شهادات لأسيرات من غزة اعتقلهن الاحتلال خلال الحرب



الوقت المقدر للقراءة: 18 دقيقة
منذ 9 أشهر

هذهِ شهادة أسيرات من قطاع غزَّة، اعتقلهم الاحتلال أثناء نزوحهم من الشمال عبر  "الممر الآمن" وأفرج عنهنَّ بعد ذلك، وهن يحاولنَّ طمأنة عائلاتهنَّ بعد فقدان التواصل بهم ، وهذهِ شهادتهنَّ كما أوردنها مع مراسلة "تلفزيون فلسطين" بيداء معمَّر.

المراسلة: هنا في مدرسة الطائف التابعة للأونروا في مدينة رفح، خاصةً بعد الإفراج عن عدد من الأسيرات ونزوحهم إلى هذهِ المدرسة، بعد 51 يومًا من الاعتقال، من الألم، من المعاناة، الاحتلال لم يرحم أحدًا حتَّى كبار السن.. هذهِ السيدة كانت من ضمن الأسيرات المعتقلات لدى الاحتلال الإسرائيلي، يعني يتجاوز عمرها الـ80 عامًا. ونحاور منهنَّ الآن،  ونحن بالقرب منهم، خاصةً أن ستة من الأسيرات تم الإفراج عنهم ليلة أمس.

أم براء: أنا أم براء غبن من بيت لاهيا، من الأسيرات إلّي طلعن مبارح، إلّي أجن مبارح على غزَّة مفرج عنهن.
المراسلة: صعب جدًا في ظل الحرب والقصف أنه يتم اعتقالكم بطريقة وحشية، نعرف أكثر عن قصتك؟
أم براء: والله أنا كنت بالشمال، كنت بمدرسة.. قصفوها علينا إلّي هي مدرسة الفاخورة.

أنا متزوجة على ضرّة، ضرتي استشهدت هي وأولادها؛ فخفت طلعت على مدرسة ثانية إلّي هي أبو حسين فـ قصفوفها، دغري أخذت أطفالي الثلاثة وطلعت على الوسطى.. إلّي هو على الممر الآمن، فأخذوني أنا، وأولادي قالولهم ظلكم ماشيين. أولادي ظلهم لحالهم وأنا أخذوني، محدش بعرف أني أنا عايشة ولا ميتة ولا اشي.

وأخذوني على المعتقل أول اشي، قعدنا 8 أمام تحقيقات، 8 أيام في معتقل.. بنعرفش طبعًا وين المعتقل لأنه كله جبال وشجر.. بنعرفش وين، بعد ما قعدنا 8 أيام تحقيقات نقلونا على سجن ديمونا، وقضينا غاد مدة الاعتقال.

المراسلة: كيف كان الاعتقال خاصة في سجن ديمونا، كنتي في وضع -مثل ما أشرتي- أطفالك لوحدهم، يعني كيف كانت ظروف الاعتقال؟
أم براء: كانت ظروف صعبة جدًا، مش بس على قدي على قد كل الأسيرات الموجودة غاد؛ لأنه كلهم أكثريتهم ماخذينهم وأطفال صغار سايبينهن. يعني بقينا نعاني معاناة، صياح، حتى يجيبولنا الأكل -الله يعزّك- زي الكلاب.. منرضاش نوكل، نقعد نعيط على الأولاد، نوصّي بعض، نقول يا ترى بعرفونا عايشين ولا ميتين.. بعرفوش عنَّا اشي أهلينا.

حتَّى أنه حمّلنا (بقية الأسيرات حمّلونا) أمانة نحكي لعائلاتهن؛ عشان عائلاتهم يعرفوا ويطّمنوا أنهم في سجن ديمونا. في من دار البردوني، في ثنتين إلّي هنَّ إلهام ورانيا، في من دار عدوان، مرت الشهيد مهنّا إلّي هي نور وعلا بنت عمها، في من دار الأخرس في من دار أبو زور، أسيرات كثير..

