شهادة حول أولى المبادرات لاستئناف الدراسة في الخيام بالرغم من النزوح
عرض هذا التقرير على قناة الأقصى محاولات أولى لاستئناف التعليم في الخيام بعدما توقفت المدارس والجامعات لمدة 10 شهور متواصلة بسبب الحرب، لا يعني هذا الاستسلام لواقع الخيام لكنه يرفض الاستلام لواقع الحرب كذلك، تم توثيق هذا التقرير بتاريخ 3/5/2024، وهذا نقل للشهادات التي ذكرت فيه كما وردت:
نص الشهادة:
يقف الأستاذ أمام مجموعة من الأطفال في الخيمة، وكأنه الطابور الصباحي، ويصدح ببعض الشعارات الوطنية ليردّدوها وراءه بكل عنفوان:
تحيا فلسطين عربية حُرّة، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، القدس لنا، مستمرون بالعلم والتعليم.
يقول الأستاذ: معكم المعلم الفلسطيني محمد الخضري المختص بتأسيس اللغة العربية والخط العربي وصعوبات التعلم. حقيقةً بدأت في هذه المبادرة منذ انطلاق الحرب المجنونة على قطاع غزة، تقريبًا في نهاية شهر أكتوبر، فبعد ذلك كان هناك اجتهاد من قبل الطلاب والطالبات؛ لئلَّا ننقطع عن المسيرة التعليمية، وبعد ذلك تم تعرضنا للقصف الصهيوني في منطقة الشجاعية وكنت في عِداد الشهداء، وبفضل الله تعالى خرجت من تحت الأنقاض بعد 9 ساعات من القصف الصهيوني، وتم تطبيبنا( معالجتنا) في مستشفى الشفاء بعد ذلك ذهبنا إلى منطقة جنوب غزة، ولكن كان لدينا الإصرار والعزيمة أن نكمل العملية التعليمية والاستمرار في التعليم، طبعًا واجهتنا عدة ظروف منها عزوف الطلاب والطالبات عن المسيرة التعليمية كذلك من ضمن الأمور التراجع في الطلاب والطالبات، هذا كان لدينا من باب المسؤولية المهنية التي ألقيت علينا أن تكون لنا بصمة واستمرارية في العملية التعليمية وإلا تنقطع المسيرة التعليمية سواء بالحرب أو ما بعد الحرب يجب أن نستمر في هذه المبادرة التعليمية، فكانت هذه المبادرة الأولى على مستوى قطاع غزة من حيث محاكاة المسيرة التعليمية، ونحن في هذه المبادرة ننطلق أول شيء من الطابور الصباحي فالإذاعة المدرسية فكذلك قراءة الدروس من اللغة العربية والمواد الأخرى، ومن بعد ذلك نعطي الطلاب الدروس بالطريقة الجميلة بحيث التعلم باللعب والدمى والحكواتي والمسرحية، كل هذه الأشياء نعطيها للطلاب بطريقة جميلة وإبداعية ومتميزة.
طبعًا رسالتنا للعالم أجمع بأن أطفال فلسطين كطائر العنقاء يخرج من بين الركام ليحلّق في سماء العِزة والإبداع والتميُّز، ونحن نعرف أن أطفال فلسطين قمة في الإبداع والتميُّز، وهذه الحرب تم الاستمرار في هذه العملية ونوجه رسالة للعالم أننا مستمرون بالعلم والتعليم رغم الحرب والتدمير.
طبعًا نواجه العديد من الصعوبات والتحديات منها أول شيء القصف الصهيوني المستمر المخيف لأطفال غزة، كذلك شُحّ الإمكانيات على مستوى القرطاسية والمقاعد الدراسية والمناخ الحارّ والصعب بالنسبة للأطفال. ندعو الجميع إلى دعم مثل هذه المبادرات الشبابية التي تعمل على رأب الفجوة ما بين التعليم الأساسي في المدارس وتعليم المبادرات الشبابية، كذلك يجب دعم الأطفال بكل ما يحتاجونه على المستوى التعليمي والثقافي والنفسي.
