(المرأة الوحيدة في شاحنة الأسرى) شهادة الأسيرة هديل الدحدوح حول تفاصيل اعتقالها لدى جيش الاحتلال الاسرائيلي


هذه شهادة للأسيرة هديل الدحدوح صاحبة الصورة الشهيرة التي ظهرت فيها بشاحنة تحمل ما يقارب مئة أسير من الرجال العراة وهي السيدة الوحيدة بينهم تحكي تفاصيل اعتقالها وتعرضها للتعذيب والترهيب على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي على مدار 54 يومًا، تم توثيق هذه الشهادة عبر قناة الجزيرة على YOUTUBE بتاريخ 31/3/2024 وهذا نقل لشهادتها كما وردت:


الوقت المقدر للقراءة: 14 دقيقة
منذ 8 أشهر

نص الشهادة:  

 

 

هادي الصورة اللي كل الدنيا شافتها (تحمل هاتف محمول وتظهر عليه صورتها الشهيرة بين الأسرى)، البنت اللي كانت مع 100 أسير هي أنا.
حطوني في ناقلة الجنود وخلعوا الحجاب عليّ وراحوا نشروها لكل الدنيا شافوها هذي الصورة. وإذا حابين تعرفوا قصتي، تابعوني.
 

أنا هديل الدحدوح، عمري 24 سنة، متزوجة وعندي ولدين أربع سنين وتسع شهور. كنا في 6/12 خشوا اليهود علينا فجروا الحيطة في بيت جيراننا في الزيتون، في منطقة الزيتون. خشوا علينا فجروا الحيطة وبعديها خش علينا الجنود صاروا يقولوا اطلعوا من البيت خليكو واقفين على الشارع. قعدونا احنا النسوان رفعنا إيدينا وأخدوا الرجال اللي كانوا معانا غموهم واخدوهم ع دار. 
 هو الظابط ناداني قال لي تعالي، نادى اسمي قال "هديل الدحدوح" قال لي تعالي. أخدني وكان الولد ابني بعيط. قال لي: "اعطي الولد لسته". قلت له:"ليش؟" صار يقول لي: "بدي اعمل لك فحص من ايدك نص ساعة وبرجعك لابنك". صرت هالقيت اعيط، خفت هادا الوقت، كنت خايفة وبعيط. عملوا لي فحص من ضهري عملوا لي DNA، شكوا في ولادي فكروهم من ولاد تعون 7 أكتوبر اللي جابوهم حماس.  

هالقيت قعدت والرجال اللي كانوا معايا هم جوزي وسلفي وعمي الاتنين الغرب بقوا يتصارعوا وقتها، برضو مضروبين ومقعدينهم نفس هادي القعدة صاروا يدوهم إبر، يغزوهم إبر. خدرونا اليهود وصاروا يسألونا ع 7 أكتوبر، مين بنعرف في حماس؟ إذا بتعرفي وين فيه أنفاق، صار يسألني، صار يقول لي: "إنتي نخبة مع حماس؟"، أقول له: "لأ أنا مش نخبة". يضربني. كل ما اقول له رخيلي العصبة يشد لي إياها على عينيا لدرجة رموشي خشوا جوا عينيا. قلت له: "انعميت انعميت". صرت اعيط وقتها.  

تاني يوم اخدونا في دار كان كلها أسرى يعني فوق ال100 واحد. فوق ال100 زلمة كانوا، كلهم معريين في البكاسر (الملابس الداخلية) ومضروبين. كنت أنا مربّطة، صار يرمي عليّ حمام، يجيب لي حمام الجندي ويرميه عليّ، يرموه عليّ يضل يعوّي زي الكلاب يعوولي، ويخبطوني في قاع الكلاشن (تقصد سلاح كلاشنيكوف) ع ضهري. كان لابس بإيديه زي إشي حديد، يخبط على راسي، يضربني في البسطارلحذاء) يقول لي: "انتي حماس. انتي نخبة" ويحكي ألفاظ رذيلة.   

تالت يوم حطونا في جورة (حفرة)، أخدونا هالقيت، جورة كبيرة كانت زي قبر قولي. نفس احنا ما هادي القعدة كلنا فوق ال100 زلمة كانوا حطوهم قبالي هيك سطر وانا كنت معاهم، حطوني قبالهم. والدبابة والجرافة وجيب (سيارة عسكرية) كانوا ع سطر واحد تحت في الجورة اللي احنا فيها، كانوا فيها، وفوق.. فوق الجورة كمان كانوا دبابات ضلهم يحوموا فوقينا هيكا يعني ع دوران هيك.  
هالقيت عمي.. حمايا صار هالقيت يندفن أول واحد، صار يقول: "انخنقت! تعالي قيميني. تعالي قيميني." عمي صار يعيط هالقيت. كل ما أقوم يخبطني الجندي في ضهري يقول لي: "اقعدي بقول لك!" ويغلط كلام سافل عليّ ويضربني. بقول له: "إيش بدك تعمل فينا؟" قال: "بدي ادفنكم وانتوا عايشين وأخلي الكلاب تاكلكو" صرت اعيط يعني كتير انهرت هالقيت. صرت اقول له: "اقتلنا. طخنا. مابديش أموت هادي الموتة" صرت أعيط هالقيت. والزلمة الشباب كانوا كلهم يعيطوا يعني زيي زيهم يعيطوا زي الصغار الشباب اللي كانوا معاي، يقولوا: "لا بدناش نموت هيك" ويعيطوا يعني من كتر يعني التعذيب والكلاب حوالينا كانوا والجنود 100 جندي كانوا علينا. 

