجود عائلة في منطقة على ما يبدو أنهم تفاجؤوا بوجود الدبابات الإسرائيلية بها. وبينما كانت الطفلة الأكبر الموجودة داخل السيارة تتحدث مع طواقمنا على الهاتف لأن والدها كان يقوم بسياقة (قيادة) المركبة.
وهي على الخط، على الهاتف مع طواقمنا تم إطلاق النار على كل من يتواجد في المركبة، وكانت بالفعل لحظات مرعبة حتى لطواقمنا، يعني شهدوا سماع صراخ الطفلة و كل من كان بالمركبة تم إطلاق النار عليهم جميعاً، الأب الذي كان يقود المركبة وأربعة أطفال آخرين.
و في هذا الوقت بقي الخط مفتوحا فالطفلة التي تبلغ من العمر سبعة أعوام كمّلت الحديث مع الطاقم. حقيقةً لحظات مرعبة لطواقمنا شهدوا لحظات الرعب مع هذه العائلة. استمرت الطفلة محاصرة داخل المركبة تتحدث عن وجود دبابات في المنطقة، بقيت محاصرة في داخل السيارة وعائلتها أفراد عائلتها يعني شهداء حولها، الدماء حولها.
أوضاع صعبة يعني صعب حتى أن نصفها بالكلمات. كانت الطفلة تستنجد بطواقمنا بأن تأتي إليها من أجل أن تنقذها من المكان. للأسف عجزنا طوال هذه الساعات عن الوصول إلى المنطقة بسبب أن الاحتلال يعتبرها منطقة عسكرية مغلقة.
آخر ما وردنا أنه قبل ساعة من الآن تمكنت الطواقم من الوصول إلى المكان ولكن كون المنطقة منطقة عسكرية مغلقة فقدنا الاتصال مع الطاقم. نأمل أن يكون طاقمنا قد نجح بالوصول إلى هذه الطفلة وإجلاءها من المنطقة.
..
31.01.2024
مكالمة مسجلة للطفلة هند رجب (6 سنوات) تناشد فيها الهلال الأحمر الفلسطيني لإنقاذها ويمكن سماع صوت الرصاص من حولها والرعب في صوتها وهي محاصرة بين جثامين عائلة عمها:
هند: خديني تعالي.
موظفة الهلال الأحمر: آجي آخدك؟
هند: أمانة كتير خايفة، تعالوا، رني ع حدا يجي ياخدني، أمانة.
موظفة الهلال الأحمر: طيب حبيبتي ما أنا راح آجي آخدك. هلأ عمو من الهلال عمالو عم بنسق عشان احنا نقدر نجي ناخدك (تصل في المكالمة أصوات إطلاق نار) حواليكي في ضرب رصاص؟
هند: آه خديني.
موظفة الهلال الأحمر: يا حبيبتي والله بدي آجي آخدك بس مش بإيدي هلأ.
..
31.01.2024
شهادة منسقة الاستجابة في الهلال الأحمر الفلسطيني رنا الفقيه:
هاي الطفلة ظلت معنا أكتر من 3 ساعات، فاتحة خط التفلون وهي عم تحكي معنا. كلماتها أكتر اشي اللي عم تتردد: "تعالي خديني، تعالوا خدوني، طب ابعتي لي حدن ياخدني، اديش الساعة عندك، اديش بيبعد بيتك عني، تعالي خديني" كمان مرة.
كانت حتى تحكي لي "قربت الدنيا تعتم، أنا بخاف من العتمة"، هاي أحد الحالات اللي تعاملنا معها وكانت بالنسبة إلنا مؤلمة، لأنه كل حدن بيعرف اشي عن الطفل 6 سنوات بالبيئة والمكان اللي متواجد فيه، من ناحية دبابات، أصوات، بيكفي وجودها بين 6 جثث. كان هنا الشعور عجز، مش قادرين نعمل أي اشي احنا على أمل إنه يكون في اشي تنسيق يسمح لنا نوصل لهاي الطفلة.
..
10 فبراير 2024
بعد 12 يوماً من فقدان الاتصال بهند وبفريق الإنقاذ الذي ذهب في مهمة إنقاذها بعد التنسيق مع الاحتلال، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني العثور على جثمان هند مع عائلتها داخل السيارة التي كانت تقلهم.
وكذلك العثور على سيارة الإسعاف وقد تم استهدافها بشكل متعمد على بُعد أمتار من سيارة العائلة واستشهد المسعفون يوسف زينو، وأحمد المدهون بداخلها.
