شهادة المواطن انس كمال ابراهيم دويدار من مشروع بيت لاهيا
هذه شهادة السيد أنس كمال إبراهيم دويدار وزوجته فايزة وائل شامية حول رحلة نزوحهم الصعبة واستشهاد أخيه خلال محاولته الحصول على الطحين في شمال القطاع، تم توثيقها على الموقع الرسمي للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وهذا نقل لشهادته كما وردت:
نص الشهادة:
بتاريخ ١٣-١٠-٢٠٢٣ يوم الجمعة خرجنا من المنزل بعد العصر الى مستشفى الاندونيسي بسبب القصف الكثيف على منطقة مشروع بيت لاهيا وكانت الانفجارات قوية وكبيرة حيث كانت القذائف من نوع براميل، وبسبب القصف تعرضت زوجتي لإصابة طفيفة في قدمها حيث كان متواجد داخل المنزل ١٦ شخص افراد عائلتي، واستشهد ٢٦ شخص من عائلتي أبو زايد ولبد في العمارة الذي اسكن فيها حيث كنت اسكن انا في الطابق الارضي وعائلة أبو زايد في الطابق الثالث وعائلة لبد في الطابق السادس، وبعد ذلك خرجنا من مستشفى الأندونيسي بعد يوم صباح يوم السبت بتاريخ ١٤-١٠١٢٠٢٣ بسبب تعرض المكان لحزام ناري وقصف كثيف بمحيط مستشفى الأندونيسي وبسبب القصف تعرضت زوجتي لإصابة ثانية مما تسببت في رضوض في كمال جسدها حيث كانت اصابتها في الرأس بشكل مباشر وهي نائمة عن طريق شظية وبحمد الله كانت اصابة زوجتي طفيفة ،وبعد ذلك اتوا من مستشفى العودة اعداد كبيرة من النازحين الى مستشفى الاندونيسي مشياً تحت القصف وبسبب الاعداد الكبيرة من النازحين قررت انا وزوجتي الذهاب الى بيت اهل زوجتي بالقرب من مسجد شادي حبوب بشارع حبوب مشياً بمسافة ٤٠٠ متر تقريباً وركبنا بسيارة اجرة وتوجهنا الى جنوب قطاع غزة حتى وصولنا الى دوار الكويت، وزوجتي لم تكن مستقرة حالتها الصحية بسبب الإصابة، وقمنا بالدخول على حاجز الجيش الاسرائيلي وكان يصرخ الجيش علينا ارفعوا ايديكم واظهروا هواياكم وامشوا ووجهوا وجوكم علينا وانتم تسيروا، وانا كنت احمل ابني كمال ٣ سنوات على اكتافي وامرني الجيش بالوقوف ٥ دقائق تقريبًا وشعرت انهم سنة وانا اقول (عده طخني).
تقول الزوجة: فايزة وائل شامية.
كان في سرير عليه مصاب بين الناس عند الحاجز وكان الجيش يقول لنا من يقف بعد السرير ما يتحرك واتركوا بين كل شخص والآخر مسافة متر.
