شهادة سائدة فايز محمود خضرة من حي الشيخ رضوان حول استهداف منزلها وتعرضهم للإصابة ونزوحهم إلى رفح جنوب القطاع

نص الشهادة:  

أنا المواطنة سائدة فايز محمود خضرة (60عاما) حي الشيخ رضوان - غزة  بينما كنت في المنزل برفقة زوجي وابني وأبناء ابني الأيتام علما بأن أمهم توفت قبل عام ونصف من الآن ولها خمسة أطفال وكنا نسكن في المنزل المكون من طابقين على مساحة 200 متر ومسقوف بالباطون، كنا نسمع أصوت قصف عنيفة وأصوات انفجارات شديدة تملأ المكان كله، فنزحت الينا بنتي المتزوجة واسمها نريمان ماجد خضورة وكانت تسكن بمنطقة المخابرات وهذه المنطقة شهدت قصف عنيف 2ومكثف فنزحت عندنا برفقة أطفالها الثلاثة وزوجها، فمكثنا جميعا في البيت نترقب الوضع الذي لم أعتد عليه ولم أشاهده على مدار سنوات عمري كلها فكان الخطر يحدق بنا من كل مكان وأصوات الانفجار لا تهدأ، وفي صباح يوم 10/10/2023، تم قصف المنزل المقابل لنا تمام وتعود ملكيته لعائلة البابا، مما أدى لاستشهاد سلفي زهير يوسف خضرة(75عاما)، وحفيداته ميس ايهاب خضرة(16عاما)، وندى أحمد حجازي(15عاما)، وحفيده الطفل عمر ايهاب خضورة(9عاما)، حيث تم استخراج جثته من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام من قصف منزل عائلة البابا علما بأن منزل سلفي زهير يقع بجانب منزلنا مباشرة، وقد أحدث القصف دمارا كبيرا في المنزل وسقوط لبعض الجدران وتطاير الشظايا في كل مكان مما أدى لإصابتي في قدمي ويدي اليسرى بشظايا واصابة ابن ابني عبدالله محمد خضورة(10عاما) بشظية في بطنه وكانت اصابته خطيرة، وتم بنقلنا عبر سيارة اسعاف إلى مجمع الشفاء الطبي، ومكثنا في مستشفى الشفاء لمدة شهر ونصف حيث لحق بي بقية أفراد عائلتي بعد الدمار الكبير الذي أصاب المنزل وأصبح غير مؤهل للسكن والايواء، وكان في بعض الأيام يذهب زوجي إلى المنزل ليحضر بعض الطعام وبعض الفراش الذي نحتاجه وبعض الاحتياجات الخاصة التي كنا نحتاجها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها، وفي صباح يوم 23/10/2023 ذهب زوجي واسمه ماجد يوسف محمود خضرة(64عاما) لجلب بعض الطعام الضروري لنا لأننا لم يتبقى معنا ما يكفي من طعام وشراب، وأثناء وجوده في المنزل تم قصف المنزل المجاور لنا وتعود ملكيته للمواطن حربي الجوجو(60 عاما)، مما أحدث دمارا كبيرا في المنطقة مما أدى لاستشهاد زوجي على الفور واستشهاد جارنا حربي الجوجو، وتم نقلهم عبر سيارة مدنية إلى مستشفى الشفاء، وقد وصلوا عبارة عن جثة هامدة، ليتم دفن زوجي في مقبرة البطش بالقرب من رمزون السنافور شرق غزة. واستقبلنا خبر استشهاد زوجي بحزن وبكاء شديد وخاصة بأنه كان ذاهب لجلب الطعام لنا فكان الخبر بالنسبة لنا صاعقة وقد نزلت على رؤوسنا. 

وبقينا نعيش داخل أسوار مستشفى الشفاء وكانت بالنسبة لنا مأوى بعد تضرر المنزل، ولكن بتاريخ 3/11/2023، قامت طائرة بدون طيار بقصف العيادة الخارجية، وقصف بعض ألواح الطاقة الشمسية إلى أعلى احدى المباني في مستشفى الشفاء، فهنا شعرنا بالخطر أيضا وسط تهديدات جيش الاحتلال اليومية باقتحام المستشفى، مما اضطرنا على أثر ذلك إلى مغادرة المستشفى على الفور لنتجه إلى جنوب قطاع غزة، فقمنا بتجهيز أنفسنا ورحلت برفقة أفراد عائلتي نسير مشيا على الأقدام إلى أن وصلنا إلى مفترق دول بمنطقة الزيتون على شارع صلاح الدين، وكانت الدبابات تملأ الشوارع وشهدنا جثث لشهداء مواطنين ملقاة على الطرقات ولا يوجد من يقوم بنقلهم أو دفنهم، وبعدها أكملنا المسير مشيا لغاية وصولنا إلى حاجز جيش الاحتلال بمنطقة نتساريم وكنا نمشي وسط الخوف والقلق ووسط اطلاق النار وصوت القصف الذي كان يحيط بنا بكل الشوارع التي سرنا بها، وأثناء دخولنا على حاجز الاحتلال قمنا برفع راية بيضاء(عبارة عن قطعة قماش بيضاء اللون وقمنا بربطها بعصاة خشبية) وسرنا عبر الحاجز وقد شاهدت بعض الجنود يقومون باعتقال لبعض النازحين عبر الحاجز، وقد وصلنا إلى مدينة خانيونس بواسطة عربة يجرها حصان بعد أن خرجنا من حاجز نتساريم، ومكثنا ليلة واحد في مدينة خانيونس بشارع الهلال الأحمر، وبسبب قوة الانفجارات والقصف العنيف الذي لا يتوقف توجهنا إلى مدينة رفح وقد نزحنا إلى مدرسة بناء حي السلطان خلف مستشفى الاماراتي غرب مدينة رفح، ونعيش ظروف معيشية غاية في الصعوبة بسبب الجو البارد علما بأننا نعيش داخل خيمة مكونة من النايلون والخشب وسط صعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب وسط أيضا معاناة في استخدام الحمام، علما بأن بكل المدرسة هناك ثمانية حمامات ل 4000 شخص يأوون داخل المدرسة، نقف بالساعات لنستخدم الحمام. 

موثق الافادة/ 

حازم أحمد المدهون