شهادة الطبيب محمد حرارة عن إخلاء مستشفى الشفاء



الوقت المقدر للقراءة: 13 دقيقة
منذ 9 أشهر

هذه شهادة الطبيب محمد حرارة على اقتحام مجمع الشفاء الطبي وطريقة إخلائهم منه، نقل الشهادة منصة فلسطينيات على الانستجرام في تاريخ 10 يناير 2024، وهذا نقل لشهادته كما وردت:

أنا الدكتور محمد حرارة طبيب في مجمع الشفاء الطبي في قسم الطوارئ.. طبعا انا كنت لآخر لحظة متواجد في المجمع لحد ما تم اجلائنا بشكل نهائي احنا وجميع المرضى. خلال الحصار كان عبارة عن 6 - 7 أيام، كان الوضع كتير كتير صعب، في النهاية لا كان في مي لا أكل لا شرب، حتى المعدات الطبية نهائي ما كانت موجودة انه نعمل غيارات للجروح ما كانت موجودة الأدوية اللي نعطيها للمرضى للالتهابات المضادات الحيوية نهائي ما كانت موجودة، كتير من الأطفال عنا حوالي 13 طفل توفوا، أكسجين انقطع اي مقومات بحيث انه نحافظ على حياة المريض كانت غير متوفرة.. في عنا 6 خدج برضه توفوا.

من الأحداث اللي صارت معي في خلال الست أيام في بنت اسمها ضحى توفت، ما قدرنا نجيبلها وحدات دم من المباني التانية وضلت تنزف، كان عندها نزيف في المعدة وظت تنزف لحد ما توفت. من الشغلات اللي كانت كثير أثرت عليا في هالفترة هاي هي قصة ضحى، لانه كنا شغالين معها أول عشرين يوم من الحرب كانت جاية بجرح كبير والجرح هذا بنقص الامكانيات التهب بشكل كبير وصار حتى يطلع منه الدود، وعملنا له الحمد لله إعادة تأهيل وصار وضعها كويس وظلت معانا كمان 25 يوم بداخل المستشفى، يوميا يتم متابعة جروحها وتنظيفه والغيارات عليه.. خلال الست أيام ما قدرنا نوفر الشاش ولا  اليود ولا أي اشي لنقدر نغير لها على الجرح بالتالي الجرح عندها التهب وصار عندها نزيف في المعدة ووحدات الدم كانت موجودة في المبنى الآخر ما قدرنا نجيب وحدات لانه كان المبنى محاصر بشكل كامل نهائي ما كنا لا قادرين نطلع لا من الباب ولا حتى نتطلع من شباك المبنى.

وفي كمان لما اجيت اطلع من المسشتفى في اول يوم اللي تم اجلائنا بشكل كامل، كان الكل بطلع، لا كان موجود دكاترة والمصابين قاعدين بيطلعوا بالسراير تاعتهم ما قادرين اصلا نوفر لهم الاسعافات. كان من ضمن المصابين طفلة صغيرة عمرها 7 سنين كانت عاملة عملية في القصبة الهوائية مركبة أنبوب في الحنجرة، الطفلة هاي  اهلها كانوا معاها امها ومعاهم ولادهم الصغار مع الاجلاء قرروا انه الاهل يتركوا بنتهم لانه ما عندهم طريقة ثانية وما قادرين ياخذوا البنت معهم فتركوها وطلعوا، فبالصدفة انا كنت داخل على الاستقبال مع الناس اللي متجمعة برا انه نطلع فرجعنا.