ويكمل الزوج أنس قائلا، خلال تواجدنا على الحاجز تعرض لإصابة طفيفة نتيجة شظايا من الرصاص المتفجر في قدمي اليسرى وقلت لزوجتي في حينها قلت لزوجتي امشي ولا تتوقفي انا تمت اصابتي في قدمي امشي لأنه لو توقفت الجيش رح يطلق النار ويطخني، وقمت بالدخول عن الحاجز وجرحي ينزف وعند وصولي الى مركز إيواء كلية تدريب خانيونس بمحافظة خانيونس يوم السبت بتاريخ ١٤-١٠-٢٠٢٣ وتلقيت الخدمة الصحية لإصابتي في النقطة الطبية حيث تم اجراء عميلة جراحية صغرى داخل النقطة الطبية لإزالة الشظية دون استخدام مخدر موضعي للجرح، وكان الغيار على الجرح بعد ثلاث ايام ولم يكن هناك استفادة فعلية من الغيار بسبب عدم توفر المستلزمات الطبية والعلاجية بالشكل المطلوب داخل النقاط الطبية في مركز إيواء كلية تدريب خانيونس، حيث اتيت الى هنا مع اهل زوجتي وهم ساعدوني في تكلفة الطريق وكانت ٣٠٠ شيكل وساعدوني ببناء الخيمة داخل المركز ايضا، والجيش الإسرائيلي اعتقل اخي همام كمال دويدار من مدرسة ذكور في بيت لاهيا لمدة يومين وبات ليلة واحدة على شاطئ بحر بيت لاهيا دون ملابس بحسب ما روى لي عندما تواصلت معه على الجوال، وأخي همام من سكان حي الشيخ رضوان بشارع ممدوح صيدم بالشارع الثاني من جهة مستشفى الرنتيسي، نزح على بيتي الكائن في مشروع بيت لاهيا بشارع السوق في اليوم الأول من العدوان على قطاع غزة وبعد القصف الكثيف لمشروع بيت لاهيا خرج معي الى مستشفى الاندونيسي وهذا كان بتاريخ ٧-١٠-٢٠٢٣ وبنفس اليوم ذهبنا الى مدرسة ذكور وبقي اخي همام فيها، وما قدر يطلع معنا بسبب سوء وضعه المادي لأن تكلفة الطريق تحتاج الى ٣٠٠ شيكل تقريبا بدل مواصلات، وهنا في مركز إيواء كلية تدريب خانيونس تكلفة المعيشة مرتفعة جدا والاسعار مرتفعة للغاية واخبرت أخي همام بأنه لو يريد ان يأتي الى هنا يجب أن يكون معه ٣٠٠٠ شيكل بالحد الأدنى بسبب ارتفاع الأسعار، وبعد ذلك بقيت على تواصل معه على الانترنت وهو في شمال قطاع غزة حتى تاريخ ٢-١-٢٠٢٣، حيث واخبرني اخي همام أن الجيش الاسرائيلي قام اعتقاله ٣ مرات في شمال قطاع غزة وكانت الاعتقالات في مدرسة ذكور بيت لاهيا لمدة يومين وبعدها ذهب الى مستشفى كمال عدوان وتمت محاصرته داخل المستشفى لمدة ٥ ايام وأخبرني ايضاً انه تم اعتقاله لمدة يومين آخرين في مدرسة تابعة للأونروا في معسكر جباليا وبعدها قرر اخي همام أن يعود الى منزله في حي الشيخ رضوان بشارع ممدوح صيدم بالقرب من البنك الاسلامي الفلسطيني، من اجل اصطحاب الدقيق (الطحين) وما تبقى من معلبات داخل منزله بسبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرته على الشراء بسبب وضعه المادي السيء حيث كان يعمل في ورشة المنيوم براتب يومي غير دائم وبعد ذلك انقطع الاتصال مع اخي همام، حيث قام جاري وصديقي سعيد الحلو ٣٥ عام، بإرسال رسالة عبر الانترنت لي مفادها، استشهاد اخي همام كمال ابراهيم دويدار بتاريخ ٣-١-٢٠٢٣ عند وصوله لمنزله تم قنصه في القلب بشكل مباشر عن طريق طائرة كواد كابتر على باب منزله، واخبرني ايضا أن ما كان معه من اوراق ثبوتية بقيت معه وهي الهوية الشخصية ومبلغ قيمته ٩٠ شيكل وهاتفة النقال وأخبرني بأنه قام بإرسال صور اخي همام لي وهو شهيد على خدمة الماسنجر على الفيس بوك وطلب مني أن افتح الانترنت في حال توافره لأرى صور أخي همام وهو شهيد وملقي على الارض وجسده مغطى بالدماء، واخبرني جاري وصديقي سعيد الحلو أنه قام بإسعافه حيث كان همام ينزف وقام سعيد بسحبه، ولم يخبرني كيف قام بنقله حيث اخبرني أنه قام بدفنه رحمة الله عليه.