الشاب محمد عبد الباري من خطيب في المساجد إلى شخص فاقد الذاكرة والنطق بعد استشهاد 36 فرد من أسرته في قصف إسرائيلي


توثق هذه الشهادة عبر قناة الجزيرة مباشر ما حصل مع الشاب محمد عبد الباري بعد أن فقد 36 فردًا من عائلته في قصف إسرائيلي حيث فقد ذاكرته وقدرته على الكلام تم نشر هذه الشهادة بتاريخ 14/3/2024 وهذا نقل لشهادة ما تبقى له من أسرته كما وردت على ألسنتهم :


الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة
منذ 7 أشهر

نص الشهادة:  

يقول المذيع: محمد الآن سامعنا، سامعنا؟ 

محمد: آه 
المذيع: هو أنت كنت خطيب مفوّه بالمساجد؟ -وكان مندوب إعلامي لأحد شركات الحج والعمرة-، بعرف آه وكتير شغلات، كل هذه الشغلات مش متذكرها؟ 

محمد يشير بأنه لا يتذكر شيئًا. 

المذيع: ولا اشي؟ 

محمد يشير مرة ثانية بلا. 

يقول شادي ابن محمد عن أبيه: كنت لما يكون عنده خطبة أروح معاه، يخطب وبعد ما يخلص الخطبة بجري عليه وبضل أعانقه ويضل يضحّك فيّ، أما هلقيت ولا في حاجة ولا بحكي ولا حاجة! 
-يبكي شادي بحرقة على وضع أبيه-   

يقول والد محمد: كنا في عند بنتي في خانيونس في حي الأمل جنب جامع البنا مباشرة وكان في قصف غاد (هناك) وكنا نايمين، أنا نايم بالطابق اللي تحت منه وهو وخواته وأحفادي نايمين بالطابق الخامس فوق، وأنا نايم بالطابق اللي تحت منه أنا وكمان شباب معاي زملائي. ما سمعت إلا الساعة 8، 8:30 إلا صاروخين بضربوا الدار، واحد أجا هيك وواحد أجا هيك (ويشير بيديه بإشارة X) خبطن الدار معاكس فطلعت أنا بقول للي معاي قوموا خلينا نشوف جيراننا انقصفوا! طلعت من باب الشقة اللي ساكنين فيها بقلهم: ولكم هادا عنا مش عند جيراننا، طلعت أجري (أركض) فوق لقيت أبو شادي لقيت أبو شادي قاعد زي مهو هيك وكل أمه وأخواته وأحفادي كلهم وبنته وابنه هدول من الطابق الخامس عالأرض.. 

أخت محمد: تم استهدافنا في تاريخ 12/12 بمنزل أختي في حي الأمل، مما أدى لاستشهاد 36 من أفراد أسرة أبو شادي (أخيها محمد)، اللي هم خواتي كلهم، أمي وزوجة أبو شادي، احنا الناجين الوحيدين من القصف، أبو شادي أولها كان متقبل الأمر بالعكس كان يصبر الناس "الله يرحمهم شهدا الله يتقبلهم" فجأة بعد فترة من الاستهداف، فجأة فش أبو شادي لا بحكي ولا.. بالعكس طلع من عندي فقدناه حوالي 12 ساعة، تاه أبو شادي فجأة صار معه الاشي، ما كنا واعيين إنه هيك صار فيه، طلع.. بحثنا عليه في كل الأماكن حدا مسك جواله من الشارع بعت إنه هاد الراجل عند إدارة الشؤون المدنية في رفح، احنا رحنا جبناه من الشارع متمدد.. أبو شادي حسون شركة حنيف اللي كان خطيب في كل الجوامع، متمدد في الشارع تحت الشتا، زي السقعان شالح جزمته، احنا حملناه وجبناه، هلقيت أبو شادي لما بده يروح عالحمام لازم يروح حد معاه، مستحيل أبو شادي يطلع من باب الخيمة إلا حد معاه، ليش! لأنه فاقد الذاكرة ما بيحكيش، أبو شادي اله علاج، وحتى كمان ابنه شادي مصاب في رجله، صار عنده قصر إنه البلاتين كان فيه وضع طوارئ، ممشينه تمشاية مش اشي دائم، فشادي عنده رجل طويلة ورجل قصيرة صار إثر الاستهداف.. بنتمنى من الجهات المختصة يساعدونا، أقل اشي أبو شادي وأولاده، الهم علاج! إنه يطلعوا برا بالخارج..


الوسوم

شهادات حرب خانيونس حرب الإبادة الجماعية

شارك


x