المراسلة: مَن ذكرتيهم بالاسم هم موجودات حتَّى الآن؟أم براء: آه، الأسيرة خلود حنّونة حالتها النفسية تحت الصفر على أطفالها، ليل نهار عياط..  قد ما بنواسي فيها.. عيونها والله ما أقلك عنهم، لدرجة وأحنا طالعين توصّينا.. أعطتنا أرقام نتواصل مع أهلها ونطمِّن أولادها، مفيش شبكة ومرجعولناش جولاتنا نتكلم.

المراسلة: بالأمس كان الإفراج عنكم التقيت بأطفالك، كيف التقيتِ فيهم؟
أم براء: أنا هلقيت لمَّا نزّلونا عند كرم أبو سالم، نزّلونا مسافة بعيدة.. أحنا أول مرة نعرف كرم أبو سالم والمناطق هذي. هلقيت مشينا خلونا نصل منطقة بالغلط نزلوا علينا طخ .. يطخطخوا علينا هان وأحنا مفرج عنا.. مبنعرفش الطريق أحنا مبنعرفش المعبر، صاروا يقولولنا: " روح ارجع لورا"، أحنا والشباب.. 18 شب أظني، صاروا يجروا، رجعونا مسافة .. ما أقلك قديش، رجعونا عشان نرجع مسافة ثانية نمشي عِدل، وظل الطخ علينا لما وصلنا خيمة الأونروا.

وأنا بتمشى سألت واحد بقوله أنا أطفالي سبتهم وبدي أعرف اشي عن أقاربي وأعرف أولادي وين، قالولي بنعرف واحد صاحب شحن، مركبهم وموصلهم لنصيرات، وفي النصيرات جايبهم عند دوار زعرب أظني.. لأني بعرفش المناطق،  فـ راح وصلني لقيت أولادي بالشارع. الحمد لله هيهم بحضني ومبسوطة كثير، بس أنا بدي أبوهم يعرف؛ لأنه أبوهم بالشمال ومش موجود هينا.. يعرف أنه أنا رجعت ولقيت الأولاد وأخذتهم في حضني.

المراسلة: لكل أسيرة هنا قصة، كما ذكرت، ستة من الأسيرات تم الإفراج عنهم بجانب أيضًا دفعة من الأسرى الذين تم اعتقالهم في بداية الحرب على قطاع غزة. الحمد لله على سلامتك.
الأسيرة: الله يسلمك.
المراسلة: نعرف عنك أكثر وكيف كانت آلية الاعتقال!
الأسيرة: عن طريق الممر الآمن إلّي هم بدّعوا أنه ممر آمن، تم اعتقالي، أنه ارفعي هويتك وانزلي، رفعت هويتي وانزلت إليهم، أخذوا رقم الهوية، فقالولي مري على  الجنب إلّي ورا، مريت على الجنب إلي ورا، لقيت خيمة كلها للتحقيق، حقق معايا.. "أنت من وين؟"، "ايش بتعرفوا؟"، " ليش اجيتي على الجنوب؟" و"أنت جاية للتخريب"..  كل هذه الادعاءات، فقلي أنت رهن الاعتقال، أنت راح تنحبسي عنا في رهن الاعتقال.. أخذوني من الساعة عشرة للخمسة المغرب، بعدها نقلونا بشحن وبعد الشحن رحنا على معتقل عنتوت بسموه، بالضفة هو بين الجبال، قعدنا فيه خمس أيام تحت التحقيق، التحقيق كان عبارة عن 10 دقائق والباقي تحت الضغط النفسي.. يفتحوا علينا الباب ويسكروه، خبط، يدّعوا أنهم بعذبوا النَّاس قدامنا، فبنسمع ضرب، تعذيب، "بدي أكهربك".. يخوفوا فينا، وبرجعونا على التحقيق بصيروا يقولولنا: "ها ايش في عنكم؟"، "جربي احكي" وتخبط على الطاولة، يكلبشوا (يقيدوا) إيدينا برجلينا ويطلعوا.

أنا فضلت (بقيت) عندهم بالتحقيق من الساعة 10 الصبح ودوني الساعة 6 المغرب على المعتقل، بعد الخمس أيام انتقلنا لسجن ديمونا، هناك بسجن ديمونا قعدنا 45  يوم.
في ظل أنه ما في اتصالات أو نت أو حد يتعرف علينا، من بعد اعتقالنا 50 يوم أهلي بيفتكروني متوفية مش رهن الاعتقال؛ لأنه كنا مخطوفات أو رهائن، أهلنا ما بيعرفوا عنا، فأنا بطمِّن أهلي أني وصلت غزة وإن شاء الله بشوفهم بالقريب العاجل.

