(خرجنا من المستشفى بغصة، ولكن الحمدلله، أدينا الرسالة) شهادة سابقة للدكتور الشهيد عدنان البرش


تم توثيق هذه الشهادة بتاريخ 18 نوفمبر 2023 مع الطبيب الشهيد عدنان البرش عبر قناة الجزيرة بعد خروجه من مستشفى الشفاء بسبب إخلاء الاحتلال للمستشفى، اعتقله جنود الاحتلال بعد أقل من شهر من هذه المقابلة، تعرض خلال فترة اعتقاله إلى التعذيب الشديد مما أدى استشهاده، في 2 مايو 2024 أعلنت هيئة الأسرى عن استشهاده ووفق للمعلومات المتوفرة فقد استشهد الطبيب عدنان البرش يوم الجمعة 19 أبريل 2024 في سجن عوفر، ولا يزال جثمانه محتجزًا لدى سجون الاحتلال، وهذا نقل لشهادته كما وردت:


الوقت المقدر للقراءة: 15 دقيقة
منذ عام

نص الشهادة:  

الدكتور عدنان:
خرجنا من المستشفى والله يا أختي خرجنا من المستشفى بغصة، ولكن الحمدلله، أدينا الرسالة
(يظهر صوت بكاء الدكتور عدنان) ثم يكمل: والله إنا أدينا الرسالة وأجرُنا على الله. 

المذيعة:
دكتور عدنان نُقدر هذا التأثر الواضح في صوتك ونحاول معك أن نستوضح المشهد
، عمن خرجوا كم أعدادهم وإلى أين توجهوا؟ 

الدكتور عدنان:
كان الخروج إلى الجنوب، أخبرنا الاحتلال أن طريق الخروج إلى الجنوب، إلا أن فيه بعض الناس اللي أهلهم موجودين في غزة أو في الشمال انحرفوا إلى دورهم وأهلهم
، أخذوا طريقًا آخر إلى دورهم وأهاليهم، طبعًا هذا كله تحت الخطر الشديد جدًّا، يعني أنا واحد من الناس لم أذهب إلى الجنوب توجهت إلى أهلي في شمال غزة والآن أنا أسير تحت مرمى الطيارات والدرونز(طائرات الاستطلاع) والرصاص، ولكن الحافظ هو الله أجرنا على الله. 

المذيعة:
دكتور عدنان أثناء عملية الخروج هل كان هنالك أطفال
، نساء؟ ما كان وضع هؤلاء؟ هل قُدمت لكم أي مساعدة أثناء عملية الخروج من المستشفى؟ 

الدكتور عدنان يسأل مستنكرًا:
م
ساعدة ممن يا أختي؟! مساعدة ليس لنا إلا الله، نحن أخذنا مساعدتنا من الله وتوجهنا إلى الله وخرجنا على قلب رجلٍ واحد أما مساعدات لم نتلقّ أي مساعدات من أي أحد
. 
 

المذيعة:
دكتور عدنان هل حاولتم الخروج أو تأمين سيارات لكم لعملية الخروج
؟ وما كان موقف قوات الاحتلال؟  

الدكتور عدنان:
الخروج كان سيرًا على الأقدام، أجبرونا أن نسير على الأقدام
، يعني اللي خرج إلى الجنوب سوف يسير حوالي مسافة 30 أو 40 كيلومتر سيرًا على الأقدام، إحنا أهل الشمال مشينا حوالي 7 كيلومتر يعني حتى نصل إلى الشمال، كله سيرًا على الأقدام. 

المذيعة:
طيب المسار الذي اعتمدتموه هل كان مسارًا موجهًا من قبل قوات الاحتلال
؟ هل تم توزيعكم على مخارج مختلفة أم ماذا؟ كيف حُدِّدَ لكم مسار الخروج من المستشفى؟ 

الدكتور عدنان:
كلنا خرجنا من مخرج واحد الاحتلال أبلغ مَن استدعاهم
(وهو مدير المستشفى) أبلغه أن مسارنا يمشي من البوابة الشرقية للمستشفى عبر شارع الوحدة، ومن شارع الوحدة يتجه شرقًا إلى شارع صلاح الدين، ومن شارع صلاح الدين يتجه إلى الجنوب، لكن هناك بعض الناس اللي اتجهوا إلى أهاليهم سواءً في مدينة غزة أو شمالًا. 

المذيعة:
دكتور عدنان كيف
بلغكم الاحتلال بضرورة إخلاء المستشفى وما هي الضغوط التي مارسته قواته عليكم؟
 

الدكتور عدنان:
إحنا بُلغنا عبر الاحتلال، الاحتلال استدعى الإدارة عنده، هم موجودين عنا كانوا بالمستشفى، فاستدعى مدير المستشفى الساعة الثانية ليلًا وأخبره إنه الساعة التاسعة صباحًا يجب أن تخلوا مستشفى الشفاء تمامًا
، وهكذا تم الإبلاغ ورسم له خط السير اللي يمشي عليه. 

المذيعة: ماذا عن الجثث التي كانت موجودة داخل المستشفى، هل لديكم أي معلومات؟ 

الدكتور عدنان:
الجثث اختطفها الاحتلال، كل الجثث اللي كانت موجودة وبقت بالمستشفى اختطفها الاحتلال.
 

