شهادة علي الفيومي موظف بلدية غزة بقي على رأس عمله منذ بداية العدوان رغم فقدانه ثلاثة من أبنائه ودون تلقي أي راتب


يتحدث علي الفيومي حول ظروف عمله الصعبة في بلدية غزة وإصراره على العمل دون تلقي أي راتب منذ بداية العدوان الإسرائيلي وتفاصيل استشهاد أبنائه الثلاث، تم نشر هذه الشهادة عبر حساب بلدية غزة على منصة X (تويتر سابقًا) بتاريخ 2/5/2024، وهذا نقل لشهادته كما ورت:


الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة
منذ 5 أشهر

 

نص الشهادة:  

أنا الآن فاقد.. تلات ولاد الله يرحمهم، واحد في 17/10 هادي الحرب، وواحد في 13/12، وواحد في ال2004 أحمد الله يرحمه. وفيه ولد لهل اليوم (لهذا اليوم) مصاوب بده صورة CT وتليفزيون وهادا، مش عارفين وين نصوره. 
 المهم في 17/10 واحنا شغالين في الآلية، بقيت (كنت) شغال على الآلية، وفي ساحة الشوا عند مخبز ع الدور، صارت هوايا نواحينا (ضربة صاروخية بجانبنا)، زي الإشي هيك خنقنا، انخنقت. المهم طلعت الجوال قعدت أرن أرن أرن ع مية العافية (بصعوبة) لحد لما أخويا منتصر رد عليّ. بقول له: "شو الدعوة بشوف الناس بتجري كلها نواحينا؟" قال لي: "ولادك كلهم استشهدوا". آه.. جبت الآلية وصفيتها هنا ع باب الكراج وقلت للمسؤول هيك هيك القصة ، قال لي: "يا عمي روح". هلقيت نزلت من الآلية وقعدت أجري بدل ما اروّح على الشفا (مجمع الشفاء الطبي)، صرت أجري هناك وتحت شجرة واعيّط. إلا زلمة بيعرفني، 
 قال لي: "مالك يا أبو الفيوم؟ إيش الدعوة؟" قلت له: "والله ولادي كلهم استشهدوا. 
 قال: "طب يا عمي وين رايح تجري؟" قلت له: "رايح ع الشفا." قال لي: "من هان الشفا، تعال اركب." وأخدني لحديت الشفا (أوصلني إلى مستشفى الشفاء). 
 دفننا معاوية، لقيناهم مكفنينه ومغسلينه ودفناه وعاودت رجعت أنا على الشغل غلّقت. وبعدين احنا هانا في الشغل يعني بنرفع أذى عن الناس ومش عارف ايش يعني الناس بيقولولنا الله يخلف عليكم والله مش عارف.  

التاني هادا قُصَيّ بعد ما انقصفت الدار وقعدنا في مدرسة عبد الفتاح حمودة. 
طلع العصريات الولد يروح ويجيب حبة حطب امه بدها تخبز، مسكين، هو وابن خاله ابن عبد. إلا هو إجا فيهم صاروخ من مسامير هادا. أخدناه في الليل بعد العصر لقيناهم بيقولوا: "ياعمي هادا ميت" ماجاش في الوقت. 
 تاني يوم الصبح دفناه في فاطمة الزهراء هادي اللي هانا هي (يشير بيده). دفناه وعاودنا برضه وجينا ع الشغل وغلّقنا. ورغم ذلك أنا كفنتهم ودفنتهم الله يرحمهم وهادا ورجعت أمارس عملي.  
مع إنه إلنا سبع شهور في الحرب وإحنا شغالين ولم نتقاضى راتب كامل إلا غير سُلَف بسيطة ومازلنا إحنا في العمل حتى آخر نَفَس. والله الواحد بيلاقي أريحية وهو بيخدم بلده وشعبه. يعني احنا هنا قاعدين في المدارس البعوضة قتلتنا، الله يعزك الزبل حواليها والمجاري طافحة، البنية التحتية تعبانة. البعوضة قتّلتنا في المدارس وفي الدنيا وفي الدين. 
يعني وين ما كان لا فيه آليات بترفع ولا سيارات، كلها ضربوهم اليهود ودمروهم وحرقوهم. والناس بتولع الزبالة الله يعزك بتحرقها، الدخنة هادي برضه مرض للناس. 
 في يوم العمال العالمي كل السنين بناخدها إجازة إلا الأيام هادي، هينا شغالين وفي خدمة الشعب وبنمارس عملنا يعني زينا زي الناس.


الوسوم

شهادات حرب حرب الإبادة الجماعية ساحة الشوا غزة

شارك


المصادر


قناة الجزيرة
x