المراسلة: من أي عائلة؟
الأسيرة: من عائلة موسى.
المراسلة إن شاء الله بعرفوا أهلك وألف سلامة عليك مرة أخرى.

تقول المراسلة لأسيرة أخرى: الحمد لله على السلامة.
جهان: الله يسلمك، أنا الأسيرة جهان  فيصل سمّور، أنا بدي أوجه رسالة لجوزي وأولادي إذا كانوا شايفيني يعني .. يتعرفوا علينا يطمنوا عليا.. ويا رب .. وأطمِّن أهلي أني أنا موجودة .. أنه أنا كنت معتقلة في سجون الاحتلال، وتم الإفراج عني مبارح، إلي  بتعرف علي أو بتواصل مع زوجي أو أهلي أو أولادي يطّمنوا أنه أنا بخير، وأنا موجودة بمدرسة اسمها الطائف فرفح، لو بيتعرفوا عليَّا يجوا ياخدوني وبطمِّنهم علي.

المراسلة: ظروف صعبة جدًا عايشتموها أيضًا كما أشرت مشاهدينا الكرام، من ضمن الأسيرات كانت سيدة تبلغ من العمر 80 عامًا، لم يراعي الاحتلال خصوصية كبار السن، لم يقدم لها العناية.. الحمد لله على سلامتك يا خالة.
أم محمَّد: الله يسلمك.
المراسلة: خالتي اعتقلوك الاحتلال، شو إلي صار معك؟ أنتِ من غزَّة اعتقلولكِ؟
أم محمَّد: آه أنا من غزة، أنا أم محمد.

المراسلة: يعني أحنا أيضًا من خلال حلقة الوصل نريد أن نطمئن عائلة هذه السيدة، أبنائها مقيمين خارج البلد، نتمنى أن يروا أنها بخير .. تفضلي أنت كنت معها بنفس المعتقل؟
أم براء: آه.
المراسلة: كيف كان ظروف السيدة أم محمد الخالدي وهي كبيرة في السن ربنا يعطيها الصحة وطولة العمر إن شاء الله، ومريضة أيضًا.. احكيلي عن ظروفها وشو ممكن تطمني العائلة؟

أم براء: هي عمرها 80 سنة، مريضة قلب وسكر وضغط، ومعندهاش توازن بالمشي، يعني بتقدرش تمشي كثير، بقينا نجرها على كروسة (كرسي متحرك)، تعذبت الثانية.. هلقيت بدها تروح على العيادة تكون مكلبشة (مقيدة) رجلين وايدين.. ومش بس للحجة .. في كمان حجّات ثانيات مريضات قلب وضغط وسكر على ووكر (Walker - كرسي متحرك)، يعني في معتقل ديمونا في سيدات زي الحجة فهمية (أم محمد)، وأحنا بدنا نوصِّل أنه في غير الحجة فهمية ألف وحدة زي الحجة فهمية، أنا هذا إلي بدي أوصله لأنه هذي أمانة من الأسيرات عشان أهاليهن يعرفن.في حوالي 80 أسيرة في سجن ديمونا.

المراسلة: الحمد لله على سلامتكم مرة أخرى، نأمل أن تصل هذه الرسالة من عمق المعاناة، الجراح والآلام التي عايشوها في معتقل الدامون بإيصال الرسالة، وخاصة ظروف الأسيرات هناك، نأمل بالإفراج عنهم سريعا وضرورة التدخل من أجل الأسرى والأسيرات، خاصة أنهم اليوم من الاعتدال إلى النزوح وفي ظل تعرضهم للخطر مع استمرار القصف والعدوان على قطاع غزة، هذا هو العدوان الغاشم الذي لم يراعي أحدًا حتى كبار السن كانوا من ضمن الأسرى والأسيرات. 

https://www.youtube.com/watch?v=6qdWwaSeCd4

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x