شهادة الطبيبة ياسمين سويدان عن عملها كطبيبة طوارئ في مستشفى ناصر



الوقت المقدر للقراءة: 6 دقيقة
منذ 8 أشهر

هذه شهادة الطبيبة ياسمين سويدان، عن عملها كطبيبة في مستشفى ناصر  وعن أمومتها، نقلتها منصة فلسطينيات على الانستجرام في تاريخ 16 ديسمبر 2023، وهذه نقل للشهادة كما وردت:

أنا د. ياسمين عبد القادر سويدان، 32 عام، طبيبة طوارئ بشتغل في مجمع ناصر الطبي، متزوجة وعندي طفلين، واحد 6 سنين، والبنت 6 شهور، من سكان رفح تل السلطان. الصراحة معاناة انك كل يوم تطلعي دوام 24 ساعة، بتطلعي (تخرجي) من بيتك وتسيبي الأطفال وراكي (خلفك) وبتعرفيش ايش بيصير مع قطع الاتصال والانترنت. أنا اضطريت اني افطم البنت عشان اجي على الدوام، لانه دوامي 24 ساعة، هاد الفترة خلتني افطمها عن الحليب ومضطرة أحول على الحليب الصناعي.
 

انتِ بدك تسيبي هدول الطفلين، انا بسيبهم عند حماتي وعند جوزي، بس بتظلي طول الوقت في الدوام حاملة الهم، لو لا سمح الله صار في قصف أو حاجة بتعرفيش شي، ايش حيصير، فهذا هو اللي دائما الهاجس اللي بيجيلنا، انه يقلقنا انه ايش ممكن يصير بالأطفال وراكي. ولما تروحي تقولي الحمد لله لسا هم بخير وترجعي تاني على الدوام ونفس الكرة.

هاد الحرب تختلف اختلاف تام، شوفي قديش عدد النازحين والمشردين، قديش اللود (العبء) صار بمستشفى ناصر هلقيت، أنا كطبيبة كنت في الاول اللود أقل شوي بس هلقيت زاد الحمل علينا كتير مع الأعداد الكثيرة صار في تكدس في صالات الطوارئ عنا من المرضى ومرافقيهم. صارت حالات الدخول نفسها تكون منومة في الطوارئ لما تجي إصابات نعالجها ع الأرض مفيش وسع خالص، فهادي معاناة بالنسبة لنا صراحة وللناس نفسهم، في ازدحام كبير في قسم الطوارئ وان شاء الله بتعدي. 

"عن النساء الجريحات، قالت: أنا شفت كتير مصابات غطوني جيبو لي استروني بس الحمد لله احنا بنوفر لهم كل حاجة قبل ما يطلعوا ع التصوير أو على أي مكان تاني لو كانوا مكشوفين. انه ممكن أكون بدالهم هادي مشكلة انه انا بقول يعني لو لا سمح الله انا كنت في نفس الموقف اللي بيمروا فيه الله يعينهم الله يعينهم. 

وعن شعور ترك العمل حالياً: هاد الشعور دائما يراودني انه انا مش عشان انا بديش اتشغل، لا والله عشان الأطفال عندي بدي اقعد جنبهم، اكون طول الوقت جنبهم، عشان لو صار اشي لا سمح الله يصير مع اطفالي مش وانا بعيدة عنهم. نفسي تنحل هادي الازمة وتخلص الحرب على خير وما أفقد ولا أحد، في حاجات ثانية، زي يكون أطباء يجيهم إصابات او شهداء من أهاليهم أو عائلاتهم، انه ما جربش هذا الشعور الفقد والوجع. اشتقنا نرجع لحياتنا الطبيعية البسيطة اللي احنا كنا دائما نقول يا الله الحياة مملة زهقنا من الروتين هاد اليومي بدنا نطلع بدنا نطش هلقيت صرنا مشتاقين لحياتنا نفسها الاساسية، هذه احنا راضيين بالملل بس انه نرجع لها.


اقرأ المزيد

اقرأ المزيد من قسم شهادات

الوسوم

شارك


المصادر


x