تصور الكاميرا الأستاذ خلال شرح درس للطلاب، يمسك بيده دُمية ويؤشر على ورقة كبيرة معلقة على الحائط بدلًا من السبورة ويقرأ على مسامع الطلبة المكتوبَ عليها، ويردّدونه -ومن هذا النص: اعتادت فضيلة أن تفتح الحاسوب كانت تعرض موضوعَ ضوء القمر، تضايق رضوان فأسرع وأغلق الحاسوب فقالت: لماذا تمنعني من القراءة.-
طالبة: أنا اسمي لينا ظاهر، أنا من سكان الشمال إحنا بقينا (كنا) في الشمال نقعد ندرس كنا نقعد على كراسي وطاولات نكتب الحين (الآن) صرنا قاعدين في خيَم نقعد على الأراضي، زمان كنا نقرأ في ورق وكتب وكان شو ما بدنا نقرأ، الحين انحرمنا، بس الحين اللي قدرنا نجيبه قلم وهالدفتر، يا الله قديش تعبنا إحنا برضُه (أيضًا) صغار وبدنا نعيش زي(مثل) أطفال العالم، إحنا جد انحرمنا من المدارس انحرمنا من بيوتنا انحرمنا من دورنا يا الله برضُه بدنا نعيش إحنا، إحنا صغار.
أنا رسالتي للعالم، بدي أوصل رسالتي لكل العالم، إنتو صغار بدكم تدرسوا وإحنا كمان بدنا ندرس إنتو بتتعلموا وبتقرأوا وبتساوا (بتعملوا) شو ما بدكو وإحنا كمان بدنا نسوي شو ما بدنا، مش زي هيك ننحرم ونقعد على الأراضي مش كراسي ومكاتب زي زمان، كنا زمان نلعب ونكتب ونقرأ ونراجع أما الحين انحرمنا يا الله، أنا طفلة صغيرة فلسطينية تريد الحرية.
تصور الكاميرا طفلة أخرى تقرأ النص المذكور أعلاه الخاصّ بفضيلة والحاسوب، على مسامع بقية الأطفال الطلاب المتواجدين في خيمة الدراسة ويصفق لها الطلاب بعد إنهائها.
طالبة: أول إشي أنا بنبسط، زي ما انتو شايفين قاعدين على الأراضي بنتعلم وبندرس هلقيت(الآن) إحنا بنتعلم في الخيمة، زمان كنا نتعلم بمدرسة كنا نقعد على الكراسي والطاولات كنا نتعلم وندرس، هلقيت زي ما إنتوا شايفين الأستاذ محمد الخضري بعلمنا عشان ما ننساش الدروس اللي فاتت زمان بنتعلم وبنراجع وبندرس، نفسي يصير وقف إطلاق نار ونرجع على دورنا ونرجع لمدرستنا وكتبنا ونقرأ ونتعلم ويصير وقف إطلاق نار ونرجع على دورنا.
الأستاذ: حبايبي اليوم بدنا نقرأ قصة جميلة ورائعة جدًّا حلوة كتير كتير. يبدأ بقراءة القصة وتظهر الكاميرا انسجام الطلاب وتركيزهم الماتع في القصة.
طالبة: أنا اسمي حورية أبو عيسى، إحنا نازحين من غزة إلى مستشفى شهداء الأقصى، أنا من حقي إني أتعلم وإني أدرس أنا زيي زي أي طفل في العالم نفسنا إحنا نروّح (نعود للبيت) نفسنا نتعلم، والله يحفظ الأستاذ محمد الخضري علمنا وإحنا صرنا مبسوطين وكيفنا، بس أنا من حقي إني أتعلم وأدرس من حقي المأكل والمشرَب والمسكن، ولو إنه بيتنا تدمر بس راح أرجع على بيتي الركام. لما أجى (بدأ) التعليم صرت فرحانة شوي، بس لما نكون في بلادنا بنكون أكثر فرحانين. رسالتي للعالم إنه ترجع الحياة زي ما كانت زمان، ونفسنا يصير وقف إطلاق نار ونروّح وأنا من حقي إني أتعلم.
تظهر الكاميرا الطلاب يتنافسون على الإجابة على أسئلة الأستاذ ويرفعون أيديهم ليختارهم، ويشجعهم الأستاذ بدورِه بالكلمات التحفيزية والتصفيق.