شهادة عاصم النبيه حول الدمار الهائل الذي ألحقه جيش الاحتلال بمستشفى الشفاء


توثق هذه المقابلة التلفزيونية شهادة مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية غزة المهندس عاصم النبيه حول الخسائر البشرية والمادية بعد حصار الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي ورؤية البلدية لإعادة تشغيله تم نشرها بتاريخ 1/4/2024 على منصة قناة الغد على YOUTUBE


الوقت المقدر للقراءة: 10 دقيقة
منذ 8 أشهر

نص الشهادة:  

المذيع : 
وينضم إلينا من غزة المهندس عاصم النبيه مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية غزة. مهندس عاصم أهلًا بك معنا على شاشة الغد. لو تعطينا ولو بتقديرات حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بمجمع الشفاء الطبي طوال الأسبوعين الماضيين. 

عاصم:   
يعني حقيقةً ما مرت به غزة خلال الأشهر الماضية هو ضمن استهداف ممنهج لكل الحياة داخل المدينة وللمرافق الحيوية. لكن استهداف مستشفى الشفاء كشريان حياة داخل المدينة لم يكن في تصور أي أحد والخسائر داخل المجمع وفي محيط المجمع هي خسائر كبيرة جدًا. حتى هذه اللحظة لا توجد إحصائيات دقيقة حول أعداد الشهداء وأعداد المصابين وحتى المعتقلين لدى القوات الإسرائيلية، لكن هي بالتأكيد، الشهداء أعدادهم بالمئات، المفقودين أيضًا بالمئات. آلاف، آلاف الناس حاولت الوصول لمستشفى الشفاء والمنطقة المحيطة به من أجل محاولة اكتشاف ماذا حدث مع عائلاتهم أو مع أقاربهم وأصحابهم أو حتى النازحين داخل مستشفى الشفاء. لكن حجم الدمار كبير جدًا، هذا الدمار ينذر بأن هناك خسائر كبيرة جدًا، ليس فقط بالمباني والمجمعات السكنية وأيضًا مجمع الشفاء الطبي وأيضًا على المستوى البشري هناك أضرار وأضرار كبيرة جدًا. 

المذيع :       
فيما يتعلق بالشهداء مهندس عاصم، كنا نسمع طوال الفترة الماضية عن روايات مروعة بخصوص من يوجد داخل المستشفى سواء كانوا مواطنين أو مرضى أو أطقم طبية، بأي حال وجدتم جثامين الشهداء؟ 

عاصم:   
يعني حقيقة، يعني أنا واحد من الذين رأوا جثث الشهداء في محيط مستشفى الشفاء وفي المناطق المحيطة بالميادين مثل ميدان حيدر عبد الشافي ومنطقة العباس، وهذه المناطق هي محيطة بمستشفى الشفاء. كانت الجثث ملقاة على الأرض، بعضها شبه متحلل، حاول الناس انتشال هذه الجثث يعني بالطرق البدائية، وضعها في أقمشة أو وضعها في بعض الأغطية حتى يعني ينتشلوها. هناك جثث متحللة طبعًا في مناطق مختلفة من المحيط في محيط مستشفى الشفاء. الوضع كارثي جدًا، هناك معاملة غير إنسانية. 

المذيع :   
هل وجدتم أحياء داخل المجمع؟ 

عاصم:  
حقيقة المواطنون ذهبوا مباشرة إلى مستشفى الشفاء، وبالتالي لا توجد لدي معلومات دقيقة حول إن كان هناك أحياء أم لا. لكن الاحتلال خلال فترة الأسبوعين الماضيين، كان يطلب من المواطنين والنازحين داخل مستشفى الشفاء مغادرة المستشفى وإجبارهم على النزوح إلى المناطق الجنوبية وبالتالي نعتقد بأنه كان خالٍ تمامًا، إما شهداء وإما معتقلين وإما تم إجبارهم لمغادرة الشفاء إما بالنزوح نحو الجنوب وإما بمغادرة المحيط إلى مناطق أخرى. 

المذيع :   
أولوياتكم في هذه المرحلة سيد عاصم بالنسبة لمجمع الشفاء الطبي؟ 

عاصم:    
يعني بلدية غزة كجهة مدنية داخل المدينة تحاول الآن أن ترى ما يمكن فعله، لكن المجمع فعلًا خرج عن الخدمة، المباني خرجت عن الخدمة ولا يمكن إصلاحها أو إعادة تأهيلها على المدى القريب العاجل، وبالتالي مدينة غزة الآن بدون مستشفى كبير قادر على رعاية المصابين والجرحى في ظل هذا الظرف الصعب جدًا، حتى فتح الشوارع المؤدية إلى مستشفى الشفاء والمؤدية إلى المنطقة المحيطة بمستشفى الشفاء، بلدية غزة غير قادرة على القيام بذلك لأنه تم تدمير آلياتها بشكل كامل، ليس لديها وقود كافي حتى تقوم بهذه المهمة، وبالتالي هي كارثة إنسانية وكارثة صحية وبيئية مجتمعة، اجتمعت على أهل غزة بالإضافة إلى كل الكوارث الصحية والبيئية والإنسانية على مدار الستة أشهر الماضية. 

المذيع :  
مجمع الشفاء الطبي هو من أكبر المشافي والمجمعات الطبية ليس فقط في مدينة غزة وإنما في القطاع بشكل عام، ولا شك بأنه حتى يتم إعادته إلى سابق عهده -ما بعد هذه الحرب- أمر سيتطلب جهود وإمكانيات كبيرة، مهندس عاصم، أليس كذلك؟ 

عاصم:    
نعم نعم، بكل تأكيد، يعني نحن نتحدث عن تدمير أكثر من 70% من الوحدات السكنية والمباني داخل مدينة غزة بما فيه المستشفيات والمدارس وآبار المياه وحتى المراكز الثقافية ومحطات معالجة الصرف الصحي والملاعب والجامعات، يعني عمليًا تم تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية داخل المدينة. لكن مستشفى الشفاء له خصوصية داخل المدينة، وأكبر مجمع على مستوى قطاع غزة، وهو أيضًا فيه التخصصات النادرة التي لا توجد في غيره من العيادات والمستشفيات الأخرى، وبالتالي إعادة تشغيل هذا المستشفى الآن يحتاج إلى دعم كبير جدًا، إعادة تأهيل ليس فقط الأجهزة والمعدات التي تم حرقها داخل المستشفى وتدميرها ولكن أيضا المباني نفسها الآن هي مباني غير صالحة ولا يمكن استخدامها ويجب إعادة تأهيلها وإعادة بنائها وبالتالي نحن لا نتحدث عن إعادة تشغيل قريبة جدًا أو حتى خلال أسابيع ربما يحتاج أشهر حتى نتمكن من إعادة تشغيل هذا المستشفى. 


الوسوم

مستشفى الشفاء حرب الإبادة الجماعية شهادات حرب

شارك


المصادر


قناة الغد
x