 وبعدين حطوني في ناقلة الجنود هادي، كان فِش ولا مرا، فِش إلا أنا. كنت إيديا ورا مربّطة وصاروا يحطوا الزلام فوقيّا. يعني شباب فوق ال100 زلمة يعني كبار بالعمر كانوا. فوق هادا وهادا إنه كنت يعني بشعري. كنت اقول له: "غطيلي" مايرضاش. هيك شدلي إياه. شدّوا لي حجابي. وصلنا كانت خيم، كانت عبارة عن خيم كلها جنود وجيش. جيش كتير كان. وصاروا يغلطوا على الرجال اللي كانوا معايا وعلينا ويضربونا. ونزلونا هالقيت وحطونا زي حصمة خشنة هيك يعني كلها مياه كانت.  

هالقيت وصلت، فصلوني بين الرجال وبين النسوان، فِش إلا أنا كنت، حطوني هالقيت.. لقيت نسوان تانيين كانوا تلاتة بدار أبو زور، صرنا 19 أسيرة. جابوا باص، أخدونا هالقيت من اللي كنا فيها، هادي الخيمة. أخدونا هالقيت مرقونا في إسرائيل، هالقيت خشّينا إسرائيل، وصلنا منطقة القدس، ضواحي القدس. خدونا في معتقل عنتوت. أول ما وصلنا عملولنا تفتيش عاري من قبل مجندات، فتشونا كان معايا دهبي ومصاريّ والجوال والهوية وأوعية كنت لابساهم أخدوهم مني. 

 صار يحقق هالقيت معايا، يقول لي ع 7 أكتوبر وين كنت، قال لي: "الساعة سابعة الصبح وين كنتي؟" قلت له: "أنا كنت في بيتي"، قال: "إيش كنتي بتعملي؟" قلت: "كنت بلبس ابني ع الروضة وجوزي بده يروح ع الشغل". كل ما اقول له كلمة "ماعرفش" تعذيب وضرب، يضربوني ويعذبوني. أقول له: "طب أنا بدي ولادي". يقول لي: "لما ولادنا يرجعوا من غزة بنرجعك لولادك" هيك يقول لي. فِش خلص التحقيق وكل إشي، رجعنا في المعتقل تاني، قعدنا فيه تسعة أيام، أنا قعدت في السجن 54 يوم، عند اليهود. في التسعة أيام هادول إيدينا مربّطين قدام، نخش الحمام واحنا إيدينا مربّطين. كان سقعة زيك هيك البرد، تلج عندهم عشان مناطقهم جبلية. كان الجنود اللي يراقبوا علينا يحكوا كلام وسخ علينا، يحكوا.. شتموا على الرسول صلّى الله عليه وسلم، لما يلاقونا نصلي تلاقيهم يحكوا شتايم عليه ع الصلاة.  

بعد تسعة أيام أخدونا في.. في بئر السبع، قعدونا فيه، عملوا لنا بطاقات هالقيت، البطاقات هادي انتماء إنه هاي خلاص صرنا عندهم. هالقيت قعدونا في ساحة فاضية كانت زي نجيل (عشب أخضر) كلها، ملوها مياه وقعدونا احنا ال19 فيها. قعدنا، خلونا هيك قاعدين، هيك (جلست القرفصاء). إيدينا هالقيت مربّطين هيك وقالوا لنا وطوا راسك. وبعد إجا الجنود، صاروا يخبطونا هالقيت، يضربوا فينا، يخبطوا براسي يخبطوا ع بطني، أننا عاملة عملية قيصرية، صار يخبطني ع بطني كل ما انوجع اقول له: "موجوعة" اكتر يزيدني اكتر تلاقيه يخبط أكتر، انفتحت العملية، لليوم بعاني منها.  

بعد بئر السبع أخدونا في سجن دامون قعدنا فيه. عملوا لنا فحوصات وكل إشي وقلت لهم إنا برضّع، إدّاني حبوب تنشيف، عطاني، نشف عندي صدري. أخدونا في معتقل تاني قعدنا فيه ست أيام لحد ما صرنا 54 يوم روحونا.  

عيطت وهيك. لليوم والله ولادي يعني الكبيرة يعني مش بتقرّب لي كتير، الصغير ماتقرّبليش كتير. لليوم والله يعني الجفا هيك فيهم إنه يعني نسيوني. من 6/12 لحد احنا في شهر تلاتة مالهمش يومين جايبينلي إياهم. صرت اعيط إني كنت ماكلة همهم إني أشوفهم، ماشفهمش؟ عن جد شعور لا يوصف، الحمد لله إنه ربنا هيك جمعني فيهم وجمعنا شملنا فينا الحمد لله. 


الوسوم

أسيرات شهادات حرب تعذيب غزة

شارك


المصادر


قناة الجزيرة
x