شهادة محمد خريس عن قنص والده أمامه



الوقت المقدر للقراءة: 10 دقيقة
منذ 9 أشهر

هذهِ شهادة الشاب محمَّد باسم خريس ، يروي فيها تفاصيل قنص والدته أمام عينيه من قِبل جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء رحلة نزوحهم من المنزل يوم الثلاثاء بتاريخ 9 يناير/ كانون الأول 2024، وهذهِ شهادته كما أرودها مع قناة الجزيرة:

محمَّد: أنا شفت المنظر، تبنَّجت هيك ثانيتين! بعدين رحت جريت عليها.
كل الناس شردت، وأنا رحت عند أمي، لقيتها رافعة أصبعها زي هيك (أصبع السبابة)  وبتتشاهد.
المذيعة: في هذهِ اللحظة تيم وين راح؟
محمَّد: أنا مش عارف، محدش كان عارف وين راح.
تيم: اشتقتلك كثير يا ماما، أنتِ وغيث وبابا وبستناكم، وبحبكم كثير، بستناكم.

محمَّد: أنا محمد باسم خريس، ابن هالة عبد العاطي، إلي استشهدت في محيط مستشفى فلسطين في الفيديو إلي انتشر، برصاصة غادرة من الاحتلال الصهيوني، بحيث هو قلنا أنه نطلع وارفعوا رايات بيضة، وهتمرقوا عادي.

إحنا في يوم 11/ 11 تحاصرنا بالدبابات، قضينا ليلة، تمام؟ هلقيت شفنا النَّاس صارت تطلع بالشوارع فقلنا بدنا نطلع أحنا، بدنا نتحرك. أحنا بالبداية ما تحركنا، ما طلعنا من بيتنا، فقلنا بدنا نطلع، كلنا جهّزنا راياتنا البيضة.  قبل التحرُّك تقريبًا كان 20 نفر بس في بيتنا، أحنا كنا كذا عائلة في المنطقة.

كانت أمي ماسكة إيد تيم وطالعة فيه، وأنا كنت وراها، بدينا نمشي، صار في صوت طخ في الشارع، يعني أول ما بدينا نبيِّن في الشارع ودار خالتي أجوا ودار خالي أجوا صار في صوت طخ. لحتَّى الآن عادي، يعني الطخ على الحيطان كان.
مشينا، هلقيت في ناس بقولوا أنه في جندي كان على الدبابة بأشرلهم أنهم يطلعوا لفوق، إذا شفتوا في الفيديو كل الناس طلعت لفوق، أنا وقتها قعدت أنادي على أمي أقولها: "اطلعي، تعالي لهيك، تعالي لهيك" (أي: إلى الأعلى، في الاتجاه الذي أشار إليه الجندي) فجأة وقعت على الأرض، عاد هاد إلي أنا شفته ومستوعبتش
طبعًا تيم كان في إيدها وشرد، طلع لفوق

أنا شفت المنظر، تبنجت هيك ثانيتين، بعدين رحت جريت عليها، كل الناس شردت، وأنا رحت عند أمي، ليقتها رافعة أصبعها زي هيك (أصبع السبابة) وبتتشاهد. مستحملتش المنظر، حاولت أني أشيلها، كان الحمل علي ثقيل، وبزعّق، محدش برد عليا، أو مش شايف.. مش شايف اشي كنت.

لحد ما أجى أبويا وساندني في حملها وجريت فيها لحد ما وصلت المفترق، ابن جيرانا أبو يزن حملها عني وجريت على الدار جراي، فتحت الباب، دوب وصلت، حاولوا يعملولها إسعافات أولية، كانت الرصاصة كثير عاملة فتحة هالقد تقريبًا (بحجم بضة اليد)، كانت عند القلب لفوق.

المذيعة: استهداف متعمَّد!
محمَّد: اه قنَّاص، يعني ما فش، مرة كبيرة وماشية معها حفيدها ورافعين رايات بيضة.

المذيعة: في هي اللحظة تيم وين راح؟
محمَّد: أنا مش عارف، محدش كان عارف وين راح، لحد ما اتصلوا قرايبنا وقالوا أنه هو معهم، راحوا على النصيرات، بعدين راح عند أختي في خانيونيس بعدين عند عمه في رفح بعدين أجى عنا هنا.

كانت (أم تيم) على أول الشارع، أنا وأمي أول الناس طلعنا، كنا في مقدمة الناس، في ناس لسا  كانت ورا في أول الشارع، فهي (أم تيم) كانت ورا لسا.

هو إلي صار أنه لمَّا انطخَّت الوالدة، طبعًا أنا ما سمعت، محدش سامع،  صوت الزنانات وخلص جو مخيف، محدش شايف اشي ولا سامع اشي، هي بمجرد ما انخطَّت كان (تيم) بإيدها اليمين، يعني سبحان الله!، زي هيك (مالت لجهة الشمال)، وقعت على الشمال، وهيك زي إلي نتشتوه (دفعته) قالتله روح، فهو صار يجري وقتها، حتى أنا لمَّا شفت المشهد، مش شايف تيم، مشفتش تيم أنا، رحت جراي عليها.

قبل ما نطلع بـ 10 دقائق كانت تقرأ قرآن وتسبِّح، حتَّى يعني الاشي الوحيد إلي ظللي منها هي سبحتها، هذه دايمًا أنا حاملها معي، كانت تسبِّح وتدعي، تحكي "إن عشنا فهينا من أهل الدُّنيا، وإن متنا فأحنا شهداء"، هذهِ آخر الكلمات إلي حكتها.

لحظة ما شفت الفيديو .. تقليب مواجع، يعني هو أنا خلقة المشهد مش كاين يروح من راسي، بشوفه كل ما بدي أجي بدي أنام، بس أنه صار هيو كمان موجود فهاد اشي موجع كثير، خاصة بالنسبة لخواتي، يعني أنا ممكن أشد على حالي شوية
كل شوي بفتح أشوفه (الفيديو)، عشان أدعيلها، وخلص تظلها هي ببالي.

أنا كنت يوم السبت (7 أكتوبر) رايح أخطب، قبلها بيوم حكتلي أمي، يوم الجمعة، قالتلي: بكرة بتروح بتدور على صالات، بدنا نعمل خطوبة، وبتروح تعمل فحص، كنت مجهز حالي، والحمد لله يعني.. هذا آخر اشي كان قبل الحرب، أنه أنا رايح أخطب، أفرح، أبسط أمي، وحيدها أنا، وكنت متخرج جديد، وخلاص أمي صارت بدها تخطبلي وأنا بقيت بدي أخطب البنت إلي أنا بحبها،  بس خلص، قدَّر الله، وهذا أمر من الله وبدنا نصبر يعني

https://www.youtube.com/watch?v=FbezAqmHW3w

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x