البنت هاي صار عندها انسداد بالشعب الهوائية والانبوب صار له اسنداد كان ممرض جايبها من القسم وحاطها في العناية، وقتها انا كنت رايح اودع مريض كنت اتابع معه وكان ما يقدر يطلع الا عن طريق الاسعافات المهم لما رجعت اشوف المريض لقيتها وكانت كتير بتختنق ومافي اي وسيلة انها تاخذ فيه نفس، كان الانبوب مسدد وكل صدرها مليان مي، في هديك اللحظة قررت اني اعملها شفط للسوائل بحيث انها تقدر تتنفس طبيعي، بحاول اني اشوف لها حاجة اعمل لها شفط كانت الكهرباء قاطعة فرحت احاول اعمل لها بالكانيولا عن طريق الشرنجا انه اشفط فيها السوائل بس برضه الطريقة هاي ما ضبطت، وقتها قعدت اعمل لها (ambu) تنفس يدوي بحيث نديها شوية وقت انه تعيش عبين ما نشوف لها حل تاني، في هذيك اللحظة ما كنت عارف اني اعملها تنفس يدوي أو اني اروح اشوف لها حل تاني او اتركها، المهم فخليت ناس من الموجودين يعملوا لها تنفس يدوي بحيث اقدر اروح اشوف لها حل تاني. قعدت أدور، اسال الدكاترة، كانوا هذيك اللحظة يحكولي انت خلاص اديت مهمتك 45 يوم في المستشفى ما شفت اهلك وهلقيت وقت خلاص الكل لازم يطلع وخلاص المفترض تطلع.


فقررت انه لا  لازم اشوف لها حل للبنت هاي فرحت تواصلت مع رئيس القسم وحكالي في portable (جهاز متحرك) ممكن تعمل عن طريقه شفط حاول تدور عليه موجود في الاستقبال شوف إذا فيه شحن او لا قعدت الفلف لحد مالقيته بشغله لقيته فيه كهرباء وقعدت اعمل لها شفط لحد ما طلعت كل السوائل وبلشت البنت شوية شوية تتعافى لحد ما بلش النفس تبعها يصير كويس وقست لها تركيز الاوكسجين كان صار طبيعي 98 والحمدلله البنت هلقيتا عايشة ونقلناها على مستشفى تاني بس المشكلة كانت لما اجيت اطلع من المستشفى جيت اطلع من باب الاستقبال كان الناس كلياتها طالعة ومش عارف انا ويني يعني تاخرت كتير في وقت الاجلاء فرحت على باب المستشفى اني اشوف وين موجودين الناس ما بلاقي الا الدبابات قبالي والجنود نازلين من الدبابات ومعاهم الأسلحة وعم بيأشروا علي هديك اللحظة كتير ارتعبت كنت بدي ارجع للحظة بس خفت اني ارجع يطخوني فقلت خلاص هيك هيك ميت فخليني امشي. مشيت وكان في وسط الدبابات مريض كان اهله ماخدينه كان معاه اخوه وهو مكسرة رجليه وطالع بالسرير تبع المستشفى الشارع كان كتير مكسر فالسرير ما راح يمشي فالشارع فكان عم يزعيي علي يحكيلي مشان الله تعال شيل معاي في اللحظة هاي انا اصلا كنت خائف بدي امشي احاول اعدي قدر الامكان المهم جيت امشي فقلت المفترض خلاص ارجع وشيل معه رجعت وبلشنا نحمل السرير حمل وقتها لحد ما قدرنا نلاقي النقطة انه يمشي فيها السرير وعدلنا لحد ما جاء السيارة واخدت المريض.

طبعاً السيناريو هاد انا حاليا في مستشفى ناصر والسيناريو عم ينعاد، اليهود بلشت تقرب من المجمع وقاعدين بيقصفوا حوالين المجمع، السكان اللي كانوا نازحين بالمستشفى هلقيتهم يطلعوا يشوفوا لهم مكان امن مع انه اصلا غزة مافيش ولا مكان آمن فيها بس خلاص يحاولوا يشوفوا لهم مكان تاني والحال مش عارفين ايش نعمل طبعا انا حاليا قاعد بالخيمة هاي اول ما نزحت من المستشفى استقبلوني ناس وعملوا لي الخيمة هاي وقاعد فيها وشغال برضه في قسم الاستقبال في مجمع ناصر الطبي.


اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x