المذيعة:
دكتور عدنان لدى إبلاغكم بضرورة إخلاء المستشفى خلال ساعة،
أمهلكم الاحتلال ساعة واحدة لإخلاء المستشفى
، هذا ما أمهلكم الاحتلال به، هل تحدث الاحتلال عن أسباب عملية الإخلاء؟ هو يحاصر هذا المستشفى منذ أيام يقوم بقطع الاتصالات والمياه وكل الإمكانات عن المستشفى، استهدف المستشفى وبعض أقسامه بشكل مباشر، عملية الإخلاء ما الهدف منها بتقديرك؟ وإن كانت لديك أي معلومات من قبل قوات الاحتلال. 

الدكتور عدنان:
يعني
حسب ما أخبرنا مدير المستشفى اللي كان هو على تواصل مباشر مع جنود الاحتلال إنهم طلبوا منه إخلاء المستشفى تمامًا لا يريدون أي شخص في المستشفى لأن لديهم عملية طويلة في المستشفى
، هذا ما أخبرونا به. 

المذيعة:
دكتور عدنان أعود معك إلى الأوضاع الآن وأنت تسير ما هي أبرز المشاهدات
؟ ولماذا قررتم التوجه إلى الشمال فيما قرر البعض التوجه إلى الجنوب؟ 

الدكتور عدنان:
أبرز المشاهدات اللي شاهدناها جثث شهداء في الشوارع
، حتى الحيوانات لم تخلُ من الإصابات في الشوارع، التحطيم للبنية التحتية، فش شوارع أصلًا ما في شوارع، فش أعمدة كهرباء المباني كلها مهدمة، يعني إحنا نمشي بين ركام. والله يا أختي أنا تقريبًا وصلت المنطقة اللي أنا الآن موجود فيها، والله تخطيت المنطقة ولم أدرِ أني موجود فيها، يعني تخطيتها تخطيتها ولم أدرِ إني وصلتها، بسبب المظاهر اللي إحنا ما عرفناهاش يعني، والحمدلله على كل حال، المظاهر سيئة جدًّا والدمار كبير جدًّا جدًّا في الشوارع وفي المباني وفي الطرقات، وما يؤسفنا هو منظر الشهداء اللي في الشوارع، اللي لم ينتشلوا حتى الآن جثثهم تحللت، يعني حسبي الله ونعم الوكيل. 

المذيعة:
دكتور عدنان استهداف المستشفيات عملية مستمرة وممنهجة أيضًا من قبل قوات الاحتلال
، انتقلنا إلى مرحلة جديدة هي عملية إخلاء هذه المستشفيات، وطلب الاحتلال من الأطباء والمرضى والجرحى إخلائها، كيف ترون هذا الطلب أو هذه الأوامر في الحقيقة؟  

الدكتور عدنان:
إحنا
بنعرف أنه منافي لكل الأخلاق الدولية ومنافي لكل القوانين والشرائع الدولية، المستشفيات حاولوا إنه يجلونا منها بالإرهاب، اقتحموا ودمروا كل ما حول المستشفيات واستهدفوها بشكل مباشر استهدفوا مباني الموجودة في المتفشيات، إلا أننا كطواقم كنا كلمتنا واحدة وعازمين عزمًا واحدًا على كلمة رجل واحد ألا نغادر المستشفيات إلا بمرضانا، حينما رأوا منا هذا الصبر وهذا الثبات وهذا الجَلَد وهذه القوة لدى طواقمنا بدأوا بالإجبار على الإخلاء، أجبرونا على الإخلاء وهددونا تهديدًا مباشرًا يجب أن تخلوا المستشفيات حالًا وإلا، (إلا) ولم يوضحوا ماذا بعد إلا، في هذا الموضوع. 

المذيعة:
طيب نحو 800 ألف من أهالي غزة بقوا في شمال القطاع
، مع تناقص أو توقف المستشفيات عن العمل في هذا القسم ربما مستشفى واحد ما يزال يعمل، كيف سيتعايش الناس لاسيما في ظل القصف المتواصل على شمال غزة؟ 

الدكتور عدنان:
أعتقد أنه الآن فش أي مستشفى يعمل في شمال غزة وغزة نفسها، يعني مستشفى الشفاء منذ 12 يوم خارج عن الخدمة
، مستشفى المعمداني الآن محاصر ولا أحد يستطيع أن يتوجه إليه، المستشفى الإندونيسي أصلًا ليس فيه أي مقومات، يعني يعمل بما لديه أعتقد أن نحن في غزة وشمال غزة خارجين عن الخدمة تمامًا كوزارة صحة، ولكن إحنا كأطباء لدينا ما تعلمناه ومهارتنا إننا نتعامل مع المريض حتى تنقذ حياته مش شرط إنك تعالجه في المرحلة الحالية حاول إنك تحافظ على حياة هذا المريض إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا. 

المذيعة:
إذا عُدت معك إلى عملية الإخلاء التي جرَت من مستشفى الشفاء
، كان قد تعرض بعض من الكوادر ومن هم داخل مستشفى الشفاء لعملية استجواب، هل تواصلَت هذه العملية أثناء الإخلاء؟  

الدكتور عدنان:
لا لا إحنا في الإخلاء تم إخلاء الجميع
، تم المناداة عبر مكبرات الصوت من الدبابات الإسرائيلية وتمت حسب المسار اللي خططوا له، وكان هذا المسار محاصر بالدبابات من كل مكان وخرجنا كان الواحد في تخوف من الناس، المنظر مرعب ورهيب لا أخفي عليكِ، شوارع محطمة وبيوت محطمة ومهدمة، ودبابات على الجانبين وجنود كل بنادقهم مصوبة إلينا وشهداء ملقون في الشوارع. 


الوسوم

حرب الإبادة الجماعية مستشفى الشفاء سجن عوفر أسرى تعذيب شهداء

شارك


المصادر


قناة الجزيرة
x