تفتيش عاري، واعتقالات وتحقيق ميداني، تعـذيب جسدي ونفسيّ، وتهديد بحرمانهن من أبنائهنّ!
هذه ثلاث شهادات لأسيرات من غزة حول تفاصيل التعذيب الذي تعرضن له من قبل جنود الاحتلال خلال فترة اعتقالهن في معسكرات الاحتلال، تم توثيق هذه الشهادات عبر قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 6/3/2024 وهذا نقل لشهاداتهن كما وردت:
نص الشهادة:
الشاهدة الأولى:
في 24\12 دخلت الدبابات على المدرسة والجرافات هدوا السور ودخلن دبابات المدرسة وطلبوا كل الموجود في المدرسة يطلع لساحة المدرسة رجال نساء أطفال يرفعوا ايديهم، طبعا احنا طلعنا، طلبوا من الرجال بعد ما تجمعنا في الساحة إنهم يطلعوا… إنهم يشلحوا ملابسهم يظلهم بالبوكسر، حتى قعدوا يشلحوا قدامنا واحنا جنبهم، بعدين أخدوهم إلى جامع التقوى صاروا ياخذوا أربعة أربعة من الرجال بعدين احنا بعد ما خلصوا وسحبوا الرجال طلبوا منا احنا برضه نروح على الجامع.
في جنب الجامع بيت للتحقيق أخذ كذا بنت منهم للتحقيق وصار يحقق معهم صار يسألني: من في حماس إلكم منهم؟ من في المدرسة في مقاومة؟
قلت له: أنا مشفتش مقاومة في المدرسة.
طب مين في عائلتك حماس؟ مين في عيلة جوزك؟ قلت له: بعرفش، قال: بدكيش تساعديني؟ قلت له: بإيش أساعدك أنا بعرفش اشي أنا مرة نازحة في ولادي خايفة من الحرب وبيتي انهدم وأنا قاعدة في المدرسة هيني في مدرسة الإيواء.
قال لي: إذا ما ساعدتيناش مش هخليكي تشوفي ولادك، كان ابني معايا في حضني عمره خمس سنوات (آدم)، طلب مني إني أسيبه للي وراي وآجي عندهم، لما قلت له ابني صغير وتعبان قال لي إذا ما ساعدتيانش مش هخليكي تشوفي ابنك.
قبل ما ياخذوني طلبوا تفتيشي فتشتني المجندة تفتيش كامل، بعدين أخذتني ربّطوا إيديّا وعنيّا وأخذوني في الجيب. وشوية أخذوني دغري على زيكيم قعدنا بعدين ودونا على معتقل ديمونه في القدس قعدنا 8 أيام، بِ 31/12 نقلونا على سجن حيفا. فأثناء نقلي غير السب والشتم طبعًا وغلط علينا وطول الوقت يصحّونا كانت الدنيا برد سقعة يزعقونا عدد عدد نقوم للعدد، طول الليل مثلًا يخلونا ننام والصبح يصيروا يخبطوا يصرخوا يفتحوا مواتير يزعقوا ويغلطوا على حماس ويغلطوا علينا طول الوقت غلط علينا وسب.
الشاهدة الثانية:
كنت نازحة أنا وولادي على مدارس ابو الحلو الإبتدائية اليهود اجتاحوا البريج والمدارس الأغلب، لما أخذوني اليهود كنت أنا قاعدة مفهمة ولادي إنه هُمّا راح يعطونا مية وشوي وراح أغيب عنهم يعني شوية وأرجع، بس هو كان للأسف الشديد إنه هو أخذني اليهودي قال لي بدنا نخلي الدكتورة تشوفك ولما الدكتورة شافتني فتشتني تفتيش اللي هو شبه يعني عاري.
اليهوديات كتير اليهوديات طول الوقت يخبطين في الظهر وفي الراس يسمطين كلنا هيك عاملينا زي هيك طول الوقت - تشير إلى طأطأة الرأس - مربّطات إيدينا ورجلينا.
لما روحوني بعد الـ43 يوم لقيت ولادي عن طريق الصليب قعدت اتصل اتصل لما لقيتهم عند ناس قرايبهم هان في رفح الحمد لله تلاقيت أنا وياهم.
الشاهدة الثالثة:
أنا تعرضت للتعذيب منه ضرب والتربيط في إيديّا وعنيا كانوا مغمييني، وتعرضت انه الحجاب شلحوني إياه وكان يلبسوا في إيدهم زي حديد يظله يضربني في راسي، ظله يقولنا وطي راسك وظله يعص في العصبة كل ما نقوله له رخيها يظله يعص.
قعدت 43 يوم عندهم في الأسر، بعد 43 يوم ما بعرف إشي عن ولادي، لأنه هم كانوا حاطينهم في جوره، الناس اللي بدهمش ياهم محطوطين في جوره. في ال43 يوم أنا كنت أفكر إيش صار فيهم هل دفنوهم؟ ليش؟ كان في بنات عندي يقولوا دفنونا وطلعونا نوع من العذاب والعقاب.
ولادي مش معايا وابني عمره 9 شهور والتاني عمره أربع سنين ولادي في الشمال وأنا في منطقة الجنوب.