(كنت أفكر إني حأكون مثل بقية الأطفال اللي ببقوا تحت الأنقاض ومش بطلعوهم، اللي بقعدوا سنين وأشهر) شهادة الطفلة تولين خطاب الناجية الوحيدة من استهداف الاحتلال لعائلتها والرعب الذي عاشته وهي تحت الركام


في هذه الشهادة للطفلة تولين خطاب تروي تفاصيل استهداف طيران الاحتلال لمنزل أسرتها في دير البلح واستشهاد جميع أفراد عائلتها واللحظات المرعبة التي عاشتها تحت الأنقاض إلى أن تم إنقاذها، تم توثيق هذه الشهادة عبر قناة الجزيرة على YOUTUBE بتاريخ 13/3/2024، وهذا نقل لشهادتها كما وردت:


الوقت المقدر للقراءة: 7 دقيقة
منذ 7 أشهر

نص الشهادة:  

أول ما صار علينا القصف ونزل الصاروخ وانفجر كنت أفكر إني حأكون مثل بقية الأطفال اللي ببقوا تحت الأنقاض ومش بطلعوهم، اللي بقعدوا سنين وأشهر.. 

أنا تولين عصام خطاب، من دير البلح تم قصف منزلنا في دير البلح، وتم استشهاد إمي وأبويا وإخواني التلاتة وما ضل غير أنا وأختي..
القصة إنه أنا كنت
رايحة أجيب المغرفة (تستخدم لسكب الطعام) من عند خالتي عشان أبوي يتغدا، دخلت الدار كان أخوي مازن طالع لسا ع الدرج حكالي روحي تغدي هاي إمي غرفت (سكبت) لأبوي نص الأكل، رحت أعطيت لأمي المغرفة أختي تالا كانت قاعدة ع الكنباية على الجوال قاعدة بتحكي مع صاحبتها من الأردن، فأعطيت المغرفة لأمي وغرفت لأبوي الأكل، وأبوي وأختي الصغيرة قعدوا يوكلوا وبعدين أنا غرفت لإلي الأكل وحطيته ع الطاولة، أكلت لقمتين من الأكل وأختي الصغيرة حكتلي روحي جيبيلي كاسة مي عطشانة، وأنا بدخل للمطبخ جبت لإلي كاسة حلوة فيها مي وجبتلها هي بكاسة شاي هي ما عجبهاش بدها كاسة حلوة زي ما أنا صبيت لإلي بكاسة حلوة، رحت بمد ايدي بدي أصبلها صار في لهيب أحمر وانفجر فيا المجلى ووقعت ع الأرض،
زي إني رجعت لورا ونزلت زي هيك تحت الطاولة وقعد ينزل كل الردم وأختي الكبيرة صارت تصرخ أنا سمعتها.. بعدها أجوا وفتحوا الباب تبع الدار وزعقوا (نادوا):
مين هان في الدار؟ مين عايش؟
صرت أرفع ايدي وأنط إني أنا هيني أنا عايشة، دخلوا طلعوني وودوني ع
لى المستشفى، عاد وأنا في المستشفى قعدوا يحكوا إنه عصام خطاب استشهد، عصام خطاب استشهد، أنا صحيت صرت أصرخ وما حد قعد يسكتني فدخلوني على غرفة الغرز وغرّزوني في ضهري وهان عند تمي (فمي) وهان كمان.. هان في حرق كمان (تشير إلى خدّها الأيسر)، كان شعري كل ريحته ردم (ما يسقط من الجدار المتهدم)، كنت قرفانة من ريحة الردم اللي في شعري، بعدها نزحنا على رفح وغسلولي شعري وأواعيّا ولبسوني أواعي جديدة،
في أنا
إلي اخت سنة أولى جامعة طلعوها من تحت الأنقاض في العناية المركّزة صرنا نزورها كل أسبوع، أسبوعين، ويوم ما رحناش عندها لإنه نقلنا من منطقة لمنطقة وكانت رجلها الشمال مبتورة وكان عندهت تهتّك فعملولها عملية وكان في أصبعها الكبير تاع رجلها، كانوا بدهم يبترولها اياه شافوه بطّل بده بتر، فلما عملولها العملية نقصت وحدة دم، حطولها وحدة دم بعدين صار في نزيف واستشهدت الله يرحمها فاتصلوا علينا وحكولنا استشهدت فتركنا كل اللي بإيدنا ورحنا، مع الزحمة ما قدرناش إنه نوصل دير البلح، فوصلنا نص الطريق ورجعنا تاني.
 
 كنت خايفة كتير.. أول ما فتحت عيوني ولقيت حالي إني فوق صرت أصرخ وأجوا الناس يطلعونا من تحت الأنقاض. قبل الحرب كنت أصحى من النوم ألعب وألبس وأسوي وأبوي ما كان يحرمنا من اشي كان كل اشي يجيبلنا هلأ ما حد بجيبلنا حاجة، مشتاقة لأبوي ومشتاقة لإمي ومشتاقلهم كلهم، يا ريت يرجعوا بس هم مش رح يرجعوا.
بنحكي "يا ريت" شو بدنا نحكي.. الحمدلله. احنا كأطفال شفنا كتير، شفنا أشياء كتير المفروض احنا منشوفهاش، حتى الكبار ميشوفوهاش، احنا شفناها!! حلمي كان أصير دكتورة جراحة بس لما أختي الكبيرة الممرضة استشهدت صرت زي ما هم كانوا كلهم بدهم إنها تصير ممرضة صرت أنا بدي أصير ممرضة زيها، بفكر بالمستقبل وكم شخص احنا فقدنا في هذه الحرب، هي قبل يومين اجاني خبر إنه بنت عمي استشهدت الله يرحمها. 
  


الوسوم

حرب الإبادة الجماعية شهادات حرب مجزرة دير البلح

شارك


المصادر


قناة الجزيرة
x